وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    تعاون "سعودي – موريتاني" بالطاقة المتجدِّدة    تراجع طفيف بأسعار النفط عالمياً    أجواء ممطرة على معظم المناطق    تحويل الدراسة عن بُعد بوادي الدواسر ونجران    97 % رضا المستفيدين من الخدمات العدلية    "هورايزن" يحصد جائزة "هيرميز" الدولية    افتتاح معرض عسير للعقار والبناء والمنتجات التمويلية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    العميد والزعيم.. «انتفاضة أم سابعة؟»    تسجيل «المستجدين» في المدارس ينتهي الخميس القادم    أخفوا 200 مليون ريال.. «التستر» وغسل الأموال يُطيحان بمقيم و3 مواطنين    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    الخريف: نطور رأس المال البشري ونستفيد من التكنولوجيا في تمكين الشباب    العربي يتغلب على أحد بثلاثية في دوري يلو    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    (ينتظرون سقوطك يازعيم)    في الجولة 30 من دوري" يلو".. القادسية يستقبل القيصومة.. والبكيرية يلتقي الجبلين    بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.. إنشاء" مركز مستقبل الفضاء" في المملكة    أمير الشرقية يدشن فعاليات منتدى التكامل اللوجستي    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يحضر احتفالية اليوبيل الذهبي للبنك الإسلامي    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    دعوة عربية لفتح تحقيق دولي في جرائم إسرائيل في المستشفيات    «ماسنجر» تتيح إرسال الصور بجودة عالية    «الكنّة».. الحد الفاصل بين الربيع والصيف    توعية للوقاية من المخدرات    أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل سفير جمهورية إندونيسيا    لوحة فنية بصرية    وهَم التفرُّد    عصر الحداثة والتغيير    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    اختلاف فصيلة الدم بين الزوجين (2)    قمة مبكرة تجمع الهلال والأهلي .. في بطولة النخبة    تمت تجربته على 1,100 مريض.. لقاح نوعي ضد سرطان الجلد    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    إنقاص وزن شاب ينتهي بمأساة    العشق بين جميل الحجيلان والمايكروفون!    الفراشات تكتشف تغيّر المناخ    اجتماع تنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين    فزعة تقود عشرينيا للإمساك بملكة نحل    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    السابعة اتحادية..    دوري السيدات.. نجاحات واقتراحات    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة (37) من طلبة كلية الملك فهد البحرية    ولي العهد يستقبل وزير الخارجية البريطاني    دافوس الرياض وكسر معادلة القوة مقابل الحق        اليوم.. آخر يوم لتسجيل المتطوعين لخدمات الحجيج الصحية    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب    إنقاذ معتمرة عراقية توقف قلبها عن النبض    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    دولة ملهمة    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من موظفة لا يفي راتبها بحاجة سائق.. إلى أفضل سيدة أعمال شابة في العالم

النجاح طريق السعادة ومفترق الطموح النجاحات متعددة والتميز والتفرد يعتبر نجاح وقصة كل ناجح نموذج وعبره لمعرفة التعامل مع العوائق وتحولها لنجاحات و المميزون فقط هم من تجاوزها وجعلوها قصص نجاح كبيرة افادو فيها كل من حولهم وإبطال قصصنا كثر في بلادنا

نموذج الارض الجديدة
عادة ما تتم المنافسة بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية على حيازة مكاسب جاهزة باعتبارها ثروات يحرص كل طرف على التمتع بها، والا ستئثار بها دون الآخر، أما في حالة غادة باعقيل فأنت أمام أنموذج آخر لا ينشغل كثيرًا بما هو جاهز أو محروث، وإنما يسعى لحرث أرض جديدة لم تكن محروثة من قبل.
وهي في هذا لا تسعى لوضع لافتة تحمل اسمها على الأرض التي تحرثها، وإنما كل ما يشغلها هو إنجاح المسعى، البطل في مسعاها ليس هي، وإنما طفل التوحد، هو الذي يعمل من أجله الجميع، فمن أجل هذا الطفل أنشأت غادة بمعاونة زوجها مركزًا له، ومن أجله أيضا جاءت مساعي الأميرة بنت سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز حرم سمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة من أجل توفير جميع الاحتياجات، ومن أجل طفل التوحد ترشحت باعقيل لجائزة (ybi) العالمية وحصلت بدعم سعودي وعالمي على لقب أفضل سيدة أعمال شابة في العالم لعام 2009.
وماذا قدمت غادة باعقيل لتكتب قصة نجاحها؟ تخيلت أسئلة من هذا النوع تنهال علي وأنا أمر عبر ردهات جريدة “المدينة” إلى مكتبي، لقد تعودت أن تكتب عن قامات كبيرة أمضت سنوات وسنوات لتقدم شيئا جديرا بالإشادة، وها أنت تكتب عن شابة لم تتجاوز بعد الاثنين والثلاثين سنة، ووجدتني أخانق نفسي: باعقيل أنموذج تتضاءل أمامه كثير من القامات، يكفيها فخًرا أنها اختارت فئة من الناس لا يعلم الكثير عنهم شيئا، وأسست لثقافة التوحد في المدينة وكثير من المفهوم التثقيفي له بالمملكة، وعملت -بعيدًا عن التربح- على إسعاد كثير من الأطفال، وزيادة على ذلك أعطت للعالم أنموذجا مشرفا للمرأة السعودية عامة والمدينة خاصة.
اتصلت بغادة لأكتب معها قصة نجاحها، كنت حريصا على أن يكون اللقاء في منزل العائلة الذي شهد ميلادها، اتصلت بها وتحدد الموعد، وكان اللقاء الحميم، كان الزوج والأب والأبناء والأم يتبادلون الحديث معنا، كنت بحاجة إلى أياد كثيرة تكتب هذه القصة التي ليست قصة نجاح غادة وحدها، وإنما قصة نجاح أطفال التوحد بالمملكة.
ومشروع غادة يتميز عن بقية المشروعات التجارية بكونه ذا بعد إنساني، تم اختياره وتمويله بالكامل من قبل صندوق المئوية، ودعمه بالخدمات المميزة التي يقدمها الصندوق كالإرشاد والتسهيل. كما حققت باعقيل إنجازًا آخر بفوزها بجائزة (اختيار الجمهور) الممنوحة أيضًا من منظمة شباب الأعمال العالمية (YBI) عن طريق قيام الجماهير على مستوى العالم بالمفاضلة بين مشروعات شباب وفتيات الأعمال المعروضة، من خلال (التصويت الإلكتروني) بعد أن تم نشر تسجيلات مرئية على شبكة (الإنترنت) لكل شاب أعمال تم اختياره في هذه المنافسة، حتى يتمكن عامة الناس من مشاهدتها وتقرير من يستحق الفوز بالجائزة، وقد أعلن عن فوز غادة باعقيل بهذه الجائزة في حفل عشاء لتوزيع الجوائز في قصر «سانت جيمس» في لندن يوم 16 نوفمبر 2009م، الذي وافق اليوم الأول من الأسبوع العالمي لمبادرة شباب الأعمال.
لكن الأهم في هذا كله إصرار غادة على النجاح والفوز، ليس بالجائزة العالمية، وإنما بالوصول إلى عقول البسطاء من أهل أطفال التوحد، الذين كانوا يتركون أطفالهم يأسا في إمكانية تغيير مستقبلهم، مؤكدة أن الطريق أصبح ممهدا أمام هؤلاء الأطفال لعالم أجمل.
ست بنات أكبرهن غادة:
تقول غادة باعقيل: كنا في الحرة الشرقية بيتنا خلف ثانوية الأنصار، قبلها كنا في العوالي، لا أدري التواريخ بالضبط، كل ما أتذكره أن هذا قد حدث، نحن ست بنات وثلاثة إخوان: ندى ونهى وغصون وغيداء ورغد ومحمد ومهند وحسين أنا أكبرهن، عشت في بيت مرفه، فيه شغالتان وسائق، وتعلمت في مدارس المنارات الخاصة، الوالدة كانت متفرغة لنا، الوالد كان مشغولا دائما، مسافرا دائما، والدتي لم تكمل دراستها بسببنا، لكنها كانت حريصة على أن نكمل دراستنا، عشنا جوا أسريا رائعا، خرجت منه إلى أسرة جديدة كونتها بنفسي، في مرحلة من المراحل أحببت أن أغير جو المنارات فدخلت في السنة الأولى من المرحلة المتوسطة مدرسة حكومية، لكن أحسست أن الجو ليس مناسبا بالنسبة لي فعدت إلى المنارات مرة أخرى، رغم أن كل شيء كان متوفرا بالنسبة لي، كنت أريد أن أجرب كيف تتم معاملة التلميذات بالمدارس الحكومية، كنت أبكي عندما تتم معاقبتي بسبب التأخير عن المدرسة، ما كنت أحب أن أوضع في موقف عقاب، أكثر عقاب واجهته كان بسبب التأخر عن طابور الصباح عشر دقائق، أو بسبب ضحكة بريئة أثناء الدرس، أختي ندى كانت بنفس المدرسة، وكانت مشاغبة جدا، كانت أمي تشعر بالفرق من خلال تعليقات وتقارير معلمي الشفوية عني.
تزوجت في الأول الثانوي:
وتواصل غادة: شخصيتي اختلفت كثيرا بعد الزواج، واختلفت أكثر بعد دخولي الجامعة، كنت مسالمة جدا، مجتهدة في دروسي من الأوائل دائما، أنا محتفظة بشهاداتي من الصف الأول الابتدائي إلى الثانوي، كلها تؤكد التفوق الدائم، تزوجت في الأول الثانوي، وتمت خطبتي في السنة الأخيرة من المرحلة المتوسطة، كنت أحب القراءة ولفت هذا نظر زوجي ففكر بالزواج بي، النظام التعليمي الجديد لا قراءة، لا كتابة، نحن كنا نكتب في الصف الأول الابتدائي، في مرة طالعت كتابا لم أكن أفهم منه شيئا فقلت لأمي، فقالت: اقرئيه وإذا لم تفهميه الآن ستفهمينه فيما بعد، وفعلا قرأته، وفهمته فيما بعد، هذه فائدة القراءة، بعد الزواج وبعد أن أنجبت زاهر، أحسست بقدر من التعب والتراخي والضعف، كنت في الثانوية العامة، فقالت لي والدتي: أنت ستكملين دراستك، وولدك سيكون في رعايتي، وحين نجحت في الثانوية أخبرت والدتي بأنني سأدخل الجامعة فقالت لي هذا قرارك، أخبري زوجك، ورحب زوجي بالقرار، ثم أنجبت محمد ابني الثاني بعد الجامعة، وفي تلك الفترة بدأت أمارس الأمومة كما ينبغي، لقد حملت أمي عني عبء زاهر في سنوات الدراسة، وها أنا الآن قد تخرجت.
وظيفة لا تفي بحاجة سائق:
وتضيف غادة أنها حصلت على وظيفة بمدرسة خاصة لا تفي براتب السائق الذي كان يقود لها سيارتها في الذهاب والعودة، وبدأت الرحلة عن شيء جديد، وانتقل زوجها إلى جدة، وحاولت أن تجد لنفسها وظيفة أخرى، وعملت بمركز وجدت نسبة كبيرة من أطفال التوحد، وعندما عادت إلى المدينة وجدت نسبة كبيرة من أطفال التوحد، ولا توجد مراكز متخصصة لهم تؤهلهم بشكل جيد، ففكرت في إنشاء مركز المدينة لأطفال التوحد، وعاونها زوجها في إنشائه، تقول: زواجي المبكر أنضجني وجعلني أتطلع لعمل إنساني وقد ساعدها زوجي الذي يكبرني بعشر سنوات فقط، لكن الفكرة كانت غريبة على أهل المدينة الذين لم تكن لديهم هذه الثقافة، كما أن تكلفة الطفل الواحد في مركز المدينة عشرون ألف ريال، وهو مبلغ فوق طاقة كثير من الأسر السعودية، ولو لم يتوفر دعم لمركز المدينة الذي أنشأته فإنه سيغلق، كان حلمي أن يستمر المشروع، فبدأت بالتفكير بصندوق المئوية وتم ترشيحي للجائزة والتصويت عليها وبالفعل فزت بالجائزة لاقتناع لجنة الفوز بكون المشروع إنسانيا خالصا، ومن شروط الترشح لجائزة المئوية كانت أن يكون المشروع الأول في المنطقة، وناجحا، وأن يكون صاحبه ما بين 18 و35 سنة.
بدايات الاهتمام:
وتعود باعقيل بالذاكرة إلى بدايات الاهتمام بالتوحد، تقول: دخلت مجال التوحد من منطلق قراءات سابقة عن أطفال التوحد ودفعني حب الخوض في عالم جديد فكانت بالفعل تجربة جديدة، ووجدت أن هذه التجربة سلبت كل تفكيري، وأحسست أن كيفية التعامل مع أطفال التوحد فيها مجال كبير وعالم يمكنني الإبداع فيه، ناهيك عن كونه عملًا إنسانيًا أُقدم فيه خدمة لهذه الفئة بالتحديد.
وتتوقف غادة عن الاسترسال قائلة: أنا أحمل في نفسي رسالة الإحساس بالمسئولية، وأتمنى إيصال فكرة أنهم جزء لا يتجزأ عن المجتمع، وإثبات أن لهم حق الانخراط في المجتمع، وعلى أهلهم أن يتقبلوهم كما هم بدون أي رتوش، فهذا الطفل التوحدي لا بد علينا أن نهتم به ونعطيه حقه الكامل، بالإضافة إلى توفير البيئة التي تتناسب مع طبيعته، لأنهم إذا وجدوا البيئة المناسبة لهم والخدمات فسيكونون منتجين ويفيدون أنفسهم ووطنهم.
تهميش الطفل التوحدي:
وتضيف: هناك تهميش واضح من المجتمع لهذه الشريحة، والسبب في ذلك أن الطفل التوحدي يصعب التعامل معه من ناحية، كما أن الصبر في المجتمع العربي شبه معدوم من ناحية ثانية.
لكنها تعتبر المجهودات التي يقوم بها المهتمون والباحثون بمثابة صحوة، تقول: حاليا هناك صحوة بخصوص هذا الأمر، فقبل فترات قريبة لم يكن هناك أي اهتمام بهذه الشريحة، لكن الآن بدأت بعض الجهات في دعم مثل هذه المشروعات، كما أن بعضها بدأ ينظر إليهم نظرة إيجابية ويحاول أن تقدم الخدمات لهم، وهذه أعتبرها بداية مرحلة جديدة لهؤلاء الأطفال، وسنحاول أن ننتهز الفرصة لنقدم لهم الدعم الكافي، ونساهم في تطوير الفكرة والخروج منها بمشروعات أخرى كبيرة لخدمتهم.
وعن المشكلات التي تواجه العمل بمركز لأطفال التوحد بالمدينة تقول غادة: أكبر مشكلة ما زلت أواجهها في المدينة المنورة تتمثل في مشكلة الوعي عند المجتمع بهذا المرض، وتقبله كما هو، والتعامل معه بشكل صحيح، كما واجهتنا بعض العقبات مع بعض الجهات الحكومية كونها أول مرة تسمع عن إنشاء مركز كهذا، وما هي متطلباته وخدماته التي يقدمها، لكننا بحمد الله تغلبنا عليها وحاولنا توعية الجهات المسؤولة بأهمية هذه المراكز.
كما أن هناك قضية أخرى تتعلق ببعض العائلات التي لم تتقبل فكرة إنشاء مركز للتوحد، لإنكارهم أن أطفالهم يعانون من هذا المرض، وبالتالي يرفضون إلحاقهم بالمركز، لكن حاليا بدأت بعض هذه الأسر في تقبل الأمر، ونحن نهدف أن يتقبله المجتمع بأسره وأن يحسن الجميع التعامل معهم.
وتذكر باعقيل أن إحدى الأمهات علقت على ضعف الإمكانات قائلة إن المركز صغير وأنها زارت في مصر والأردن مراكز كبيرة، وتساءلت لماذا لا يكون لديكم مركز بنفس الاتساع؟
وتقول: نحن نقف أمام الأطفال عاجزين، يد واحدة لا تصفق، أنا وحدي لا أستطيع فعل شيء، بعض الأسر تفضل أن تأتي إلى مركز المدينة باعتبار أن المقابل في المتناول 20 ألف ريال في مقابل مراكز أخرى 35 ألفا.
ورغم أن باعقيل تعترف بصعوبة مهمة القائمين على أطفال التوحد فإنها تؤكد خصوصيتها، تقول: وجدت في مرض التوحد تحديًا وإصرارًا على تغيير حياة الطفل وإعطائه الاستقلال الذي يحتاجه بسبب الاضطرابات التي تجتاح الطفل، وإن كان ذلك الطفل يحتاج إلى مساعدة كبيرة لتحقيق هذا الاستقلال، كما أن حال كل طفل تعتبر تحديًا مستقلًا بعكس حالات كثيرة من الأمراض الأخرى.
الأميرة نهى أم حنون ودعم مستمر:
وتحكي غادة عن لقائها بسمو الأميرة نهى بنت سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز ودعمها للمشروع قائلة: «كان لقائي بسمو حرم أمير المدينة المنورة في حفل أقيم على شرف سموها في إحدى قاعات المدينة المنورة، فبادرت بالسلام على سموها الكريم والتعريف بنفسي وأني قمت بفتح مركز لأطفال التوحد في المدينة المنورة كأول مركز من نوعه وكان المركز حينئذ في أيامه الأولى وفي مراحل الإعداد للسنة الدراسية الجديدة، فهنئتني وطلبت مني التواصل مع سموها الكريم والاتصال بها بعد انتهاء الحفل مباشرة. وفعلا تم الاتصال بها والتعريف بنفسي وبالمركز بشكل مكثف بمكالمة تملؤها المودة والراحة، وبعد ذلك بفترة وجيزة بادرت سمو الأميرة بتشريفها للمركز للمرة الأولى والتعرف على الكادر الوظيفي والأطفال المسجلين، كما بادرت بالاستماع إلى احتياجات المركز وما ينقصه من تجهيزات وقامت بتوفيرها لنا في المركز فجزاها الله عنا ألف خير.
أما عندما تم ترشيحنا إلى الجائزة فقد قمت بالاتصال بها مباشرة لأزف لها خبر ترشيحنا النهائي للجائزة، متمنية أن أرفع علم وطني عاليا وبشكل مشرف عالميا. وكم كانت فرحتها عندما علمت بالخبر كما قام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بمحادثتي شخصيا وتهنئته لي ودعائه بالتوفيق وتمنيه مزيدًا من التقدم للمرأة السعودية. فكانت من المتابعين لأخباري حتى لحظة سفري للمملكة المتحدة فباركت لي سفري، وقالت لي: لا أريد منك التفكير بشيء سوى العودة إلى أرض الوطن بسلام ظافرة بالجائزة. مما رفع من معنوياتي كثيرا فنعم الأخت الحنون العطوف هي.
وعندما عدت إلى أرض الوطن كانت أول من احتضنني وساعدني بعد الله سبحانه وتعالى وساعدت أطفال التوحد كثيرا ومازالت؛ نعم الأم العطوف التي لا تتوانى عن مساعدة الأطفال في أي وقت.
مشروعي غيّر نظرة الغرب للمرأة السعودية:
وتعترف باعقيل أن عملها أسهم في تغيير النظرة الغربية إلى المرأة السعودية، تقول: أحسست ببوادر رائعة في اختلاف النظرة للمرأة السعودية، ونحن نحتاج إلى مزيد من الجهد حتى تتغير هذه النظرة كليًا لجميع المجتمع الأنثوي المسؤول في المملكة العربية السعودية.
خطط مستقبلية:
وعن خططها المستقبلية قالت باعقيل إنها تعمل حاليا على زيادة الخدمات المقدمة لأطفال التوحد واستقبال فئات عمرية أكبر بعد التوسع في مقر المركز، كما دعت سيدات الأعمال إلى تأكيد دورهن في خدمة المجتمع بجميع فئاته وعدم التفكير بالربح المادي فقط.
سيرة ذاتية
الاسم: غادة أحمد محمد باعقيل
تاريخ الميلاد: 26/9/1389ه
الجنسية: سعودية
الحالة الاجتماعية:- متزوجة ولديها ثلاثة أطفال (ولدان وبنت)
المؤهلات العلمية
تمت جميع مراحل الدراسة ما عدا الماجستير في منطقة المدينة المنورة - بالمملكة العربية السعودية.
الجامعة الأمريكية الدولية – ميتشيغن - 2009
ماجستير توحد (طرق وأساليب تعليم أطفال التوحد) 2005 - كلية إعداد المعلمات بالمدينة – المملكة العربية السعودية
بكالوريوس في التربية تخصص اقتصاد منزلي وتربية فنية
مرحلة الثانوية العامة 1996 - مدارس المنارات الأهلية – بالمدينة المنورة
مرحلة المتوسطة – 1993- مدارس المنارات الأهلية – المدينة المنورة
المرحلة الابتدائية - 1990 - مدارس المنارات الأهلية- المدينة المنورة
الخبرات العملية:
2008 – الان مديرة مركز المدينة للتوحد - المدينة
تأسيس المركز وادارته حيث يضم المركز 12 معلمة و3 إداريات.
تطوير أفكار التعليم في المركز، الذي ضم عند افتتاحه 20 طفلا.
2006 م - 2008 م معلمة صف، المركز السعودي للتوحد – جدة / مركز تأهيلي - بالمدينة المنورة
تدريب وتعليم أطفال التوحد
2005 م - 2006م مديرة فرع شركة نعومي – المدينة المنورة
الإشراف على عمل موظفات المنطقة والبالغ عددهن 6 ورفع التقارير للإدارة.
2003م - 2005 م مساعدة شؤون الطالبات، مدرسة للمرحلة الثانوية.
المساهمة في إدارة المدرسة التي تضم 300 طالبة و20 معلمة.
2002م إخصائية التربية الأسرية.
إخصائية تغذية 2001 م – 2002م، مستشفى الملك فهد.
المساهمة في إدارة ومراقبة تجهيز وجبات المرضى بجميع حالاتها.
دورات تدريبية
دورات متخصصة في التوحد.
دورة اضطراب التوحد.
دورة التوحد والتعليم المنظم.
دورة اضطرابات النمو.
دورة تقييم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (بور تاج)
دورة مقياس الذكاء بيب 3 ( pep – 3 ).
دورة برنامج( تيتش ) المستوى الأول.
دوره أساسيات تعليم الطفل التوحدي.
دوره مفاتيح النجاح لتعليم أطفال التوحد.
دورات أخرى:
أكثر من 10 دورات تدريبية في مجالات الإدارة، والتسويق، والحاسب الالى، وتطوير الذات.
عضويات:
عضو في الجمعية السعودية للتوحد
عضو في اللجنة الوطنية النسائية للغرف التجارية بالمملكة
عضو في مؤسسة المدينة المنورة الخيرية لتنمية المجتمع
الندوات والمحاضرات وورش العمل:
ورشة عمل بعنوان (اضطراب التوحد) برعاية مستشفى الصحة النفسية ضمن المشروع الوطني لبرنامج اضطرابات النمو الشامل.
ورشة عمل بعنوان (تطبيقات عملية لتطوير الحوار مع فئة المصابين بالتوحد) برعاية مركز الرعاية والحنان.
محاضرة بعنوان (اضطرابات طيف التوحد) برعاية مركز التأهيل الشامل.
الملتقى العلمي الأول لمراكز التوحد في العالم العربي (التوحد واقع ومستقبل).
ورشة عمل بعنوان (لماذا يتفاعل الأطفال التوحديون بصورة أفضل بصريا) برعاية المنتدى الخيري الأول للإعاقة والذي نظمته جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية بتبوك
ورقة عمل بعنوان ( قصة نجاح مشروع) بملتقى أطفال التوحد في عيون سلطان الخير بالرياض
الإنجازات والجوائز:
جائزة منظمة شباب الأعمال الدولية لقسم رائدات الأعمال (the princes youth business international) (ybI)
جائزة منظمة شباب الأعمال الدولية لأفضل مشروع من اختيار الجمهور ( ybI)
لقاء تكريمي من صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة الأمير / عبدالعزيز بن ماجد آل سعود حفظه الله.
حفل تكريمي من الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة على شرف صاحبة السمو الملكي الأميرة/ نهي بنت سعود بن عبدالمحسن آل سعود حفظها الله.
قالو ا عنها
الأميرة نهى بنت سعود بن عبدالمحسن فرحت بغادة وهي تتصل بي من المملكة المتحدة قبيل إعلان التقرير النهائي للجنة جوائز صندوق المئوية، كنت أتابع أخبارها أنا وزوجي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد كفتاة سعودية طموح تريد أن تقدم شيئا حقيقيا لأبناء الوطن، قلت لها: لا أريد منك التفكير بشيء سوى العودة إلى أرض الوطن بسلام ظافرة، وقد زرت مركزها بالمدينة، وسعدت بحماس العاملين به، وتعرفت بالأطفال المسجلين واحتياجاتهم، واستطعت أن أسهم في توفيرها وتوفير ما ينقص المركز من تجهيزات، فجزاها الله عنا ألف خير، وأتمنى لها وللمرأة السعودية المزيد من التقدم، فالمجتمع السعودي يحتاج إلى غادات وغادات.
هشام طاشكندي :
غادة باعقيل مثال يحتذى لأقرانها من الفتيات السعوديات، وقد كان مشوارها مكللًا للنجاح من جهة، ومدعوما بحبها لهؤلاء الأطفال من جهة أخرى، ونحن في الصندوق نشجع بشدة مثل هذه المبادرات التي تهدف إلى ما هو أبعد من الربح المادي، بحيث تهدف إلى تقديم خدمات إنسانية إلى فئات المجتمع المتعددة.
بثينة إدريس (كاتبة):
انتهجت طريق الجوائز العالمية، لتحرز جائزة أفضل مشروع نسائي شبابي، عن مشروعها الشبابي إنشاء «مركز المدينة للتوحد». فقد رأت هذه الغادة افتقاد منطقة المدينة المنورة لمركز للتوحد، فشرعت في إنشائه، ومن ثم تقديمه كمشروع تنافس به للحصول على لقب أفضل مشروع شبابي، وكذا تحرز به جائزة ترفع بها اسم المملكة العربية السعودية قبل اسمها. واختير هذا المشروع من ضمن ما يقارب الأربعين مبادرة مستقلة لمشروعات الشباب المنتمية لشبكة منظمة شباب الأعمال العالمية.
عبدالله مرعي بن محفوظ
غادة بنت أحمد باعقيل: أفضل شابة سعودية، حققت في عام 2009م إنجازًا عالميًا غير مسبوق بفوزها بجائزة أفضل مشروع تجاري نسائي على مستوى العالم الذي تنظمه وتشرف عليه منظمة شباب الأعمال العالمية (YBI)، حيث أثبتت نجاحها عبر مشروعها «مركز أطفال التوحّد» والذي ساهم صندوق المئوية في تمويله.
الجزيرة:
ذات إسهام في تحسين حياة هؤلاء الأطفال التوحديين، قدمت مثالا للمرأة السعودية، وأعطى المشروع الذي تبنته انطباعا إيجابيا لدى لجنة الفوز.
الشرق الأوسط:
ذات بصمة مميزة في أدائها الإنساني، أكسبها العمل بمركز جدة خبرة وخلفية كافية في مجال «أطفال التوحد»، وحين شرعت في إنشاء مركز المدينة استطاعت أن تتغلب على الصعوبات التي كان من أهمها عدم اكتمال فهم المجتمع لطبيعة أطفال التوحد، فنصائحها لأهالي الأسر ومبادراتها المتنوعة استطاعت أن ترفع من مستوى الوعي وتزيل المعوقات التي تحول دون تقديم الرعاية اللازمة لهذه الفئة من المجتمع، وبجهودها وبرعاية الأميرة نهى بنت عبدالعزيز أقامت مركز المدينة للتوحد الذي تم تجهيزه بكامل المعدات اللازمة ويقدم خدماته من رعاية ودعم ونصح وتدريب لأطفال التوحد، ولعائلاتهم في المدينة المنورة وما حولها.
نجيب الزامل
شخصية الجمعة: عندما قال السيدُ «هشام طاشكندي» مدير عام «صندوق المئوية»، إن إنجاز الفتاة السعودية «غادة باعقيل» يُضاف إلى إنجازاتِ الوطن، فإن الدقة هنا كانت ساطعة فالشابة «غادة باعقيل» حققتْ نصرًا عالميًا مشهودًا، وخفق اسمُ هذه البلاد، مقرونًا باسمها في صالة قصر «سانت جيمس» بالعاصمةِ البريطانية بفوزها بأفضل مشروع عالمي بمسابقة «رابطة شباب الأعمال العالمية» متقدمة بإبهار (كما كتبتْ كاتبةٌ إنجليزية) على منافسيها العالميين، والذي يجعلني كسعودي أتطاول برقبتي فخرًا أنها فكرتْ في المشروع إنسانيًا، حيث إن مشروعَها كان حول مركز لمرضى التوحد، وكم من معاناة غير مكشوفة كلها آلام وقلق من أهالي المصابين به من الأطفالِ خصوصا. جاء هذا المشروعُ ليكون إعلانا ليس فقط عن المرض ومعاناته ومآسيه، ولكن لشقّ ضوءٍ نحو طرق الخلاص ومخارج الأمل. «غادة باعقيل» إعلانٌ عن المرأة السعودية الجديدة، امرأة عاقلة رزينة واسعة المدارك، وقادرة بتفوقٍ.. على الإبهار!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.