أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مرتعًا لأطفال منهم من يقدم مادة ذات قيمة وآخرين يقدمون مادة سيئة وسلبية وهم محور حديثنا اليوم حيث إن الطمع المادي أصبح مصيدة لأولياء أمور هؤلاء ممن تخلوا عن مسؤوليتهم التربوية وعظيم الأمانة الربانية التي أنعم الله عليهم بها فتجدهم يستغلون أطفالهم لأجل حصد أموال الشهرة والإعلانات على حساب براءة أطفالهم ومراحلهم العمرية والتي لكل منها أهميته في تكوين شخصية الإنسان السوي، فنجد بعض هؤلاء الأطفال يخرج علينا في مقاطع تقشعر منها الأبدان ويخجل منها كل إنسان يحمل ذرة احترام لنفسه في مشهد تتساءل فيه عن غياب الرقابة الأسرية على ما يقدمه ابنه أو ابنته للجمهور العريض والذي فيه من كل الأجناس السوية والمريضة فنجد بعض الصبيان المراهقين يطلون علينا بميوعهم ودلعهم وجمل تستهدف جذب الفئات المريضة من الشباب البالغ نحوهم، في حين تطل علينا فتاة لم تتجاوز من العمر عشر سنوات بطبقات من المكياج وبحركات فاضحة مليئة بالإيحات الرخيصة تخجل حتى البالغة من الخروج به أمام العامة فكيف بطفلة بريئة لم تجد إلا ولي أمر يسير بها إلى طريق مظلم ينتهي بمآسٍ لا تحمد عقباها حين يقوم بتشجيع ذلك السقوط الأخلاقي تحت ذريعة ممارسة الحرية الشخصية وعدم الوقوف أمام مواهبهم وكأن الانحطاط والإسفاف قد أصبح موهبة يتباهى بها هؤلاء أمام المجتمع، ألم يفكر أولياء أمور الضحايا من الأطفال بالانعكاس النفسي والأثر السلبي على شخصيات أطفالهم بعد سنوات حين تتخلى الجماهير عن الاهتمام بهم وتجاهلهم كما حدث مع غيرهم سابقًا خاصة أنهم لا يقدمون أي محتوى ذي قيمة يستحقون من خلاله البقاء تحت دائرة الضوء فيتولد لديهم شعور العزلة والإهمال فيبدأ كل منهم بأفعال أكثر انحطاطًا وإسفافًا من سابقاتها للبقاء تحت دائرة الأضواء والشهرة، وعلى أولياء أمورهم ممن يطمحون لتحقيق أطماعهم الدنيوية اللا مسؤولة إعادة تقييم مسؤولياتهم تجاه أطفالهم، فالأموال والشهرة ستذهب في يوم ما لكن ستبقى المعاناة النفسية مع أطفالهم طوال حياتهم فيخرجون بشخصيات مهزوزة مريضة تعاني من ترسبات تسبب بها ظهورهم اللحظي على منصات التواصل، كما علينا كمجتمع وجهات حكومية مسؤولة تحمل مسؤولياتنا بالوقوف وبحزم أمام انتشار هذه الظواهرالسلبية والتي تسبب بها صمتنا عن مستغلي هؤلاء الضحايا ممن انتهك أولياء أمورهم أسوار براءة طفولتهم واستغلالها شر استغلال والمبادرة بتقديم البلاغات ضد هؤلاء بالتعاون مع الجهات الحكومية والتي عليها متابعة مواقع التواصل وتتبع واستدعاء كل من يقوم بتلك الأفعال المشينة بحق الأطفال وتشديد العقوبات بحقهم.