مضى عام تقريباً على ظهور فايروس كورونا المستجد الذي قلب العالم رأساً على عقب وقطع العديد من الخدمات الرئيسية في بعض الدول مثل التعليم والرعاية الصحية والتغذية وحماية الأطفال كما ساهم في ركود اقتصادي عالمي ساهم في ارتفاع معدل الفقر. مؤخراً أصدرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونسيف» تقريراً حذرت فيه من عواقب متنامية وكبيرة على الأطفال مع قرب دخول جائحة كورونا عامها الثاني، ففي تقريرها بعنوان «تجنب ضياع جيل كوفيد» ذكرت المنظمة أن هناك تأثيراً طويل المدى على التعليم والتغذية والرفاهية لجيل كامل من الأطفال والشباب يمكن أن يغيرحياتهم، وكلما طال أمد الأزمة كلما زاد تأثيرها على تعليم الأطفال وصحتهم وتغذيتهم، فمستقبل جيل كامل في خطر، كما أوضحت بأن ثلث دول العالم شهدت انخفاضاً بنسبة 10% على الأقل في تغطية الخدمات الصحية مثل التحصين الروتيني وعلاج أمراض الطفولة المعدية وخدمات صحة الأم بسبب الخوف من انتقال العدوى. أثرت جائحة كورونا على الحالة النفسية للعديد من الأسر جراء الحجر المنزلي أو حظر التجول أو الاحترازات أو التدابير الوقائية وقد ساهم ذلك في ارتفاع معدل القلق من المستقبل والاكتئاب بين أفراد الأسرة وارتفاع العنف الأسري وسوء معاملة الأطفال، ويفيد تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن الذين تبلغ أعمارهم 25 عاماً أو أقل هم أكثرعرضة 2.5 مرة لأن يكونوا بلا عمل بسبب الجائحة مقارنة بمن أعمارهم أكبر من 25 عاماً. غلق المدارس والجامعات وإغلاق الأسواق والمنتجعات والمطاعم وتعليق السفر وتقييد الحركة بعدم الخروج لزيارة الأصدقاء والأقارب إلا للضرورة مع أهمية الالتزام بارتداء الكمامات في الأماكن العامة ومواصلة تعقيم الأيدي والمحافظة على التباعد الجسدي والاجتماعي بين الأفراد ووجود أخبارمحزنة ناتجة عن وفاة من أصيب بالفايروس ولم ينجُ من الأقارب أوالأصدقاء أو من هو يصارع الموت في العناية المركزة إلى جانب قلة فرص المرح والركود الاقتصادي وتأثيره على فرص العمل والخوف من المستقبل لعدم وضوحه والخوف أن يكون الفرد سبباً في نقل العدوى لمن حوله، كل ذلك وغيره كان له تأثير كبيرعلى نفسية جيل الألفية أوما بعد الألفية والذي أصبح يطلق عليه جيل كوفيد 19. التحدي الأكبر يقع الآن على عاتق أولياء الأمور وباقي أفراد المجتمع ليعملوا مع بعضهم البعض للتكيف على هذه الأوضاع وإعادة تنظيم حياتهم للعودة لحياة جديدة وفتح الأبواب التي كانت مغلقة والتي قد تكون الجائحة ساهمت في فتحها وانتهاز الفرص التي توفرت في خضم هذه الجائحة ففي كل محنة منحة ولا بد من الاستفادة منها إلى أن يتم تجاوز هذه الفترة الصعبة وإنقاذ هذا الجيل من آثار هذه الجائحة.