فتحتْ الأنديةُ الأدبية بالمملكة أبوابها مُشرعةً قبل أشهر لعضويتها بشروطها المطروحة لأول مرة ؛ على أمل تجديد الدماء وتوسيع دائرة المشاركة في شؤون الأدب والثقافة بكل منطقة ، ولا شكّ أن لكل مكان في مملكتنا الحبيبة ثقافته المميزة له وتراثه المتوارث عن أهله ، وخصوصيته النابعة من مكانته ، وكلها تجتمع تحت مظلة وطن واحد وتستمد أصولها من مصادر تشريع واحدة وقيم ثابتة في سلم الحضارة الإنسانية ، إلا أن البيئة المكيّة - بخاصة - تحيا بالتنوّع والتعدّد الثقافي ، وأي مبدأ يَحيدُ عن ذلك لا يخدم الثقافة المكيّة بل يمسخُها ويصطدم مع أهلها . ولا شكّ أن نادي مكة الثقافي الأدبي أحد أقدم الأندية بالمملكة تأسيساً ، وأعرقها أدباءَ ومثقفين كان لهم فضل في كثير من المبادرات والانطلاقات الثقافية والأدبية على مستوى المنطقة والمملكة ، وهو جديرٌ بأن يأخذ وضعه الصحيح بين الأندية مكاناً ومكانةً . ويمكن اقتضاب بعض الآمال والتطلعات التي يطمح كثير من الشباب المكي أن يروها في ناديهم مع إدارته الجديدة فيما يلي : * عقد شراكة علمية وثقافية بين النادي والمؤسسات العلمية والثقافية في مكةالمكرمة مثل : مركز تاريخ مكةالمكرمة ، وإدارة التربية والتعليم وجامعة أم القرى * ربط أهداف النادي بالاستراتيجية التطويرية لمكةالمكرمة الموضوعة من قبل إمارة منطقة مكةالمكرمة ؛ ليأخذ النادي دوره الثقافي فيها ، ويشارك في التنمية على خطى ثابتة . * إقامة دورات ثقافية تناقش اهتمامات الشباب في : الخطابة والإلقاء ، وكتابة القصة ، ونظم الشعر ، والتطوير الذاتي ، ومهارات التواصل والتعامل مع الآخرين ، كذلك في برامج الحاسوب . * توسيع دائرة التواصل مع الشباب من خلال تطوير موقع النادي على الإنترنت ، في عدة وسائط منها : «المنتديات» يناقش الشباب فيها همومهم وتطلعاتهم ،»الفيس بوك» ، «اليوتيوب» ؛ للتنظيم والإعلان عن اللقاءات والمحاضرات والدورات التي تقام بالنادي ، وتسجيلها ونقلها أيضاً . * التوسع في إقامة المسابقات الثقافية والأدبية على مستوى مكةالمكرمة على مدار العام ، ودعمها بجوائز قيمة للتشجيع على المشاركة ، إلى جانب دخول النادي كشريك في المسابقات الأخرى كجائزة مكة للتميز وغيرها من الجوائز . * التواصل مع المجتمع المكي أعلاماً وأحداثاً ، وتغطية المحافل الثقافية المقامة على المستوى المكي من خلال فريق إعلامي متواجد دائماً لنقل الحدث . * جمع التراث المكي المؤلف عن مكةالمكرمة أو المؤلف من قبل المكيين ، والتواصل مع الشخصيات المكية المتقدمة في العمر ممن عاشوا في الزمن الماضي الجميل ، وأدركوا كثيراً من الأحداث والمواقف ، وكان لهم دورهم في المجتمع ؛ لإنتاج ذاكرة سمعية مسجلة يستفيد منها الباحثون في دراساتهم تاريخياً واجتماعياً وثقافياً . * لمّ شتات المكتبات الشخصية للعلماء والأدباء المكيين الأحياء منهم والأموات ، وذلك بالتواصل معهم أو أبنائهم ، وإعداد فريق عمل لحصر الكتب والمخطوطات المهمة في تلك المكتبات ، وفتح نافذة للتواصل بين الباحثين ومصادر المعلومات . ويبقى أن الآمال في الأفضل لا تنتهي ، والتطلعات للأكمل لا حدود لها ، وما لا يدرك كله لا يُترك جلّه ، وكلما كان سقف التوقعات عالياً كانت المنجزات راقية ، ومكة قبلة المسلمين تستحق منا الكثير ويؤملُ لها من التميّز الوافر الجزيل . حسن محمد شعيب-مكة المكرمة