سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا للعنف.. لا للسكوت عن المذلة الكلام عن تفاهة الفيلم والتركيز على إدانة ردود الفعل العنيفة دون إدانة الفعل نفسه، هو نوع من الازدواجية التي لا تقرها مبادئ العدالة والإنصاف
مع إدانتي الشديدة لكل أشكال العنف، فإنني لا أفهم أبدًا دعوة البعض لعدم القيام بأية ردة فعل حيال الفيلم المسيء لمشاعر المسلمين، سوى تجاهل الفيلم وكأنه لم يكن. الفيلم تافه حسب المعايير المهنية عدا تفاهته حسب المعايير الفكرية، ودناءته وانحطاطه حسب المعايير الأخلاقية. لكن الفيلم حمل دعوة يهودية للانتقام من أحفاد النبي محمد صلوات الله عليه، وهذا يعني أنه تجاوز حتى حدود حرية التعبير -على افتراض أن مبادئ حرية التعبير تسمح بإهانة معتقدات البشر- ووصل إلى حد التحريض المباشر على القتل والاعتداء على ما يتجاوز مليار ونصف مليار إنسان بحجة ما حدث لليهود بالمدينة المنورة قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام. الكلام عن تفاهة الفيلم والتركيز على إدانة ردود الفعل العنيفة دون إدانة الفعل نفسه، هو نوع من الازدواجية التي لا تقرها مبادئ العدالة والإنصاف. إنها رؤية عوراء تتعامل مع نصف الحقيقة فقط، والعار كل العار أن يتبني بعض كُتَّابتا العرب هذه الرؤية ويسوّقونها ضمن تبريراتهم الهزيلة للعدوان؛ الذي يحاولون تصويره باعتباره جزءًا لا يتجزأ من حرية التعبير التي يزعمون أنها مكفولة للجميع في الغرب. إن السفاهة والغباء ليستا حجّتين كافيتين لدرء العقوبة عن المذنبين. هب مثلًا أن رجلًا سفيهًا استخدم إحدى وسائل الإعلام أو وسائل التعبير الأخرى المتاحة، ووجّه مقطعًا مرئيًا أو مسموعًا ينادي فيه بإبادة القطط أو الكلاب أوأي نوع آخر من أنواع الحيوانات.. هب أن ذلك حدث في إحدى الدول الغربية، فهل سيسكت القانون عنه بحجة أنه سفيه؟! وهل ستسكت عنه جمعيات الرفق بالحيوان بحجة أن أحدًا لن يعير دعوته اهتمامًا؟ لاحظ أنني أتحدث هنا عن المسؤولية الجنائية لدعوة شفهية تستهدف حياة الحيوانات.. لاحظ ذلك ثم قارن الإجراءات القانونية التي سيتم اتخاذها في هذه الحالة، بسكوت حكومة الولاياتالمتحدة عن الإهانات والتحريض على قتل المسلمين الذي ورد في الفيلم! الحقيقة التي لا يريد بعض المبهورين بالغرب والولاياتالمتحدة بشكل خاص، أن يعترفوا بها، هي أن هؤلاء القوم يتعاملون مع الحيوانات باحترام يفوق الاحترام الذي يتعاملون به مع المسلمين، إنهم أناس لا يفهمون سوى لغة المصالح والقوة، وما لم نعمل على تدارس خطوة قوية وسلمية في ذات الوقت، للرد على هذه الإهانة البالغة، فإنهم لن يكفوا أبدًا. [email protected] [email protected]