معالي الدكتور توفيق الربيعة، رجلٌ مجتهد ويعمل بجدٍّ وإخلاص، لكن فيما يبدو أن وزارة الصحة هي وزارة «لم ينجح أحد»، وهي الوزارة الصعبة جدًا، لكني أثق جدًا بأن هذا الرجل سوف يعمل جاهدًا على النجاح، الذي كلنا يتمناه، وكلنا يحلم بأن تكون الصحة هي الأولى في الوصول للأهداف، ولاشيء يعدل الصحة أبدًا، ذلك لأن كل شيء بدونها يصبح لا قيمة له. ومن هنا أضع بين يدي معاليه بعض ما يهم الصحة، والتي باتت مواعيد الأسنان فيها بالشهور، وفي المقابل يبكي خريجو الأسنان من البطالة والعطالة، مستشفى شرق جدة حكاية أخرى للمواعيد الثقيلة، والمكان الذي أنفقت الدولة على بنائه الكثير المفرح، لكن المؤسف أن كثيرًا من زوَّاره يبكون عليه حزنًا وأسفًا مما آل إليه هذا المستشفى، وبإمكان معاليه الذهاب إلى هناك ليرى كل شيء بأم عينه، ويقف على سير العمل فيه، بدلًا من الاعتماد على المؤشرات، والتي تبدو أنها خضراء على الشاشات فقط، بينما على أرض الواقع حمراء حمراء، وهنا تصبح الصورة المنقولة للأعلى مختلفة تمامًا عن الواقع..!! وبالأمس، وصلتني «تويته» من خلال الواتس يتداولها الناس بينهم بسخرية!!، تفيد أن الصحة كلَّفت رجلًا ليعمل بمهام الرئيس التنفيذي للتجمُّع الصحي الثاني بمنطقة الرياض، ومشرفًا عامًا على مستشفى في منطقة الحدود الشمالية، بالإضافة إلى عمله الحالي مديرًا تنفيذيًا عامًا لمدينة الملك فهد الطبية.. وهي ثلاثة وظائف يقوم بها رجل واحد!! والسؤال هنا: كيف يستطيع هذا الرجل السوبر أن يقوم بكل هذه الوظائف في زمنٍ واحد وخلال 24 ساعة، وهي وظائف هامة جدًا، وعلاقتها بالإنسان علاقة حياة أو موت، خاصةً أن كل واحدة منها في مكانٍ وكل وظيفة منها لها متاعب أكبر مما يستطيع أن يقوم بها رجل واحد، وهنا يحضر السؤال الآخر، والذي يقول لمعالي الوزير: ماذا يعني ذلك، وهل لا يوجد في الصحة عقول تليق بالمهمات الثلاث، وتحمل عن كاهل هذا الموظف المسكين بعض المهام، وتمنحه فرصة للحياة، والتركيز على مهمة واحدة يُبدع فيها وينجز، بدلًا من تشتيت ذهنه وتركيزه بين هنا وهناك..!!! (خاتمة الهمزة).. الحديث عن الصحة طويل جدًا، والمساحة ضيقة، لكني أعدكم قُرَّائي بمتابعة الكتابة عن الصحة في مقالاتٍ أخرى.. وللحديث بقية، وهي خاتمتي ودمتم.