في عام 2009م، دونت سجلات التاريخ أروع البطولات التي سطرها الشهيد الباكستاني فرمان علي شرطوط على أرض المملكة العربية السعودية، وتحديداً في مدينة جدة عندما تمكن من إنقاذ 14 شخصاً من الموت في حادثة السيول الشهيرة ليموت غرقاً بعدها. ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف المكرمات الملكية، والاهتمام بأسرة الشهيد فرمان، حيث تواصلت من قبل المملكة العربية السعودية مقدمة أروع صور الوفاء الذي يجسد قوة العلاقة التاريخية التي تجمع المملكة والجمهورية الباكستانية حكومةً وشعباً. واليوم، ورغم الأجندة المزدحمة لزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى جمهورية باكستان الإسلامية، من لقاءات مسؤوليها مروراً بالاتفاقيات التي تعقد، إلا أن «وفاء» المملكة المتواصل تجاه الشعب الباكستاني كان حاضراً خلال زيارة ولي العهد التاريخية التي بدأت أول من أمس. ولم ينسَ الدور البطولي لفرمان علي شرطوط باكستاني مقيم، ويعمل بالسعودية، والذي اشتهر بواقعة كارثة سيول مدينة جدة التي حدثت قبل عدة سنوات، وأنقذ خلالها 14 شخصاً من الموت وتوفي غرقاً بعدها. تمثل وفاء ولي العهد السعودي للبطل الباكستاني بتوجيهه -حفظه الله- بإنشاء مركز صحي باسم الشهيد فرمان علي خان -رحمه الله- وذلك في إقليم خيبر بختونخواه، الإقليم الذي نشأ وترعرع فيه الشهيد. ويأتي هذا التكريم ليؤكد الاهتمام والتقدير الشخصي لسموه الكريم بأسرة فرمان خان، نظير ما قدم من عمل بطولي مشرف، وتأكيداً على ما يربط البلدين الشقيقين من علاقات أخوية وإنسانية فريدة على كافة المستويات. وعكس التوجيه الكريم، امتداد واهتمام سمو ولي العهد على أسرة فرمان بشكل مباشر وأهالي الإقليم بشكل غير مباشر. وسبق أن أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- أمراً بمنح ذوي الشهيد وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وذلك تقديراً لعمله البطولي المشرف حين استخدم ألواحاً خشبية لإنقاذ أربعة عشر شخصاً من الغرق وحينما حاول إنقاذ الشخص الخامس عشر تطلب نزوله إلى الماء الذي جرفه وأدى إلى غرقه، إضافة إلى تقديم جامعة الملك سعود منحة دراسية كاملة لشقيقه لدراسة اللغة في معهد اللغة العربية، قبل أن يلتحق بكليات الجامعة المختلفة.