شَاعِرُهَا

تَقُولُ ، وفي بَيْتٍ مِن الشّعِر تَفْخرُ
صُروفُ اللّيالي مِن قَضَاياكَ أكْبَرُ !
تَجردُ مِن رُوحِ العَزيمةِ أنْفُسًا
يَعِزُ عَليها مَا تَراهُ وَتُنكِرُ
وَتَضربُ ضَرْبَ الفَارِسِ الكَاشِحِ الذي
يُصارعُ طُوفانِ الصعابِ ويَخْسَرُ
وتَمخرُ كالرّبانِ في البّحرِ عُمْرُهُ
يُسافرُ في شَتّى النّواحِي ويَمْخُرُ
ويُبعدُ بُعدَ النّجمِ عَن كُلّ نّاظرٍ
إليه ومنه للمحبينِ مَنْظَرُ !
***
أ تَتركُ وجهَ الأرضِ رُوحاً وراحةً
وتعشقُ ما يَمحو الفؤادَ ويَنحَرُ
أ تشربُ مِن ماءِ الأجاجِ وطِينهِ
وماءُ الحياةِ الحُر في الأرضِ أنْهُرُ
أ تَروي بِك الأيّام بَعض غَلِيلها
ويُشقى بَها نهجٌ ووهجٌ وأسْطرُ
تَراكَ اللّيالي فَوق شَتى حُزونُها
وألوانُها لونٌ ووحيدٌ مُسمَّرُ
أ تبصرُ هَذا ؟ أمْ على العينِ غَيمةٌ
وسترٌ عَظيمٌ فوقَ عَينِيك يَسْترُ
***
تَخالُ اللّيالي للمُحبينِ جَنّةً
وتَنْسى بأنّ الليلَ ظِلٌ مُشَجّرُ
فهذِي عُيونٌ تَنمحُ النّومَ جَفْنَها
وتَلك عَلى جَمْرٍ مِن الليلِ تَسْهرُ
وَهَذِي قُلوبٌ تَلتَقِي في جَمَالِها
وتَلكَ لَهَا كَرٌ وفَرٌ ومُنْكَرُ
وهَذي أيَادٍ تَزرعُ اللّيلَ فَضْلَها
وتَغْرسُ في بستانِه مَا يُعطِرُ
وتَلك لَهَا في لَيلِها وَجهُ لَيلِها
تُضَرِّمُ أقَتَابَ الظلامِ وَتَسْجُرُ
***
عَلَامَ تُظنُ الكونَ صَوتاً ومَنْظراً
وبحراً مِن الألوانِ بالحُبّ يُبْحرُ
وَجَواً رَبِيعياً ! تَقُومُ طُيورُهُ
صبَاحَ اللّيالي بالنداءاتِ تَسْحرُ
وتَهْدِي بَساتينِ الرياضِ لُباَبَها
مُعَطّرةَ الأنفاسِ ! تَشدُو وتَشْعُرُ
يَكادُ الحَزانى في مَغانِيك تَنْتَشي
وتُوردُ من أفراحِها مَا تُصَدِّرُ
فَهَلَ أنْتَ إنِسانٌ خُلقتَ لِتَرّتَقِي
عِن الكُونِ والأكوانِ عَمّا يُكَدّرُ ؟!!
***
جدة