الهوية هي كل ما يحمله الفرد من معتقدات،أفكار، عادات، تقاليد وقيم تم اكتسابها من خلال التعايش اليومي مع البيئة المحيطة، ويؤخذ بعين الاعتبار أن المعلم اللبنة الثانية في حياة التلاميذ بعد الوالدين والإخوة، فالمعلم يعتبر لدى أغلبية الطلاب هو المثال أو القدوة، والبعض يوقر المعلم كبديل للأم أو الأب في البيئة المدرسية، ويلعب المعلم دورًا مهمًا وفعالًا في العملية التربوية، فهو يشكل اللبنة الأساسية في بناء الهوية والشخصية لدى التلاميذ وخاصة الصغار منهم، أو مثل ما لخص أحمد شوقي بقوله: "كاد المعلم أن يكون رسولاً". غالبًا ما يحمل المعلم أنماط الشخصية من تعليم وأفكار واهتمامات تنقل بشكل غير مباشر للتلاميذ من خلال الممارسات المدرسية اليومية فتصبح ذات قبول عند شريحة معينة منهم، فشخصية المعلم وطريقة تعليمه قد تنقل بشكل أو بآخر للطلاب، المعلم الذي يملك مفهومًا واضحًا عن ذاته وأفكاره يستطيع أن يؤدي عمله بكفاءة عالية وتكون لديه القدرة على خلق بيئة صافية جيدة؛ لينقل كل السلوكيات والأفكار الإيجابية. من الجوانب المهمة التي يجب على كل معلم الاهتمام بتنميتها وتطويرها إلى جانب المستوي المعرفي أن يكون قادرًا على تحمل هذه الأمانة والمسؤولية واحترام آراء الطلاب وتشجيع مهاراتهم، والأهم من هذا هو عدم تصحيح سلوكيات الطلاب بناء على أفكار المعلم وقيمه وأخلاقياته المكتسبة، بل يجب على المعلم أن يتكيف مع التلاميذ ويتعامل مع كل منهم حسب تفكيره وقدراته وهوياته. ومن المهم أن يتم اختيار المعلم على أسس ومعايير التخصص ومجموع الدرجات إضافة إلى اختبارات الشخصية ومدى إلمامه بالجوانب النفسية والفروق الفردية لدى التلاميذ. بدأت وزارة التعليم مؤخرًا بجهد جبار بابتعاث بعض المعلمين لدراسات ميدانية لبعض المدارس كنوع من التدريب للمعلمين، ولكن ما زال هناك الكثير لعمله على أرض الواقع وخاصة من ناحية بناء الشخصية وتعزيز الهوية على أسس سليمة وفق المعايير الوطنية والدينية، كذلك إقامة الدورات التدريبية والورش التي تعمل على صقل مهارات المعلم وإعداده وتجهيزه لإدارة العملية التعليمة داخل المجتمع المدرسي لتشكيل الهوية السليمة.