سياحة محفوفة بالمخاطر

تركيا كانت وجهة الكثير من السياح السعوديين والذين كانوا يحرصون على الذهاب لها في كل عام ولكن في الأعوام الأخيرة تبدلت الأحوال حيث زادت الاعتداءات التي تستهدف السياح السعوديين في العديد من المدن التركية، فبالأمس تعرض أحد السياح لإطلاق نار في إسطنبول، كما تعرضت سائحة سعودية للاختطاف وغيرها من حوادث النشل والسرقة والضرب والسطو والعنصرية التي تعرض لها بعض السياح السعوديين مما يؤكد التحذيرات المتعددة والتي وصلت إلى 6 تحذيرات أصدرتها السفارة السعودية في تركيا بأخذ الحيطة والحذر ولم تجد التفاعل المطلوب من الأجهزة الأمنية التركية بل زادت حالات التعامل الفظ وغير المناسب مع السياح السعوديين مما ساهم في انخفاض نسبة السياح السعوديين بنسبة 33% ليحلوا في المرتبة 11 بعد أن كانوا في المرتبة 4 في الوقت الذي هبطت فيه الليرة التركية بنسب عالية مقابل الدولار منذ مطلع العام الحالي.
تحرص بعض العوائل على السفر سنوياً إلى تركيا فقد يكون بعضهم يمتلك منزلاً أو شقة هناك فيذهب إليها خلال إجازة الصيف، وقد لا يراعي بعض أولئك المتغيرات والأوضاع التي استجدت هناك والمخاطر التي من الممكن أن يتعرضوا لها ظناً منهم أنهم -وباعتبار أن بعضهم يملك بعض العقارات هناك- قد أصبحوا من أهل المدينة وعلى علم ودراية بالأوضاع وأنهم في أمن وأمان مما يجعلهم يتجاهلون التحذيرات التي تصلهم بشأن ارتفاع معدلات حوادث السرقات والابتزاز والاعتداءات العنصرية والخطف وغيرها من المخاطر التي قد تحف بهم خلال وجودهم في تلك الدول.
أصبح واضحاً أن هناك عداءً مباشراً ضد بعض السياح السعوديين ما إن يصلوا للأراضي التركية ابتداء من سائق الليموزين الذي يأخذك من المطار ومروراً ببعض الفنادق والمطاعم ومكاتب تأجير السيارات وانتهاء بتعدي بعض المارة على بعض الأسر السعودية، ولا أعرف ما الذي يجبر بعض العوائل والأسر السعودية أن تغامر وتخاطر بأبنائها وتذهب إلى مثل هذه الأماكن والتي تخلو من الأمن والأمان وتتردى فيها الأوضاع الأمنية من جهة ويستهدف فيها السياح السعوديون من جهة أخرى، وتنتشر فيها العصابات وحوادث النشل والاستغلال مما أدى إلى ارتفاع معدل الجريمة من 3 إلى 7 جرائم يومياً، فضلاً عن سحب العديد من رجال الأعمال السعوديين استثماراتهم العقارية بعد ارتفاع الضرائب وانخفاض العملة ما دعا رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض إلى مقاطعة تركيا مقاطعة شاملة.
على السياح السعوديين أن يتوقفوا عن التوجه إلى دول مثل تركيا يمكن أن يتعرضوا فيها هم وأبناؤهم للقتل والخطف والسرقة خصوصاً وأن بعض المواقع المختصة بالرحلات وضعت تركيا في قائمة أخطر 12 وجهة سياحية حول العالم.