على أنغام الربابة كان الشعراء يواصلون غناءهم على صوتها، وكان بعض الرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية يقضون أوقات السمر في ربوع البادية بسماع الربابة حتى نالت إعجابهم وأثارت شجونهم ومنهم الرحالة جورج أوغست والن الذي قال عنها: "نادراً ما قضيت ليلة واحدة دون رفقة بعض الشباب الذين يغنون بصحبة هذه الأداة اليدوية الرتيبة والساحرة في الوقت نفسه" ويقصد آلة الربابة. وقد عُرفت الربابة عند العرب قديماً فهي آلة موسيقية قديمة ذات وتر واحد يرافقها القوس أيضاً ذو الوتر الواحد والاثنين مرتبطان ببعضهما البعض، ويتم العزف عن طريق جر القوس على وتر الربابة بإحدى يديه بينما يستخدم العازف اليد الأخرى ليلاعب فيها وتر الربابة بأصابعه فيصدر من خلالها النغم أو ما يسمى اللحن، وعلى هذا النمط تتنوع الألحان في الربابة وتتغير حسب تغيير حركات الأصابع، وجر القوس للعازف ليتغنى فيها بأغانٍ متنوعة تثير الشجن، وتلامس الإحساس. وتختلف ألحان الربابة حسب إمكانات العازف الذي يكون ملماً ببحور الشِّعر المتنوعة ومنها: الهجيني، والمسحوب، والصخري، والسامري. وتصنع آلة الربابة من جلد الماشية بعد عزل الصوف عنه، ويفضّل الكثير من عازفي الربابة المصنوعة من جلد الذئب لجودته، أما الوتر فإنه يصنع من شَعر ذيل الخيول المعروف ب"السبيب". وحيث إن الربابة من الآلات المحببة عند شعراء البادية فقد تغنّى بها الكثير في أشعارهم.. ومنهم الشيخ خلف بن دعيجاء: يابنت لايغويك صوت الربابه ** وتغزلٍ بك ذاك حين وذا حين