كثيرة هي الشواهد التي تحكي اهتمام ولاة الأمر بقضايا التراث والحضارة في المملكة العربية السعودية، والمتتبع لهذا الجانب يرى ذلك ماثلاً بوضوح في المهرجانات التي تقام بشكل سنوي من أجل إحياء التراث والحفاوة به، وفي جانب التراث العمراني حرصت مناطق المملكة المختلفة على عدم ضياع هويتها العمرانية المميزة، فبقيت حاضرة محاطة بالرعاية والمتابعة، ولعل معرض «سلمان بن عبدالعزيز.. الريادة في التراث العمراني»، الذي انطلقت فعاليات يوم 5 صفر الحالي بعد أن قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بتدشينه بالتزامن مع حفل تسلم سموه جائزة الإنجاز مدى الحياة في التراث العمراني من مؤسسة التراث الخيرية، يمثل خير شاهد ودليل على اهتمام ولاة الأمر بتراثنا العمراني.. فهذا المعرض انطلق محفوفًا بكل أسباب النجاح، فهو مقام بالمتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ومؤسسة التراث الخيرية، ومكتبة الملك فهد الوطنية، كما أنه شهد تدافعًا وإقبالاً جماهيريًا كبيرًا منذ لحظة تدشينه وحتى هذه اللحظة كان من بينهم دبلوماسيون أجانب معتمدون لدى المملكة، ووفود زائرة من خارج المملكة، ومواطنون ومقيمون وطلاب، مع توقعات بزيادة زواره حتى ختام فعالياته يوم الجمعة 13 ربيع الأول 1434ه، حيث أبدى زوّار المعرض تفاعلاً كبيرًا مع الصور المعروضة والتي تحكي مسيرة ولي العهد مع التراث الوطني في المملكة على مدى خمسة عقود. ويأخذ المعرض الزائر في رحلة تاريخية عبر (40) صورة تحكي مسيرة البناء والتطور في مجال التراث العمراني في المملكة، مثل الصور النادرة للملك المؤسس مع عدد من أبنائه على سطح قصر المربع، وصور سمو ولي العهد مع عدد من الملوك والأمراء من أبناء الملك المؤسس ورؤساء من مختلف دول العالم، والتي تجسد مسيرة البناء ومشروعات العناية بالتراث والمحافظة عليه. ويحتوي المعرض كذلك على عدد من المجسمات لمشروعات تنموية حديثة توضح التطور العمراني في المملكة عمومًا ومدينة الرياض خصوصًا مع المحافظة على العمارة الإسلامية التي شكلت هوية هذه الأمة وحضارتها عبر المراحل المختلفة.