مرة أخرى يثبت الفيروس كوفيد 19 أنه جاء لينظم الحياة ويهذب النفوس. آخر الإشارات في هذا الصدد على الصعيد الاجتماعي هو ما نشر عن الأزمة الخانقة التي يمر بها العشاق الذين ارتبطوا ببعضهم البعض دون زواج. ومن هؤلاء كما نشرت «الشرق الأوسط» فرنسيات أو فرنسيون مرتبطون بأجانب، مغاربة وأميركيين وكنديين أو من دول أميركا اللاتينية، وقد باغتهم وباء «كورونا» بينما كانوا في الخارج يزورون أهلهم في بلادهم، ثم تم حظر الطيران ولم يعد في مقدور الخطيب أو الخطيبة العودة إلى فرنسا، بوصفهم غير مرتبطين بعقد زواج أو تعاقد مدني. ووفقا لوزير الدولة لشؤون السياحة في فرنسا، جان باتيست لوموينر، فإن إجراءات وضعت قيد التنفيذ تسمح بلمّ شمل الشركاء الموزعين بين فرنسا وعدد من الدول الأجنبية خارج أوروبا. وكان هؤلاء قد شكلوا جمعية تحت اسم «الحب ليس سياحة»، وتعاقدوا مع محامين لحل مشكلتهم وتمكينهم من الحصول على تأشيرات خاصة، يمكن وصفها ب«فيزا الحب». أفهم أن الحب بالفعل ليس سياحة ولا تسلية وإنما هو شعور صادق يكمن في النفس البشرية السوية، لكني لا أفهم الشرط الخاص بالحصول على فيزا الحب، والمتمثل في إثبات حدوث علاقة عاطفية وممارسة نشاط اجتماعي مشترك، ولله في خلقة شؤون. وقد أفهم تقديم البطاقة الشهرية للتنقل بالمترو، أو إيصالات استئجار شقق، مع شهادة تأييد من الشريك مرفقة بهويته، لإثبات جدية الزواج، لكني لا أفهم كيف تستمر الحياة وكيف يمكن تسجيل الأولاد على تذكرة مترو أو إيصال كهرباء! وجاء في منشورات جمعية «الحب ليس سياحة» أن مواجهة الداء معاً أفضل للمناعة وللصحة النفسية من مواجهته فردياً.. وهذا صحيح، لكن الأفضل والأجمل والأكمل أن تكون الجماعة المقصودة هي الأسرة المستقرة وهذا هو الفرق بين المجموعات البشرية وغيرها من مجموعات. وبدورها، دعت المفوضية الأوروبية أعضاءها إلى السماح باستقبال الشركاء الأوروبيين من غير المتزوجين معربة عن أسفها لأن دولاً قليلة تطبق هذا المبدأ. أفهم أخيرًا أن نظام الفيزا هو أحد أشكال التقسيط، وأنها تظل مسلطة عليك ومفزعة لك، إذا تأخرت عن التسديد في المواعيد.. وأفهم كذلك أن الحب لا يكون بالتقسيط ولا يكون أول الشهر فقط!