أكد مدير جامعة طيبة د.عبدالعزيز بن قبلان السراني على أن المملكة اليوم تقود دوراً مهماً في التحول المعرفي والاقتصادي والسياسي ليس على مستوى الوطن العربي بل على مستوى العالم، وأن القيادة -حفظها الله- تبذل جهوداً كبرى لخدمة الوطن والمواطن، مستمدة عزيمتها من إيمانها القوي واستشرافها المستقبل وطموح أبنائها لتكون المملكة حاضرة في جميع المجالات. وقال في حوار ل»الرياض»: إن جامعة طيبة خاضت جملة من التحديات الأكاديمية والإدارية والبحثية والمجتمعية والاستثمارية وتمكنت من وضع خارطة طريق تتماشى والرؤية الطموحة لبلادنا، مشيراً إلى أن المشروع الأضخم لعام 2019م هو التحول الرقمي للجامعة، ذاكراً أنها توسعت في قبول الطلاب والطالبات حتى شارفوا 14500 طالباً وطالبة هذا العام، كما أنها دفعت باتجاه التوطين الأكاديمي والحد من التعاقد، ومنع الانتحال العلمي، وتوسعت في التخصصات والأقسام والتهيئة لسوق العمل، لافتاً إلى أن الجامعة سباقة في تمكين المرأة لتمثل 67 % من مجمل المجالس واللجان، وفيما يلي نص الحوار: اعتماد مؤسسي * شهدت الفترة الماضية توسعاً كمياً للجامعات، أمّا اليوم فالجودة هي التحدي الأهم، كيف تعاطيتم مع هذا التحدي، وإلى أين وصلت الجامعة في تشجيع وتعزيز البحث العلمي؟ * في جامعة طيبة حصلنا بفضل الله تعالى، على الاعتماد المؤسسي الكامل من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد ولمدة سبعة أعوام، أي من الأول من شهر فبراير 2019م إلى 31 يناير 2026م، وقد جاء هذا الإنجاز بسواعد أبنائها من طلاب وطالبات وكادر أكاديمي وإداري متميز، في ظل توجيهات حكيمة من قيادتنا الرشيدة -حفظها الله-، وأيضاً هذا الاعتماد هو اعتراف صريح بجودة عمل الجامعة الأكاديمي والإداري والبحثي، وهو أيضاً تتويج لمسيرة الجامعة وسعياً منها في تحقيق غاياتها الإستراتيجية ورسالتها المجتمعية ومسايرةً لركب برنامج التحول الوطني في 2020 ورؤية المملكة الطموحة في 2030. أما عن الشقّ الثاني من السؤال فالجامعة تسعى حثيثاً لرعاية البحث العلمي والاهتمام بكل ما يتعلق به، وهذا يؤدي إلى دعم طلاب الدراسات العليا وهو ما نقوم به على الواقع، كما عملت الجامعة على برنامج خاص لمكافحة الانتحال العلمي، وكذلك تعمل على رفع مستوى وجاهزية المعامل البحثية في الكليات والمراكز البحثية، ولديها العديد من المبادرات البحثية المدعومة لمكتب تحقيق الرؤية ولبرنامج التحول الوطني وغيرها من البرامج، والجامعة هي الخامسة حالياً بين الجامعات من حيث النشر العلمي ذي التأثير العالي (ISI). سوق عمل * كيف واءمت الجامعة بين المحصول المعرفي والمهاري لمواكبة خريجيها لاحتياجات سوق العمل؟ * جميعنا يعلم أن احتياج سوق العمل الخارجي اختلف عما كان عليه سابقاً، وأن نوعيةً خاصة من المهارات والكفاءات أصبحت متطلبات أساسية، ولها مهاراتها وأدواتها الخاصة، وللجامعة دور أساس ومهم في التوفيق بين متطلبات السوق وتوفير الكادر الخاص والمؤهل للمجتمع، ومن أجل ذلك بذلت الجامعة جهوداً كبيرة بدءاً بالخطط والمناهج الدراسية التي تدعم بثقافتها سوق العمل، بالإضافة إلى عمليات التطوير المستمرة للبرامج، وذلك من خلال استطلاع آراء الخريجين وأرباب العمل لقياس ومعرفة مدى جودة البرامج المقدمة وتحقيقها للمهارات والمعارف المطلوبة، لممارسة مهنة معينة بعد التخرج، وأضيف أيضاً ما لعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر من تفاعلات إيجابية مؤثرة، بحيث تقوم بحل إشكالات القبول عبر زيادة عدد المقاعد، ومنح الفرص التعليمية في البرامج المدفوعة، لاستيعاب عدد أكبر من خريجي الثانوية العامة وتقديم دبلومات معتمدة، وقد حصلت الجامعة مؤخراً ولله الحمد على تصنيف وزارة الخدمة المدنية للدبلوم العالي للمحاماة، كما يجري حالياً التنسيق مع وزارة الخدمة المدنية لاعتماد عدد من الدبلومات ومنها الدبلوم العالي في البيئة، وسوف يتم قريباً الإعلان عن عدد من الدبلومات التي تخدم سوق العمل -بمشيئة الله-. تمكين المرأة * ما أبرز جهود الجامعة في مجال تمكين المرأة وفقاً لرؤية 2030م؟ * نحن أولاً نبتعد عن الإجحاف بحق المرأة ما دامت كفؤاً وأهلاً لما هي عليه، ولها من الامتيازات والحقوق ما لزملائها من الرجال، فمثلاً قامت الجامعة بتعيين وكيلة للجامعة لشؤون الطالبات كما تمَّ تعيين سبع عميدات منهن ثلاث عميدات لعمادات مساندة للشطرين طلاباً وطالبات، كما عينت الجامعة اثنتين من أعضاء هيئة التدريس ضمن أعضاء المجلس العلمي ولجان المجلس، وبالإجمال فإن تمثيل النساء يتجاوز نسبة 67 % في لجان الجامعة المختلفة، كما أن وكيلة الجامعة عضو في لجنة الإدارة العليا للجامعة، وإضافةً إلى ما تقدم، فإن الجامعة قد أنشأت مركزاً خاصاً لتمكين المرأة وخدمتها، وإقامة العديد من دورات تنمية القيادات بتنظيم المركز، وكذلك احتضن المركز العديد من دورات تدريب الطالبات والخريجات على ريادة الأعمال من داخل وخارج الجامعة. * ماذا عن دعم رؤى الشباب؟ -الجامعة حريصة على الاستفادة من طاقاتهم واحتوائهم وضمهم وفق رؤية عصرية وعلمية تفيدهم وتستفيد منهم، وتقوم عمادة شؤون الطلاب بتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة التي تنتهج منهجاً غير صفي في برامج وأنشطة عديدة ومتنوعة، وعلى سبيل المثال برنامج "ترجم أفكارك"، كما أضافت مقرراً للعمل التطوعي من أجل خدمة المجتمع، والذي يهدف إلى خدمة المجتمع بحيث يسهم شباب الوطن في ذلك عن طريق العمل التطوعي. مشكلات القبول * حدثنا عن حل مشاكل القبول ومحدودية المقاعد؟ * الجامعة لم تضيع حقاً لأحد من الأبناء ما دام مستحقاً له، ولاختصر الموضوع فإني أورد لكم القبول في خمس مراحل جميعها مراحل تقنية ولا يحتاج الطالب أو الطالبة إلى زيارة مقر الجامعة للشؤون التعليمية، وتقوم الجامعة بمجالات وأنشطة توعوية تتزامن مع موسم القبول الزمني في المراكز التجارية ويسبقها كذلك زيارات للمدارس للارتقاء بالطلبة، ولدى الجامعة ثلاث مبادرات: قبل القبول، وفي أثناء القبول، وبعد القبول، وعن محدودية المقاعد فإن الجامعة تستوعب في كل عام 14500 ما بين طالب وطالبة في المدينةالمنورة وفروعها، وهذا الرقم يفوق القبول في عدد من الجامعات الأخرى، وإن كانت الجامعة لا تزال تسعى جاهدةً في كل عام للقبول بأعلى طاقاتها الاستيعابية وبما يخدم أبناء المنطقة، وكذلك تنوع البرامج العلمية والتي تتوافق مخرجاتها مع الرؤية في 2030م. o ماذا عن المشروعات القائمة والمستقبلية، التخصصات أو الأقسام الجديدة؟ * الجامعة تعمل حالياً على مشروع يعد الأضخم وهو تحول الجامعة رقمياً لجميع أعمالها في الأقسام والكليات ووكالات الجامعة وإدارات الجامعة، بحيث تقدم الخدمات آلياً للطلاب وللطالبات ولأعضاء هيئة التدريس وللموظفين وللشركات وغيرها، وهذا ما أدرجته الجامعة تحت شعارها لهذا العام وهو "التحول الرقمي 2019" ولقد تم تدشينه، واستحدثت عدداً من التطبيقات والمشروعات، بحيث أخذت الجامعة بإطلاق مشروع كل أسبوع وذلك ل48 مشروعاً وهو كامل مشروعات التحول. تخصصات وأقسام * ما التخصصات والأقسام الجديدة في الجامعة؟ * تم خلال العاميين الماضيين افتتاح عدد من البرامج والتخصصات الجديدة، ففي المدينة تم افتتاح تخصص تقنية الأشعة التشخيصية لشطر الطالبات بكلية العلوم الطبية التطبيقية، وفي كلية التمريض افتتح قسم التمريض لشطر الطلاب، وتخصص العلاج الطبيعي لشطر الطالبات بكلية التأهيل الطبي، وتخصص علوم الرياضة والأنشطة الطلابية لشطري الطلاب والطالبات، وتخصص الفن والتصميم لشطري الطلاب والطالبات، وتخصص رياض الأطفال لشطر الطالبات بكلية التربية، وفي فرع الجامعة بينبع افتتح تخصص التغذية السريرية بشطر الطالبات بكلية العلوم الطبية التطبيقية، وتخصص الرياضيات بفرع الجامعة بينبع بشطري الطلاب والطالبات، كما تم افتتاح تخصص إدارة الأعمال بكلية إدارة الأعمال بينبع للطلاب والطالبات، كما تم افتتاح تخصص الفندقة والسياحة بكلية المجتمع بفرع الجامعة بالعلا للطالبات، وأيضاً تخصص إدارة الأعمال بفرع الجامعة بمهد الذهب لشطري الطلاب والطالبات. * هل رصدتم تجاوزات أو ممارسات خاطئة في التعيين أو التوظيف وارتفاع نسبة المتعاقدين؟ * الجامعة ولله الحمد تطبق أعلى المعايير في المفاضلة، وتعتمد على مبدأ الشفافية، وإن رصدت أي تجاوزات فستتخذ كل إجراء حازم لمنعها ومحاسبة المتورط فيها، أما عن نسبة التوطين في الجامعة فهي عالية ولا يتم الاستعانة بالآخرين إلاّ في أضيق الحدود، وممن لهم كفاءات وخبرات، من أجل الاستفادة منهم ومن خبراتهم ونقلها إلى أبناء الوطن. ..وهنا مُتحدثاً للزميل الزايدي د.عبدالعزيز السراني (عدسة / عبدالجبار بخش) حضور بارز للمرأة في أنشطة الجامعة
