عد معالي وزير التعليم العالي نائب رئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز الدكتور خالد بن محمد العنقري دارة الملك عبدالعزيز مرجعاً تاريخياً مهماً للدراسات المتعلقة بتاريخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، وقال إنها تحتضن إرشيفاً تاريخياً مهماً وفريداً تتجه إليه أنظار الباحثين في تاريخ المملكة والخليج، بل وتاريخ الجزيرة العربية منذ ما قبل الإسلام مروراً ببعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والخلافة الإسلامية في مراحلها المختلفة حتى يومنا الحاضر في كنف هذه الدولة الفتية. وبين معاليه في تصريح بمناسبة افتتاح معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط أن الدارة بذلت جهداً كبيراً في توثيق التاريخ المتخصص في المملكة والجزيرة العربية، سواء من خلال المخطوطات أو من خلال الرواية التاريخية التي عملت على توثيقها بشكل علمي محايد. وأفاد معالي الدكتور خالد العنقري أن معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط الذي تنظمه حالياً دارة الملك عبدالعزيز يتسق مع أهداف الدارة وإستراتيجيتها لخدمة تاريخ الجزيرة العربية وتاريخ المملكة العربية السعودية والتاريخ العربي والإسلامي بصورة عامة // وقال إن المعرض وقفة مهمة للفت الانتباه للمعلومات النقية وللقيمة التاريخية للمخطوطات، وهو لفتة محفزة ومشجعة من دارة الملك عبدالعزيز للجهود المضنية التي يبذلها أصحاب المخطوطات، بما فيها من تقدير لهم على ما بذلوه من جهد، وتكبدوه من العناء والمشقة، فأصبحوا شركاء مع الدارة في المحافظة على المخطوط شكلاً - من خلال التعقيم والترميم،- ومضموناً -من خلال إتاحته ودراسته للباحثين والباحثات من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها // ولفت الاهتمام إلى أن المعرض المقام حالياً عن التراث المخطوط الذي يعد الأول من نوعه سيسهم في زيادة الوعي المعرفي بالمخطوطات وبأهميتها التاريخية والعلمية وبوسائل العناية بها، وأساليب حفظها ،وهو دعوة مفتوحة من دارة الملك عبدالعزيز للجميع للمحافظة على المخطوطات والاهتمام بها . وأوضح معاليه أن دارة الملك عبدالعزيز قدمت وتقدم الكثير من العناية والاهتمام بالمصادر التاريخية المختلفة، سواء المكتوبة، أو الشفهية، أو الصور الفوتوغرافية، التي تتكامل مع بعضها للكشف عن مزيد من تاريخ الجزيرة العربية بعامة، وتاريخ المملكة العربية السعودية تحديداً، واستخلاص المآثر الفكرية والموروثات العلمية وتقديمها للباحثين والباحثات والمؤرخين والمهتمين من المملكة العربية السعودية وغيرها لاستخدامها مدخلات علمية لبحوثهم العلمية، وكذلك تقديمها شاهداً حياً على إسهامات العرب والمسلمين في العلم والمعرفة والفكر على مر التاريخ، ومن تلك المصادر الثرية، المخطوطات التي تعد من أصفى المنابع والمشارب للعلوم والفنون ومختلف المعلومات في كل مجال. وأشار إلى أن دارة الملك عبدالعزيز بذلت في هذا الجانب برعاية وتوجيه وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة الجهد الحثيث والمتواصل للحصول على المخطوطات المختلفة من أصحابها لتكفيهم عناء حفظها، ومشقة العناية بها، وتدرأ الأخطار المحدقة بها بسبب الإهمال، أو النسيان أو سوء الاستخدام، أو لأسباب بيئية طارئة خارجة عن إرادة البشر. وقال معاليه إن الدارة سخرت وحدة تعقيم وتنظيف ومعالجة وترميم كاملة لخدمة المخطوطات والوثائق سواء داخل مقر مركز الترميم والمحافظة على المصادر التاريخية التابع لها، أو في أماكن المخطوطات والوثائق الموجودة بها ، وهنا يجب أن نسجل باعتزاز وفخر استقبالات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة للأفراد والأسر الذين يرغبون إيداع ما لديهم من وثائق خاصة أو عامة ومخطوطات متنوعة وأوراق خاصة في دارة الملك عبدالعزيز ، حيث يقدم لهم سموه حفظه الله الشكر بنفسه، مؤكداً معاليه أن ذلك يعد انعكاساً لتقدير سمو رئيس مجلس الإدارة للتاريخ وطلابه وباحثيه، واهتمامه حفظه الله بمسالك البحث التاريخي والتقصي العلمي المؤصل في مناحي التاريخ المختلفة، ودعماً لمهمة الدارة ورسالتها الوطنية في خدمة التاريخ الوطني وتاريخ العلوم والفنون والمعارف المتنوعة التي هي تراثنا وإليه تعود أصول كثير من المؤلفات والكتب الحالية . وأبان معاليه أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز وافتتاحه لمعرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط ومتابعته له حفظه الله وسط حفاوة كبيرة من الأوساط العلمية والبحثية، هو امتداد مضيء لإنجازات دارة الملك عبدالعزيز على المستويين العملي والتوعوي، ورسالة مؤثرة للنهوض بمكونات علم المخطوطات ومكنوزاته، موضحاً أن الدارة خلال الثلاثة عشر عاماً الأخيرة قدمت أعمالاً جليلة لخدمة الباحثين، من خلال استكشاف مجالات علمية بكر، أو مجالات لم تنل كامل الاهتمام من البحث العلمي، والدارة تحاول من خلال العديد من نشاطاتها ومشروعاتها المنفذة أو التي تحت التنفيذ أن تؤصل للعمل العلمي المؤسساتي لتلافي الازدواجية والقصور والتحيز في الدراسات والبحوث الفردية. وختم معاليه تصريحه قائلاً إن من توفيق الله عز وجل أن تزدهر الدارة في تخصصها الدقيق في وقت يحظى فيه البحث العملي في الجامعات السعودية بدعم غير محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ضمن توجهه ومشروعه - حفظه الله - للنهوض بالتعليم العام والعالي في هذه البلاد حرسها الله .