في منتصف الخمسينات، ومع توالي القفزات العلمية الطبية الهائلة، أعلن كريك وجيمس د. واطسون نظريتهما في الشفرة الوراثية. وفي عام 1991 برهن العالمان الفرنسيان اف. جاکوب) و (ج. مونو) على الدور الأساسي الذي يلعبه حامض (ارن الساعي). ومنذ ذلك الوقت كما يقول الكاتب الفرنسي الراحل بيير تولييه تضاعفت البحوث في مختلف ميادين العلوم البيولوجية، واتسع نطاق تطبيقاتها إلى أقصى درجة، خاصة في مجال تهجين الخلايا، وفي التقنيات القناعية الأخرى. وهكذا سيكون بالإمكان صنع بعض العقاقير، بواسطة إنتاج الجزيئات بكميات ضخمة، وبأسعار رخيصة، عن طريق إثارة تكاثر البكتريا، وهو تقدم خطير، يفتح آفاقا لا يمكن تصورها في الوقت الراهن كان ذلك في أوائل الستينات من القرن الماضي، وهو الأمر الذي دفع رئيس فرنسا في ذلك الوقت، وأظنه ديجول يقول إن التقدم الحديث الذي أحرزته علوم الحياة، يتيح لنا معرفة الدور الذي ستلعبه البيولوجيا في تطور المجتمع، بل في التغييرات التي ستحدثها في طرق المعيشة والتفكيرا الآن، يبدو أن كوفيد 19 لم يعجبه إيقاع وحجم التغيير في طرق المعيشة والتفكير، فجاء يحقق ما لم يحققه غيره من فيروسات، بل من طاقات وقوى بشرية! ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ما نسميه بالتباعد الاجتماعي، الذي بات ضرورة من ضرورات أفراحنا وعزائنا، ومناسباتنا الاجتماعية والرياضية والثقافية اي قوة تلك التي تمنع حبيبا من مصافحة حبيبه أو حبيبته؟!