استبشر سكان مدينة الرياض بإعلان أمانة مدينتهم إنشاء 100 ساحة بلدية، ستكون في المستقبل القريب في استقبالهم، وهي خطوات جادة من الأمانة وبلدياتها في إيجاد بيئة عمرانية حضارية تتناسب مع حجم التطور لعاصمة المملكة العربية السعودية. وهذه الجهود الحثيثة والعمل الايجابي المتواصل من قبل الأمانة يشهده سكان المدينة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة الماضية. والتي تحسب لأمينها الأبرز صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن عياف رغم تزايد التحديات والصعوبات في إدارة العمل البلدي لمدينة الرياض. ويطرح سكان المدينة التساؤل الأبرز في هذا الإعلان وهو الكيفية التي ستكون عليها هذه الساحات البلدية، وأين مواقعها بالتحديد وأسلوب تصميمها ومكوناتها، كل هذه التساؤلات هي ما تعنى السكان وتهمهم قبل العدد الذي ستصل إليه هذه الساحات البلدية. فالعدد لا يعني نجاح المشروع من فشله ولا هو بالضرورة مطلب سكاني يجب تحقيقه. لذا نجد أن مسؤولية الأمانة تكمن في إيجاد ساحات بلدية يرتادها الناس ويجدون فيها متنفسا حقيقيا لهم ولأبنائهم، ونجاح هذه الساحات لن يكون إلا إذا عبرت عن رغبات مستخدميها، وكانت مواقعها ومكوناتها تلبي احتياجات مرتاديها. فاستشارة السكان في قرارات ساحاتهم البلدية ومشاركتهم النوعية في تحديد مكوناتها يعطي للساكن إحساسا بمسؤوليته تجاه هذه الممتلكات التي شارك في إيجادها. إضافة إلا الانطباع العام للسكان أن هذه الساحات وجدت لتبقى لهم وللأجيال من بعدهم. وعلى هذا الأساس فإن أمانة المدينة مطالبة بتفعيل المشاركة من قبل مستخدمي المدينة، وسماع أرائهم ورغباتهم الحقيقية التي تلبي رفاهيتهم واستمتاعهم. ف 100 ساحة بلدية قد يكون مصيرها مصير مئات الحدائق وملاعب الأطفال المنتشرة داخل المجاورات السكنية من عبث متواصل من قبل المراهقين وهجرة جماعية من قبل سكان الحي. وهي الآن تشكو سوء حالها وعدم تحقيق أهدافها بالرغم من مئات الملايين من الريالات التي خصصت لهذه المشاريع. والتجربة ما زالت ماثلة أمام أعيننا ومشاهدة في معظم أحيائنا. وهذه الأخطاء قد تكررت ولسنوات عديدة للمشاريع البلدية في الدول المتقدمة وغير المتقدمة عندما اعتبرت القضايا العمرانية مشاكل يجب أن تحل بواسطة مسئولي البلدية الحكوميين، والذين يفترض أن تكون لديهم دائما الحلول الجاهزة دون وضع الاعتبار للمتطلبات التي يراها المستفيدون من هذه المشاريع، مما أدى إلى فشل العديد منها أو تقادمها لعدم تماشيها مع احتياج مستخدميها، ويلاحظ بشكل بارز العلاقة القوية بين هذه الإخفاقات وغياب المستفيدين عن المشاركة في عمليات تخطيط وتصميم وتنفيذ هذه المشاريع. إن المرافق العامة بشكل خاص تنطلق أهدافها بحثا عن خدمة السكان ورفاهيتهم، وتوجهاتها ترتبط برغبات الناس محققة سد احتياجاتهم. والوصول إلى رضا مستخدم هذه المرافق لا يكون إلا إذا أصبح جزءا منها. والأمر كذلك بالنسبة لساحات الرياض البلدية فالمستخدم هم الجزء الأكبر من تخطيط وتصميم هذه الساحات. وعزله من التأثير في شكل المشروع وطابعه من البداية يعني بالضرورة استبعاده وعدم مسؤوليته تجاه نجاح المشروع أو المحافظة عليه. خاتمة تخطيطية مشاركة المجتمع في القرارات العمرانية شرط مسبق للتنمية في عالم اليوم. فالمشاركة تمكّن المجتمع من الاستخدام الأمثل لطاقات وقدرات أفراده وجماعاته المنظمة. فهي تدعو إلى إعطاء دور أكبر للمجتمع المدني، وتوجد وعيا شعبيا بضرورة تفهم الواجبات المناطة عليهم. ٭ متخصص عمراني