تشرف نخبة من الأدباء والمثقفين من أبناء منطقة الباحة وبدعوة من النادي الأدبي الثقافي بالمنطقة وبالشراكة مع الجمعية الخيرية لإكرام المسنين " إكرام " بزيارة الشيخ العلامة المحدث عبد العزيز بن عبد الله الزهراني في منزله الكائن بمحافظة المندق وذلك ضمن برنامج رموز في الذاكرة ومن خلال مشروع من حقهم علينا في حلقته الثانية وكان في استقبالهم في منزل الشيخ عبدالعزيز عدد من أعيان ووجهاء محافظة المندق بالإضافة لأبناء الشيخ وقرابته ، وقد بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ علي بن صالح الزهراني ، عضو مجلس المنطقة السابق رحب فيها بالأدباء والمثقفين وأشاد بهذه البادرة المميزة من النادي كما شكر جمعية إكرام على حرصها على نشاطها في دعم المسنين والعناية بهم ، بعد ذلك تفضل الشيخ العلامة المحدث عبد العزيز بن عبد الله الزهراني بالترحيب بالضيوف في منزله وشكر للنادي هذا الوفاء وهذا الحرص على تتبع أخبار المثقفين والمبدعين من أبناء المنطقة الذين أقعدهم السن عن متابعة وحضور فعاليات النادي رغم عدم غيابهم عن المشهد الثقافي . عقب ذلك ألقى رئيس النادي الأدبي بالباحة الشاعر حسن بن محمد الزهراني كلمة النادي عبر فيها عن شكره وتقديره للشيخ عبد العزيز على الحفاوة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال ووضح للحضور أهداف برنامج من حقهم علينا) التي تتمثل في زيارة الأدباء والمثقفين من أبناء المنطقة من كبار السن ممن أقعدهم الكبر عن الحضور لفعاليات النادي ونشاطاته ووصف هذا البرنامج بأنه لمسة وفاء للذين كانوا قمة في العطاء والبذل والمشاركة لكنهم اختصروا وقارا وحبا في التفرغ للعلم ، كما شكر جمعية إكرام على شراكتها للنادي في هذا البرنامج المميز . ثم ألقى الشاعر الشاب طالب كلية الطب علي محمد الزهراني قصيدتين الأولى رحب بالنادي وشكره على هذه البادرة والثانية عبر فيها عن مآثر وخصال الشيخ عبد العزيز وقد لاقت قصائده استحسان الحضور . اثر ذلك بدأ مهدي الكناني رئيس المركز الإعلامي بالمندق وعضو اللجنة الثقافية بالبادي في إدارة حوار المناقشة حيث بدأت المشاركات مع الشيخ عبد العزيز حنش الزهراني رئيس كتابة العدل بمكةالمكرمة سابقا تناول مآثر الشيخ وجهوده المباركة وخاصة في الجمعيات الخيرية ودعم نشاطاتها والتبرع لها بقطعة أرض أنشأ عليها مبنى الجمعية . ثم انتقل الحوار للدكتور عبد الله غريب نائب رئيس النادي الأدبي تناول في كلمته المشوار الطويل الذي جمع بينه وبين الشيخ عبدالعزيز في مسيرة النادي الأدبي منذ إنشائه عام 1415 ه . انتقل بعدها الحديث للأستاذ المؤرخ علي بن سدران الزهراني شكر النادي على مبادراته وأن هذا ليس بغريب على النادي الأدبي بمنطقة الباحة وتناول المؤلف الضخم الذي تميز به الشيخ عبدالعزيز كتاب " رواة الحديث الأماجد من علماء زهران وغامد " ثم تحدث المؤرخ قينان الزهراني عن كرم الشيخ وأمانته من خلال شواهد لا تخلو من الطرافة وتحدث ايضا محمد درعان الذي تحدث عن عصامية هذا الرجل وضرورة نشر سيرته للأجيال ثم توالت المداخلات والشهادات التي تحدثت عن حياة الشيخ الاجتماعية والثقافية من أصدقائه المقربين وأبناء قريته ومن عرفوه من أبناء المنطقة . بعد ذلك انتقل الحديث للشيخ عبد العزيز ليتحدث عن نفسه واوضح بأنه نشأ يتيم الاب والأم منذ نعومة أظفاره مما جعله يضطلع بدور الأب والأم لإخوانه وأخواته ليحاول تعويضهم عن حنان أمهم ورعاية أبيهم مما جعله يتزوج مبكرا ليجد من يساعده في أداء هذه المهام . مبينا بانه قد تعلم القرآن الكريم مبكرا في محافظة المندق على يد الشيخ عبد الله بن سعدي الغامدي الذي عيّن إماما في محافظة المندق وقد استطاع رغم حداثة سنة حفظ مالا يقل عن عشرة أجزاء من القرآن الكريم ، ثم انتقل إلى مكةالمكرمة وسجل في السلك العسكري وهو لا يجيد القراءة ولا الكتابة في ذلك الوقت ومما دفعه لترك العمل العسكري حبه للعلم ورغبته في أن يستزيد من منابع العلم في المسجد الحرام فدرس على أيدي عدد من المشايخ ومنهم الشيخ حمود الشويعر وقد تدرج في سلك العمل الحكومي حتى أصبح رئيس بلدية منى بمكةالمكرمة واستمر في هذا المنصب قرابة الأحد عشر عاما ثم ترك العمل الحكومي وتفرغ لطلب العلم وكان يكسب قوته من خلال عمله في مكتب للعقار بمكةالمكرمة . بعد ذلك فتح المجال للأسئلة وقد وجه للشيخ عدد من الأسئلة حول معجم الحديث وكيف بدأت فكرة تأليفه وعن إجادته لاستخدام الحاسب الآلي رغم كبر سنه وعن شروط (الاجازات العلمية) التي يمنحها لطلاب العلم وقد أجاب الشيخ بما عهد عنه من روح مرحة وعبارات باذخة تأسر العقول قبل القلوب وأشار إلى أن المؤلف المكون من 12 جزأ عمل علية ثلاث رسائل علمية وأنه ألف بعدة 6 كتب في العلم والفكر والأدب وذكر أنه منح إجازته في الحديث للعشرات من العلماء من كافة أنحاء الوطن العربي ومنهم الشيخ بن حميد والشيخ الشثري وغيرهم.