بعد صدمة وفاة والده بعمر السادسة عشرة، لم يجد كواهي لينارد، المتوج بلقب الدوري الأميركي للمحترفين، صعوبة في وضع كرة السلة في منظورها الصحيح. قاد ابن السابعة والعشرين فريقه تورونتو رابتورز إلى لقبه الأول في دوري "إن بي إيه"، متخطيا غولدن ستايت ووريرز حامل اللقب مرتين تواليا 4-2 ومانحا فريقه الكندي شرف أول تتويج خارج الحدود الأميركية. انعكست شخصية لينارد الهادئة والمتحفظة على زملائه في أرض الملعب، فتحملوا الضغوط ولم يجرهم الحماس برغم منافستهم على لقب نادر في تاريخهم. قال زميله الموزع كايل لاوري: "انسحب سلوكه على باقي أعضاء الفريق.. لا ينفعل عندما نفوز ولا ينهار عندما نخسر.. نملك لاعبين ناريين ومشاكسين لكن أقدامنا ستبقى على الأرض. بالطبع أضاف كواهي الكثير لهذه الناحية". اكتسب لينارد عدة ألقاب في الدوري بينها "القاتل الصامت"، فهو لا يصدر أي ضجيج خلافا لكثيرين من نجوم الدوري المتغطرسين. في مؤتمرات صحافية يغيب عنها الشغف، يقول صاحب الوجه الجدي دوما "لا أمارس كرة السلة كي أصبح مشهورا. ألعب كي استمتع وأحاول أن أكون الأفضل". يتابع "في حياتي لا يوجد سوى كرة السلة. لكن سواء فزت، خسرت أو تعادلت، الحياة تستمر وسأكون دوما مع عائلتي، كرة السلة ليست سوى مجرد لعبة". اكتسب لينارد هذا السلوك منذ مقتل والده مارك في حادث إطلاق نار في مغسل يملكه في كومبتون في ضواحي لوس أنجليس. جريمة لم يغلق ملفها حتى الآن. قال لينارد: "بمجرد حدوث ذلك فكرت في الأمر كثيرا. لكن مع تقدمي في السن، توقفت عن التفكير بما حصل". وتابع "شعرت بأن الحياة وكرة السلة شيئان مختلفان، ويجب أن تستمتع حقا بوقتك ولحظاتك. هذه كرة السلة. أخرج وأستمتع. ستكون أجمل سنين حياتي بممارسة كرة السلة". وأردف اللاعب المتوج مع سان انتونيو سبيرز بلقب 2014 عندما حصل على غرار هذا العام على جائزة أفضل لاعب في النهائي، قائلا: "كونك شابا، لا يجب أن تعطي أهمية لأشياء لا تعني الكثير. الاهم أن تكون عائلتك بصحة جيدة، تلتقي الناس الذين تحب وبمقدورك المشي والركض. اخرج وقم بعملك على أكمل وجه لتحاول الفوز". "يفرض إرادته" ركز لينارد على كل كرة وكل متابعة وكل مباراة في الدور النهائي امام ستيفن كوري وكلاي طومسون وزملائهما "لا يمكنني القول أشعر بكثير من الضغط. عندما يرتفع الادرينالين لديك سيكون الأمر مختلفا تماما عن مشاهدة اللعبة، لأن تفكيرك يكون مختلفا". استفاد رابتورز كثيرا من خدمات اللاعب الدفاعي بعد قدومه في يوليو الماضي من سان انتوينو. يقول لاوري: "تمكن من إظهار قدراته الكاملة هذا الموسم. الأدوار الإقصائية عززت تواجده على الساحة الكبرى. أعتقد أنه أفضل لاعب في الاتجاهين في الدوري الأميركي للمحترفين".