القلق هو الشعور بالتوتر حيال الأمور التي تحدث حولنا أو توشك على الحدوث، وترافق جائحة كورونا حالة من عدم اليقين مما ساهم في ارتفاع مستويات القلق خصوصاً بين الآباء والأمهات الذين يخشون على صحة أبنائهم أو على كبار السن الذين يعيشون معهم أو المقربين لهم ويخشون انتقال العدوى بينهم مما ساهم في التأكيد على التزامهم بالإجراءات الاحترازية وغيرها من التدابير الوقائية بما فيها الحجر المنزلي ولبس الكمامة وتعقيم الأيدي والتباعد الجسدي وعدم الخروج من المنزل وغيرها من الإجراءات التي بالرغم من أهميتها إلا أنها تبقي أثراً نفسياً على الأفراد. القلق المستمر والشعور الدائم بالخوف والوحدة والحزن لفقدان بعض الأمور كالسفر للخارج وتغيير مجرى حياة الملايين من البشر حول العالم بسبب ظروف الجائحة قد يسيطر على حياة بعض الأفراد مما لا يساعدهم على التركيز ومواصلة أعمالهم اليومية كما قد يسبب لهم الاضطراب في النوم أو الشعور بالاكتئاب خصوصاً إذا استمر لفترة طويلة. تشير الدراسات والأبحاث بأن شخصاً واحداً من أصل كل 10 أشخاص يعاني من مشكلة القلق أو الرهاب في مرحلة ما من حياتهم، ولكن لا يحرص كثير من أولئك على البحث عن علاج بل يعتقدون بأنه أمر عارض وسيزول من تلقاء نفسه في حين يرى المختصون بأن هناك بعض الوسائل التي يمكن أن يقاوم بها الفرد القلق بشكل ذاتي والحصول على علاج مثل التحدث إلى صديق مقرب أو تعلم تقنيات الاسترخاء وممارسة التمارين الرياضية أو اليوغا وقراءة الكتب المختصة بهذا الشأن. جائحة كورونا ساهمت في رفع مستوى القلق لدى بعض الأفراد وذلك ليس فقط بشأن احتمال انتقال العدوى بالفايروس بل أيضا بشأن المستقبل وما يخبئه من أوضاع سواء على مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتأثير التباعد الجسدي على تلك العلاقات وكذلك تأثير الإغلاق ومنع التجول على نفسية بعض الأفراد وتأثيره أيضاً على مستوى الاقتصاد المحلي وآثار الجائحة على بعض القطاعات التجارية وفرص العمل ودخل الفرد وغيرها من الأوضاع الشخصية المختلفة. من يعاني من القلق اليوم فإن عليه أن لا يستسلم لذلك الخوف بل يسعى للتعرف على مصدره ومواجهته والتعامل معه عبر ضبط النفس والهدوء، ومنظمة الصحة العالمية تؤكد بأن الشعور بالحزن والقلق والارتباك والخوف أو حتى الغضب أمر طبيعي عند حدوث مثل هذه الأزمات وهناك العديد من الوسائل التي تساعد في التخفيف من حدة التوتر والقلق مثل التواصل مع أفراد الأسرة واتباع أسلوب حياة صحي إضافة إلى الحرص عن البحث عن الحقائق والمعلومات الصحيحة ذات المصادر الموثوقة مع التقليل من الوقت الذي يقضى في متابعة التغطيات الإعلامية التي تسبب ازعاجاً والتفاؤل بأن القادم أفضل بإذن الله.