مدرب وطني حاصل على عدة شهادات تدريبية، وعلى أعلى المستويات، ولاعب سابق في نادي الاتحاد، اعتزل اللعب بسبب الإصابة، ومن ثم اتّجه إلى عالم التدريب، يجهز نفسه ليكون مدرباً لأحد الأندية الكبيرة أو أحد المنتخبات السعودية، عرض عليه التدريب في الخليج ورفض، و يعتبر من الكشافين وصانعي النجوم في الفريق الاتحادي خاصه إذا ما علمنا أنه هو من اكتشف الأسطورة نور، وكذلك الجيل الذهبي الاتحادي نستضيف في هذا الحوار المدرب الوطني محفوظ حافظ. ** أولاً نبارك لك الإشراف على الفريق الاتحادي؟ - الله يبارك فيك. بس هذا التكليف لفترة مؤقتة، وذلك حتى حضور المدرب الجديد للفريق، ونحن أولاد النادي، وهذا تشريف لي كمدرب وطني، وإن شاء الله تستمر ثقة الإدارة، وتستمر معانا في قادم الأيام. ** كيف وجدت الفريق؟ وما الفرق بين تدريب الفريق الأول وأي فريق من درجات السنية؟ - الخطط التدريبية تختلف، فمرحلة الشباب تختلف عن مرحلة الأولمبي، الفريق الأول فيه اختلافات كثيرة، وأنا مدرب لديّ شهادة التدريب «a»، ومؤهل لتدريب الفريق الأول، وفي أي مكان في العالم بالشهادات الموجودة لديّ لأنها معترف بها من قِبل الفيفا، وخبرتي كبيرة في هذا المجال غيرالشهادات، فأنا منذ عام 1414ه وأنا مدرب، ولديّ دورات كافية، وأستطيع أن أقود الفريق الأول لما هو مطلوب مني حتى يأتي المدرب الجديد، ويجد فريقًا جاهزًا ليكمل معه المشوار، والفريق مؤهل ليكون بطلاً -بإذن الله-. ** كيف وجدت الفريق؟ - بعد التوقف هناك نقص كبير في مستوى اللياقة البدنية لدى اللاعبين، ونحن بدأنا معهم من الصفر، والكل يعلم أن في ثالث يوم من بداية التمارين قمنا باختبار لمستوى اللياقة البدنية لدى اللاعبين لكي نضع التمارين المناسبة. ** هل مازال المدرب الوطني مدرب طوارئ؟ - الواقع يؤكد أننا مدربو طوارئ، ولكن عندما يأتي مدرب طوارئ ويثبت وجوده، وكثير من المدربين الوطنين كانوا مدربي طوارئ، وأثبتوا وجودهم وحققوا المطلوب منهم مثل يوسف عنبر حقق مع الأهلي بطولة، وخالد القروني حقق مع الاتحاد الدوري، وعلى مستوى المنتخبات هناك الخراشي، وخليل الزياني، والآن بندر الجعيثن، والذي يقدم عطاءات جيدة، فوجود المدرب الوطني يساعد كثيرًا في تفهمه للأمور أكثر من المدرب الأجنبي في أشياء كثيرة إذ إنه يفهم نفسيات اللاعبين وأمورهم وأوضاعهم، حيث إنه يكسب الثقه بكل سهولة، وأكثر المدربين الوطنيين الذين عملوا مع المنتخبات أو الأندية قدموا نتائج إيجابية، علمًا أن المشكلة ليست في المدرب الوطني، وما هو عطاؤه، ولكن المشكلة في ثقافة الجمهور والإعلام لدينا، فدائمًا تكون المطالبة بالشيء الأفضل لأنديتهم والمطالبة بمدرب عالمي، أو اسم كبير، فكم من مدرب كبير حضر ولم ينجح، ولم يحقق النتائج التي حققها المدرب الوطني، وهذه مثبتة وبشكل كبير جدًّا، ونحن في السعودية نعاني من مشكلة إعطاء الثقة للمدرب الوطني في الاستمرارية بسبب الفكرة الراسخة لدى الجمهور، إن نحن مدربو طوارئ بالرغم من الفكر الموجود يعتبر علمًا، وبفضل الله نحن أخذناه كعلم، بالإضافة إلى الخبرة والشهادات، فقد يأتي إلينا مدربون أجانب ليس لديهم مثل شهاداتنا، وأقرب مثال مدرب الاتحاد السابق «بينات»، حيث كان يخطو خطواته الأولى في عالم التدريب، وحاصل على شهادة «c»، وأخذ فرصة في نادي الاتحاد، وبعد ذلك أصبح اسمًا معروفًا، وتعاقد معه الاتفاق، ولهذا نحن المدربين الوطنين نعمل ونطالب أن يكون لنا رابطة للمدربين، وجاري العمل عليها. ** لديك علم بأسماء مَن تريد الإدارة الاستغناء عنهم؟ - هناك تقرير مسبق من قِبل المدربين السابقين عن بعض اللاعبين، وآخر تقرير كان من قِبل الروماني بيتوركا، وهو من اعتمدت عليه الإدارة، ونحن لنا مهمّة معيّنة فقط، إذ نعمل على رفع المعدل البدني للاعبين فقط، وليس من اختصاصنا تقييم الفريق والعمل على وضعه، وان سئلت فعندي الجواب المفيد بذلك. ** ماذا ينقص الاتحاد لكي يعود بطلاً؟ - أولاً الانضباطية، وتكاتف اللاعبين مع بعضهم، وإيجاد لاعبين قادرين على أن يكونوا أبطالاً، وأن تتوفق الإدارة في نوعية اللاعبين المحترفين مع الموجودين سوف يكون هناك فريق قوي، ويكون منافسًا، فمشكلتنا في السنوات الأخيرة أن اللاعب الأجنبي كان ضعيفًا، وما استطاع أن يقدم نفسه بشكل صحيح. الإدارة عملت على جلب لاعبين عالميين، وأحضرتهم، ولكن لم يتوفقوا. ولكن السنة المقبلة يكون من أمريكا اللاتينية، وكذلك مدرب من أمريكا اللاتينية لكي يكون في توافق من جانب المدرب واللاعب، وإن شاء الله الفريق يسير في خطوات ثابتة من أجل تحقيق الإنجازات. ** ماهو عملك بعد قدوم المدرب الجديد؟ -هناك اتفاق مع إدارة النادي لكي أشرف على تدريب الفريق الأولمبي، ونفس المجموعة التي معي الآن كابتن بيرم، وسالم سويد، وعلاء رواس، وطبعًا هي رؤية إستراتيجية جيدة من قبل نادي الاتحاد بسبب أن المجموعة التي طلعت من فئة الشباب من لاعبين سيتم التواصل معهم بما أني أنا مَن كنت أشرف عليهم في هذه المرحلة، وهذه خطوة جيدة، إذ يصعد المدرب مع نفس الفئة التي أشرف عليها؛ ليتم تصعيد هؤلاء اللاعبين للفريق الأول، وتأهيلهم بأفضل الطرق. ** هل تعد بإبراز جيل جديد للفريق الاتحادي كما أبرزت جيل الثلاثية؟ * إن شاء الله. نحن دائمًا مهتمّون لإبراز المواهب، وفي تلك الفترة لم يكن هناك فترة أولمبي كان اللاعب من الشباب إلى الفريق الأول مباشرة، فكانت خطتي دائمًا أني أجهز لاعبين للفريق الأول، وليس فقط فترة الشباب، فكانت هناك خطة، حيث كنت أقوم بها لتجهيز لاعبين على أن يلعبوا مع الفريق الأول، وفعلاً قدرت أصعّد مجموعة كبيرة مثل خميس الزهراني، وفهد الخطيب، وعلي سهيل، ومناف أبوشقير، وخالد الشمراني، وعلى رأسهم محمد نور، وأسامة المولد. وهذه مجموعة الثلاثية والرباعية، وكان تحهيزي لهم جيدًا بحيث إنهم صعدوا وأثبتوا وجودهم أمام لاعبين متميّزين، وهذا يعتبر جيلاً ذهبيًّا للاتحاد، خدم الفريق لأكثر من عشر سنوات، وحقق الكثير من الإنجازات من ضمنها البطولة الآسيوية. ** كيف تم اكتشاف نور من قبلكم؟ - محمد نور كان لاعباً في فريق حراء بصفة غير رسمية، وفي مباراة ودية جمعتنا بالفريق، نجح محمد نور في شد انتباهي طوال تلك المباراة، ولم أكن أعلم أنه شقيق آدم نور، والذي كان معنا في الفريق، وبعد اللقاء سألت ماجد الحربي -والذي كان موجودًا في المدرجات- عن اللاعب، وأشار أنه شقيق آدم نور، واسمه محمد، فذهبت أبحث عنه، واتّجهت إلى غرف تبديل الملابس، وكان مدير الفريق في ذلك الوقت الأخ حامد مؤذن، وطلبت منه يحضر اللاعب رقم 8 (فقال هل أخذتم رقمه خلاص)، وتريدون أخذه؟ فذكرت له أني أريد أن أراه فقط، وأحضره لي رغم أن اللاعبين في الباص وينتظرون حضوري؛ إلاّ أني كان فكري مع هذا اللاعب، فسألت نور: هل أنت مسجل في أي نادٍ؟ وأجاب بالنفي. فخفت أن يكون عنده مشكلة في السن، فقال لي إنه مواليد 98، وهذا يعني أنه يلعب في مرحلة الشباب. فقلت له: تريد أن تلعب في نادي الاتحاد؟ فقال كلمه لم أنسها إلى يومنا هذا: «هذه أمنيتي»! فقلت له: لا تسجل في أي نادٍ، لا حراء ولا الوحدة، وكان ذلك في آخر الموسم، وبلّغته أنه في بداية الموسم التالي يأتي لي في النادي، ولم يحضر، فذهبت إلى آدم وطلبت إحضاره، إلا أن كثرت مشاركاته في دوريات الأحياء حالت دون الالتقاء به، فقمت بالاتصال بالأستاذ حامد مؤذن، وطلبت أن يحضره، ولم يقصّر معي، وأرسله، وأرسل معه لاعبين آخرين. ** ما رأيك في اللاعبين المحترفين في الفريق الأول؟ - أنا كنت أرى أن البرازيلي ماركينهو لاعب ممتاز، ومن اللاعبين المفيدين، أمّا سان مارتن فهو من صنّاع اللعب المهرة، وهو لاعب كبير جدًّا في صناعة اللعب، رغم أنه متقدم في العمر، إلاّ أنه ممتاز، ولا أخفيك أن أكثر اللاعبين الكبار في المستوى لا يحضرون إلى دورياتنا العربية إلاّ في سن متأخّر، علمًا أن الاتحاد يستطيع أن يستفيد منه في الموسم الجديد. ** هل تؤيد استمراره مع الفريق؟ - نعم أؤيد بقاء مارتن لأنه لاعب مهاري، ويستفيد منه المدرب اللاتيني لأنهم يعرفون يوظفون اللاعب المهاري عكس بيتوركا الذي كان يشركه في خانة المحور، وكان يتوجب عليه كثرة الجري في الملعب، فليس مثل هذا اللاعب وفي هذا السن بالذات يستطيع الركض طوال تسعين دقيقة، وإنما يجب أن يكون في الثلث الأخير من الملعب لكي يمتع ويستطيع أن يمول المهاجمين بالكرات ودون أن يبذل مجهودًا إضافيًّا قد يؤثر عليه في المباريات. ** مَن هو اللاعب الذي يحتاجه الاتحاد في الفتره المقبلة؟ - الاتحاد يحتاج لاعبًا هدافًا، ورأس حربة مخلصًا من فئة القناصين، وأعتقد أن اللاعب الفنزويلي الذي تعاقد معاه النادي مؤخرًا سوف يكون ضالة الاتحاديين الموسم المقبل إذا ما تهيأت له سبل النجاح بعد التوفيق من الله. ** هل تؤيد أن تحضر الإدارة مهاجمًا آخر بجوار الفنزويلي؟ -لا.. لأن اللاعب الفنزويلي يكفي، وبوجود مختار وعبدالرحمن الغامدي علمًا أن خطة أغلب المدربين، وبالذات في أمريكا اللاتينية تعتمد على مهاجم واحد بالذات إذا كان من المهاجمين الهدافين. ** من هم اللاعبون المحليون الذين يحتاجهم الاتحاد؟ - طبعًا الاتحاد قام بجلب أكثر من لاعب هذا الموسم، وفي خانات معينة مثل الجلفان وياسين حمزة في الدفاع، وماجد الخيبري في خانة الظهير الأيسر والبلادي في المحور، ولو تطلع على خريطة العمل تجد أن الإدارة اختارت لاعبين على حسب الاحتياج والخانات التي يجب تقويتها. ** كيف ترى فرص نجاح الإبراهيم والناظري؟ - نحن شاهدناهم في هجر الموسم الماضي وكانا لاعبين مميزين، ولهما ثقلهما في ناديهما، وندعو الله أن يقدما ما يرضي طموح الاتحاديين. ** كيف ترى نور مع الفريق في الموسم المقبل؟ - أكيد نور قادر على العطاء، ولا تنس أنه في الموسم الماضي ورغم التوقف الذي حدث له من قبل المدرب بيتوركا إلاّ أنه عندما عاد شارك في آخر ثلاث مباريات، وقدم كل شيء في عالم الكرة، وكان علامة فارقة في الفريق، فهذا فعل لا يقوم به إلاّ الأسطورة. ونور فعلاً أسطورة. ** هل يستحق سعيد المولد كل ما يحدث حوله طوال الفترة الماضية؟ - للأمانه سعيد المولد كلاعب صغير في السن، وبرغم ما يحدث الآن إلاّ أنه لاعب يحتاجه الاتحاد فنيًّا، ويفيد النادي، وأعتقد أنه صفقة موفقة للنادي، فهو لاعب إمكانياته عالية جدًّا، رغم أنه في أول مواسمه إلاّ أنه قدم نفسه بشكل ممتاز سواء في المنتخب، أو النادي الأهلي، ولا تنس أنه لا يوجد في الاتحاد ظهير أيمن إلاّ راشد الرهيب، ويعتبر كبيرًا في السن، ولا يستطيع أن يعطي الموسم كاملاً، وفي كل المباريات. ** كيف تتوقع الموسم الجديد؟ - الملاحظ أن الكل يعمل، وميزة الدوري السعودي أن الفرق التي كانت في وسط جدول الترتيب باتت تقدم نتائج جيدة أمام الفرق الكبيرة، فلا يوجد فريق يضمن أن يفوز في أي لقاء، وهذه ميزة الاحتراف، إذ بات انتقال اللاعبين بين الأندية يدعم حظوظها، فتجد لاعبين كبارًا ويملكون خبرة كانوا في أندية كبيرة ينتقلون لأندية الوسط؛ ممّا يرفع من مستوى تلك الأندية، وأصبحت كرة القدم فيها قدرات عالية جدًّا، فلذلك تجد المستويات الفنية متقاربة عكس الماضي والتي كانت الأندية تعتمد على أهل المنطقة فقط؛ لذلك كان هناك فرق في المستويات، وهذه ميزة الاحتراف يجعلنا نشاهد اللاعبين يتنقلون ويفيدون ويستفيدون. ** لماذا فشل بيتوركا مع الاتحاد؟ - المدرب ليس الشخص الناجح فنيًّا فقط، التدريب مجموعة مهارات لابد أن تتوافر في شخصية المدرب، بالإضافة إلى إمكاناته الفنية أولاً طبعًا، وكيفية بناء علاقات جيدة مع اللاعبين، كيف يكون عندك التكنيك الجيد، وكيف تعمل على أن يستوعبه اللاعبون ليس بفرضه، فهذا يحدث فجوة بين اللاعب والمدرب، وهناك فرق بين مدرب يعتمد على تدريب المنتخبات ومن يعتمد على تدريب فرق الأندية وبيتوركا كان متعاليًا مع اللاعبين كما ذكر لي أحد اللاعبين. ** ما تقييمك لقرار الاتحاد السعودي نقل السوبر إلى إنجلترا؟ * هذة الفكرة جديدة علينا، ولكن من يضمن الحضور، والبعض يرى أنه سيكون قاصرًا على القادرين على التصييف في لندن، ومن وجهة نظري العملية فيها إجحاف للجماهير السعودية غير القادرة على الذهاب إلى هناك، فلماذا نحرم الجماهير السعودية من بداية جميلة للموسم السعودي؟!
