تبرير الخطأ لا يعالج بالمراوغة التي تدل على الإصرار عليه في تقديم وتأخير في الكلمات وتقديمها ونقلها من موقع لآخر بمضامينها, وهذا ما تمارسه قطر في محاولة للخروج من عنق الزجاجة الذي وقعت فيه بما فعلت من مضاعفة فك خراطيم المياه الآسنة بغية رشق الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي الذي تنتمي إليه اسما, وتمعن في العمل على محاولة شرخه بالأفعال الاستفزازية, وتسهيل مهمات الإرهاب التي لم تنطل على العالم, فكانت وهي تحشر نفسها في عنق الزجاجة ظنا منها أن استمرارها بما يرسمه لها مستشاروها من أعداء العرب وخاصة حثها في مساندة ما ترى أنه سيجعل منها دولة مساوية للدول المتمكنة وذات السمعة العالمية اسما وفعلا, فعقدة النقص هي المترسخة في أذهان (الحمدين) اللذين جعلا من الحاكم تميم متحدثا مهتزا لأنه لم يستوعب الدرس الذي كانت المقاطعة بدايته, ثم ما برز على السطح عالميا وتناقلته وسائل الإعلام والتواصل, فكانت قد تمثلت في ثلاث نقاط تحمل المصداقية, أولاها (قائمة الإرهاب الجديدة التي تدعمها قطر التي أصدرتها الدول الأربع) وثانيتها (ما أكدته لجنة بالكونغرس الأميركي تؤكد تورطها بدعم الإرهاب) والثالثة (القرار الأممي المقدم من دولة الإمارات العربية ضد مؤسسة الكرامة المصنفة إرهابيا). قطر بلد مجاور شقيق, ومعدود ضمن دول مجلس التعاون الخليج العربي, يشارك ويحضر كل الاجتماعات الدورية للمجلس, وكذلك الاستثنائية, ولكنها ومنذ عشرين عاما أخذت تفتعل المشاكل مع الجوار اعتقاداً أن الإعلام المسيس المسموم المتكئ على مشورة الصهاينة وأعضاء مجلس الكنيست الإسرائيلي الذي انتدبوا للتخطيط وإعطاء المشورة التي يراد منها محاولة تشظي المنطقة الخليجية الآمنة, وبمساندة من أعداء العرب الأزليين (الفرس) مما يكون لقطر وجه متقلب في مرآة الجانبين, فهي في جانب (إيران) ولم تشر في بوقها الناعق (الجزيرة - منارة الإخوان-) لا من قريب أو بعيد إلى الجزر الإماراتيةالمحتلة, ولم تلتفت إلى عاصفة الحزم وما تبعها (إعادة الأمل) إلا بما يشوه الحقيقة ويؤيد النوايا السيئة, ففي هذه الأيام تصرخ وتشير إلى المقاطعة والحصار, ولا تعمل على أي وسيلة تشير إلى محاولة رأب الصدع ومحاولة المصداقية مع الأشقاء في المنطقة والإخوة العرب في مصر, بل تتمادى وتتطاول وتهدد بأن ما تقوم به جزء من سياستها, وهي تعلم بأن الشعب القطري الشقيق شريك في الهم الخليجي/العربي, ولكنها تتجاهل وتصور أن العداء هو ما يجري في محاولة الحلول العربية (الرباعية). العالم أجمع, وليس الرباعية فقط على أن دوراً إرهابياً خطيراً تمارسه (قطر), فانكشاف النوايا والمؤامرات التي تتالت أفقدت حكام قطر التوازن, فكان اللجوء إلى الزيف والمغالطة عبر ما تُصَدِّره لعملائها الناعقين عبر الأبواق المأجورة المعروضة للبيع لكل من يدفع أكثر, وقد كانت أول من لجأ إلى مثل هذا الإعلام الباحث عن المصالح المادية والممارس المتفنن في بث المغالطات, والمتمكن من أن يقلب وجهه بين يوم وآخر, فهو يتبع المال ولا تهمه الحقيقة, غير أن العمل على تعريته في المحافل الدولية, وأمام المنظمات الأممية العاملة من أجل الاستقرار والعيش الآمن هو ما يسود اليوم وتتسع رقعته من حيث درء الأكاذيب وطمس الزيف, فالعالم يسعى للبناء وينبذ الهدم, ويعطي المكانة اللائقة للبلد الذي يحترم القوانين والمواثيق الدولية النافعة. لا يلجأ إلى الكذب والخداع والمراوغة إلا من يحس أنه يغزل شباك الحقد والكراهية ويظن أنه أكبر من حجمه مدعيا المساواة مع الكبار الذين ينصحون له بتلقينه الدروس في كيفية التعامل الصالح المرغوب عالميا.