هل الصوت الجميل يحتاج إلى تدريب أم ينشد ويغني بالفطرة؟ وهل هناك دورات ومعاهد تدرب على كيفية الأداء الإنشادي أو الغنائي؟ وما موقف المنشدين من هذه الدورات؟ وهل هي فعلًا تساهم في تطوير أداء المنشد؟ ولماذا لا يتحمس لها كثير من كبار المنشدين؟ (الرسالة) ناقشت هذا الموضوع في ثنايا الاستطلاع التالي: بداية أكد المنشد حسن الحامد أن كل آلة لابد لها من تطوير وتدريب، كذلك الصوت البشري لابد له من تدريب؛ فالفوكاليز والآلات الموسيقية رغم الخلاف حولها إلا أنها أمر لابد منه للمنشدين حتى يستمر التطور في أصواتهم، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المنشدين ليس لديهم القناعة في داخلهم بهذه القضايا، موضحًا السبب في ذلك إلى قلة التدريب والمدربين في هذا المجال بالإضافة إلى أن بعض المنشدين ليست لديهم القابلية أو الرغبة في التعلم، أو التواصل مع المتخصصين في هذا المجال، وألمح الحامد إلى أن بعض المنشدين يظن أنه وصل إلى مرحلة يرى فيها نفسه فوق التعليم، ويحمل الحامد ما وصفها بالأخطاء الكبيرة يحملها المنشدون الكبار الذين لم يحاولوا أن يتعلموا ومن ثم ينقلون ذلك العلم ويدربون غيرهم ممن هم في بداية طريق الإنشاد. وحول سؤاله عن مايشوب بعض هذه الدورات من موسيقى ربما يرى البعض فيها التحريم أجاب الحامد أننا نتحدث في إشكالات قد حسمت من قبل خاصة في العالم العربي الذي تقدم علينا كثيرًا. وتمنى الحامد أن نصل لدرجة في الفن نستطيع من خلالها الوصول إلى العالم أجمع ولن نستطيع الوصول لهذه المرحلة المتقدمة إلا بالتعليم والتدريب. إعادة النظر في ما قال رئيس فريق هادف الإعلامي والفني ماهر الزهراني إن الاهتمام بالتدريبات الصوتية أصبح أفضل من السابق، ولو أنه دون المأمول، وأضاف أن لقلة المدربين المتخصصين دورًا في عدم الاهتمام خصوصًا في السعودية، ملمحًا إلى أنه ليس هناك أناس مؤهلين بالقدر الكافي لتقديم دورات متخصصة محليًا، كاشفًا أن هناك بوادر واجتهادات فردية مثل ما يقدمه الأستاذ مصطفى أباضة في جدة الآن، مؤكدًا أن هذا شيء جيد، ورغم ذلك فهناك بعض المنشدين اضطروا للذهاب إلى مصر للتعلم والتدرب على هذا الفن المتخصص، وطالب الزهراني المنشدين الذين لا يرون التدريب على هذا الفن بإعادة النظر في هذه القضية، ملمحًا إلى أنه لا يمكن الاعتماد فقط على موهبة الصوت بدون صقلها وتطويرها، مؤكدًا أن من تبعات ذلك أن يتوقف المنشد عند مستوى معين من الأداء، ولن تمكنه من استغلال إمكانيات صوته الاستغلال الأمثل، أو الأداء بطريقة احترافية. اجتهادات شخصية وحول غياب التدريب أجاب المنشد محمد الغزالي أنه سواء في الوسط المحافظ أو غيره فالمعاهد غير متوفرة في السعودية، وأغلب المنشدين والفنانين يعتمدون على اجتهادات شخصية؛ فيسافرون للخارج للتعلم والتدريب، وهذا الاتجاه بدأ بعض المنشدين سلوكه، مشيرا إلى أن بعض المنشدين الذين تدربوا بالخارج عادوا ليدربوا وينقلوا تجاربهم إلى الداخل، مع استضافة بعض هؤلاء المتخصصين عبر بعض الفرق الإنشادية. وأوضح الغزالي أنه بإمكان المنشدين الذين لا يريدون التعامل مع الآلات الموسيقية المستخدمة في التدريب الصوتي استخدام بدائل عن الأوتار والموسيقى فبالإمكان مثلا تعلم المقامات عن طريق التلقي، وبالنسبة للتمارين الصوتية من الممكن استخدام الأصوات البشرية عوضا عن البيانو مثلا والموسيقى، فضلا عن أن بعض التمارين لاتحتاج للآلات الموسيقية أساسًا. مختتما حديثه بأن من يعد صوته مصدر رزقه أن يتخلل برنامجه اليومي ساعة رياضة بدنية وساعة تمارين صوتية خاصة إذا كنا نريد أن نوصل الفن الهادف بطريقة أكثر جاذبية. منشدون غير مقتنعين فيما خالف المنشد جواد سامي الآراء حول قلة الدورات التي تخدم الصوت والفوكاليز وقال بأنها موجودة لكن للأسف اغلب المنشدين غير مقتنعين بأخذ هذه الدورات، وبعضهم يخشى أخذ هذه الدورات لأنها ربما تكون على آلات موسيقية؛ فيتجنب أخذها، بينما نجد المغني يعتمد على الموسيقى وهذا أمر ربما يغطي على العيوب في الصوت بينما المنشد ليس لديه إلا صوته؛ فلذلك لابد له من تطوير هذا الصوت بشكل كبير، وأضاف سامي أن هذه الدورات لابد من أخذها من قبل المنشد مهما أوتي من موهبة؛ فالموهبة وحدها لاتكفي، لأنها ستأتي فترة ويجد نفسه يكرر أداءه ولا يغير أو يطور، كما هو حال كثير من المنشدين الكبار الذين لهم حضور جماهيري لكنك تجد أداءه الآن هو نفس الأداء قبل عشر سنوات، من غير أي تطور، مشيرا إلى أن بعض الجمهور من المقربين للمنشد يؤيدونه ولا يظهرون له العيوب وبالتالي يرى نفسه قد بلغ قمة التطور ولايحتاج لهذا الأمر. بوكس________________ أنواع من تمارين الصوت: الفوكاليز: هي تمارين تساعد على إخراج الصوت من الجوف باستخدام جميع عظام الرأس والرقبة والظهر والبطن فيصبح صوتك أجوف ولامعا. الصولفيج: تدريب الصوت على النغمة أو الطبقة بحيث يجعل الصوت بعيدًا عن النشاز وهو مستويات المزيد من الصور :