كثيرًا ما نشاهد بعض الطيور تقف على أسنان التماسيح دون أن يلحق بها أي أذى، فما السر الذي يجعل هذه الطيور مطمئنة وتقف بكل ثقة دون أن يعتريها الخوف من أن يلتهمها التمساح. علاقة منفعة للطرفين ويقول أخصائي المعلومات الدكتور ماجد بن عمر ل"المواطن": هناك علاقة تربط بين التماسيح وبعض أنواع الطيور ومنها الزقزاق، والسر في ذلك أن هذا الطائر يعمل على اقتيات بقايا الطعام واللحوم العالقة في أسنانه، وبالتالي تكون المنفعة متبادلة بين الطرفين، فالتمساح يستفيد من خدمة تنظيف أسنانه من الزقزاق الذي يُعرف بأنه طبيب أسنان التماسيح، والطائر يستفيد من الطعام العالق بين ثنايا الأسنان فيأكله ويشبع به نفسه. بقايا الفضلات العالقة وأضاف "التمساح بعد تناول أي وجبة يحتاج إلى تنظيف أسنانه والتخلص من بقايا الفضلات العالقة، لذا فهو يترك هذه المهمة لصديقه طائر الزقزاق، مع الإشارة إلى أن هذا الطائر يحوم دائمًا في الأماكن التي تتواجد فيها التماسيح، ليضمن بذلك الوجبة الغذائية عند مشاهدته فم التمساح مفتوحًا، فالتمساح يترك فمه مفتوحًا كدعوة للطائر والطائر بدوره يفهم هذه اللغة فيتجه نحو أسنان الفك السفلي، ويبدأ في التقاط الطعام". يتظاهر بالجناح المكسور واختتم الدكتور ابن عمر قائلًا: يعد طائر الزقزاق واحدًا من الطيور البرية متوسطة الحجم، وعادة ما يستخدم نظره للبحث عن الطعام في الحقول والشواطئ والطين، ويتغذى بشكل أساسي على أنواع مختلفة من الحشرات وفضلات أسنان التمساح – كما أشرت – وهو معروف بسلوكه الغريب لكي يتجنب الحيوانات المفترسة ويعرف هذا السلوك باسم (عرض الإلهاء)، حيث يتظاهر طائر الزقزاق بأن لديه جناحًا مكسورًا لتحويل انتباه الحيوانات المفترسة عن العش والبيض، ويبني الطائر عشه في أرض منخفضة ويحيط العش بالأحجار والأعشاب حتى يكون العش مختفيًا بشكل جيد، كما أن لون البيض يشبه لون الحجارة، وصغار طائر الزقزاق بعد الخروج من البيض تكون ناضجة بما يكفي لترى وتبحث عن طعامها.
