ظهرت على الشاشة السعودية بشكل مفاجئ، لكنها أثبتت مهارتها في تقديم برنامج "صباح السعودية" وقدرتها على تقديم أخرى ك"ذكرى البيعة الثالثة لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله". الإعلامية منيرة الجميعة، حظيت بدعم والدها وإخوتها، لتحقق أماني الطفولة وتكون ضمن المتميزات السعوديات على شاشة التلفزيون في الفترة الحالية. قالت ل"الرياض" عن النهضة التصحيحية والتطور المستمر في أروقة التلفزيون السعودية، دعونا معها في هذا الحوار: *هل يعتبر العمل الإعلامي، شاقاً على المرأة؟ * طبعاً العمل الإعلامي شاق سواء على الرجل أو المرأة، لكنه في نفس الحال ممتع ويعطي بهجة مختلفة تجعل الإنسان ينسى كل الجهد والتعب إذا لمس ردود الفعل الإيجابية من الزملاء ومن المشاهدين. * وماذا عن العوائق الاجتماعية؟ * الحقيقة، منّذ طفولتي، كنت محبة للإعلام، خاصة برامج الصباح، كنت منبهرة بالمذيعين الذين يقدمون مواضيع مفيدة ومتطورة لعدد كبير من الناس، كنت أتخيل نفسي مكانهم في يوم قادم، وفعلاً جاء يوم وقررت أدخل المجال الإعلامي مباشرة، فوجدت كل تأييد من الأهل على الفكرة، وخاصة والدي وإخوتي، هي نعمة كبيرة من الممكن أن لا يحصل عليها أحد، وازددت فخراً أنني دخلت للإعلام باسمي الصريح، لأنه شرف لي ولعائلتي. وأتمنى أن أكون على حجم الثقة وأقدم بصمة، أشرف بها وطني وأهلي وأترك أثراً بالمجتمع السعودي. وربما جاء اليوم الذي من المفترض أن تظهر فيه الإعلامية باسمها الصريح ولا تخفيه خوفاً من المجتمع. *حدثيني عن طموحك في بداية الأمر؟ * كنت أحلم أن أكون المتحدثة الرسمية لجهة حكومية، كان حلماً فقط، أن أكون أول امرأة سعودية تتحدث عن جهة رسمية، وأتذكر أنه في أول مقابلة في عملي الرسمي، طرح علي سؤال:"ماهو سبب دخولك لهذا المجال الصعب"، قلت أطمح أن أكون المتحدث الرسمي لكم، ضحكوا علي وقالوا: لا يوجد امرأة متحدثة رسمية، كلهم رجال في جميع الدوائر الحكومية. قلت: سيأتي المستقبل، الآن مضت ثلاث سنوات في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهم الله- وتغيرت أشياء كثيرة، وقريب جداً سوف يتم تمكين المرأة بشكل جيد، ونعيش واقعاً كان في السابق حلماً. *هل سيساهم قرار سعودة المذيعات، بعودة المبتعدات وإضافة وجوه جديدة؟ * طبعاً.. لكن دعني أحكي لك قصة حدثت معي، فأنا لم أدخل للإعلام إلا منّذ عام، وظهوري على الشاشة كان قليلاً جداً بسبب المنافسة مع غير السعوديات، ولأن عددهن كبير جداً فقد ساهم في ندرة ظهوري على الشاشة وقلة خبرتي. ومن محاسن الصدف أن دخولي بالأصل على الإعلام دون أي واسطة، كل ما فعلته أنني قدمت "cv" لمدير القناة الذي عمل لي تجربة تم وضعي في "صباح السعودية". ومن حينها واجهت صعوبات كثيرة، كوني السعودية الوحيدة في البرنامج، ولا أملك خبرة، فكان أمامي تحديات كبيرة وكثيرة، فلا يوجد معهد تدريب، لذا قررت أن أذهب إلى دبي وأطور إمكانياتي بدورة احترافية في أهم الأكاديميات"على حسابي الخاص"، عدت بعدها وواجهت صعوبة أخرى في تطبيق ما درسته، لأن البرنامج وقتها يتسم بالطابع الرسمي"الكلاسيك" وما تعلمته هناك إعلام حديث، لكن اليوم تبدل كل شيء، فالظروف ليست هي تلك الظروف التي كانت تساهم في تأخير وتهميش السعوديات، فقد انتهت بدون رجعة، ونحضى بدعم كبير ويفتخر فينا. خاصة من زملائي في "صباح السعودية" الذين يدعموننا كعبدالله السعدي وعبدالعزيز القحطاني والإعلامي محمد الرديني الذي تعلمت منه الكثير، ولا أنسى دور جريدة "الرياض" في دعمها ودفاعها عن الإعلاميات السعوديات. *هل تلحظين متغيرات قادمة؟ * يكفي قرار"سعودة المذيعات"، هذا بحد ذاته سيساهم في تغيير أشياء كثيرة، منها أنني أصبحت ذات خبرة عندما وجدت نفسي المذيعة القديمة في برنامج "صباح السعودية"، بين مجموعة فتيات سعوديات جدد، بالفعل كان قراراً تاريخياً، من معالي وزير الثقافة والإعلام د. عواد العواد، الذي اختلفت معه عدة أمور، منها تولي الأستاذ داوود الشريان رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وكذلك تولي الأستاذ خالد مدخلي مديراً للقناة الأولى، أعتقد أننا حالياً نمُر في العصر الذهبي للإعلام السعودي، وخصوصاً أن أكثر جملة أسمعها من داود وخالد "أنتم بناتنا وثقتنا كبيرة فيكم وبالمستقبل". وفعلاً هناك تغير كبير تماشياً مع"رؤية2030" أهمها تمكين المرأة بالإعلام، وثقتها العالية وقدرة تنافسها، وهذه هي التي سيلحظها ويحكم عليها المشاهد. * هل يعني أن برنامج "صباح السعودية" سيتطور في الفكرة والمحتوى؟ * بكل تأكيد، لأننا بصراحة كعاملين في التلفزيون، نرى العمل الجبار، من أجل التغيير الجديد والأفكار التي تلائم المستقبل وتليق بالمشاهدين، المهم في هذا أننا نشهد تطوراً ملحوظاً سواء في "صباح السعودية" أو البرامج الأخرى. داخل أستديو برنامج «صباح السعودية»