تؤثّر البيئة في حياة الإنسان بشكل كبير وتتشكل معها ثقافتة وعاداته وتقاليده والتي ربما لا يلاحظ هذا التأثير بشكل مباشر عما كان في عهد الأسلاف، حيث أصبحت الإمكانات المادية أكبر والتقنية أيضاً، لتصبح تلك الممارسات اليوم في حكم الموروث. لذا صنع الإنسان أدواته من الطبيعة والبيئة المحيطة به، فلكل بيئته التي تأثر بها وتفاعل معها، ومع كل هذا التأثير والتفاعل حافظ الإنسان في العصور الماضية على البيئة وابتكر أنظمة تتواءم معها، وتناسبها حيث استفاد من الموارد الطبيعة بشكل فعال ومقنن ولم يسرف في الاستهلاك كما هو حال اليوم. وفي ظل التطور الكبير الذي أنتجته الحياة المدنية والصناعية أفرزت سلوكيات وممارسات خطيرة على نظام البيئة الدقيق والمتوازن حيث أدت بعض الممارسات الخاطئة إلى الإضرار بالبيئة، وأصبح الإنسان يتفاعل مع الحياة بشكل مغاير وسلبي عما كان عليه في السابق، حيث دخلت الكثير من المواد في الصناعات المختلفة بشكل متزايد، وأصبح إنتاج الفرد من النفايات كبيراً جداً وبشكل متزايد ويمثل تحدياً بيئياً. لذا وجب أن تتضافر الجهود وتسابق الزمن لمعالجة تلك الأضرار والتلوث ومحاصرتها ومعالجتها والاستفادة منها بصورة علمية حديثة. وفي الواقع أصبح من الضرورة أن نتفاعل مع البيئة كما تتفاعل معنا سواء بالمحافظة عليها بشكل مباشر بعدم الإضرار بها والتي حبى الله بلادنا من خلال الجغرافيا الممتدة والشاسعة بيئات متنوعة وتضاريس مختلفة. إحدى أكثر القضايا التي تثير الجدل اليوم على الساحة العالمية ومن المخاطر المحدقة بالبشرية هي قضية التعامل مع النفايات بصورها المتعددة والأساليب العلمية المتوفرة لإتلافها حيث يتظهر إعادة التدوير كأحد الحلول التي تساهم في إنتاج مواد جديدة بتكاليف منخفضة وأيضاً تحمي البيئة من الأضرار الناتجة عن انبعاثات هذه المخلفات. نفتقد بشكل كبير إلى مصانع لإعادة التدوير بشكل عام فإطارات السيارات والمخلفات البلاستيكية لدينا تشكل منجماً كبيراً لإعادة تدوريها واستخدامها في صناعات أخرى أو حتى تصديرها والاستفادة منها كمواد خام بعد معالجتها. إن ترك المخلفات ورميها بشكل عشوائي يمثلان خطراً بيئياً كبيراً حيث تعج المرافق المختلفة والمنتزهات البرية بالكثير منها دون جدوى حقيقية للاستفادة منها أو إعادة تدويرها وتجنب الآثار السلبية لها على البيئة والخطر الكبير الذي تسببه على الصحة العامة والتوازن البيئي الطبيعي، وكذلك عبء إضافي على البلديات والأمانات إذ تكلف عمليات النظافة ملايين الريالات سنوياً، وكذلك يتسبب تراكمها في تلوث الشوارع والمدن والتشوه البصري.