* (العمل على تَعْزيز رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التأكيد على منهج الوسطية والاعتدال، وتحقيق الأمْنَيْن الفكري والوطني، وكذا الوصول للتكامل في هذا المجال بين جميع الجهات ذات العلاقة). هذا ما جاء في صدر توصيات (مؤتمر منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، الذي نظمته الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واخْتُتِم قبل أيام في الرياض، وكان من توصياته كذلك: ضرورة إدراج «قضايا الاحتساب» في المناهج التعليمية في جميع المراحل، وأهمية تقوية صلة الهيئة بالمجتمع عبر مختلف الوسائل. * وهنا ما أنا مؤمن به أن جهاز الحسْبَة كان ولا يزال مُؤثِّراً وفاعلاً في خدمة المجتمع، وقادراً على توضيح منهج الإسلام الوسطي المعتدل، وتعزيز الانتماء الوطني، وغَرْس القِيَم النبيلة والآداب السامية في شَرَايينه، وحمايته من الأفكار والمناهج الضالة، والجماعات الحِزبية، وكذلك من بعض التجاوزات والسلوكيات المنحرفة كالسّحر والابتزاز وغيرها، ومَن يعتقد بأن هذا الجهاز فَقَد دوره أو بريقه، فيبدو لي قد جانبه الصّواب، مع التقدير له. * ولكن أجزم أن معطيات العصر ومستجداته كلها تُنادي بتحديث أدوات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لتكون أكثر قُرباً من المجتمع بمختلف أطيافه، مستخدمة من أجل ذلك الهدف؛ أحدث التقنيات وكافة المنصات والمنابِر الإعلامية والإلكترونية، وفي هذا المجال أقترح على مسؤولي الهيئة (تنظيم هاكثون مُحْتَسِب)، الذي أراه سينجح في اجتذاب المبدعين؛ ليخرجوا بتطبيقات هاتفية وحاسوبية رائدة ورائعة قادرة على المساهمة في خدمة شعيرة الاحتساب، والوصول بها إلى الناس. * كما أقترح على الهيئة إطلاق أفلام وبرومات توعوية قصيرة، تكون بطولتها لشخصياتٍ كرتونية مُبتَكَرَة، تُخاطب الجمهور بلغةٍ وأساليب حديثة، يضاف لذلك إنتاج برنامج رمضاني يُعرض في القنوات المُشَاهَدَة، وتلك البرامج والمبادرات يمكن أن تكون برعاية ودعم القطاع الخاص والمحبين ل»الهيئة».. وما أكثرهم. * أخيراً كان من توصيات (مؤتمر منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) تشجيع الدراسات والبحوث العلمية في فقه الأمر بالمعروف، وما يعترضه من نوازل، وحثّ طلاب الدراسات العليا في الجامعات على إعداد الرسائل حوله، وجمع المخطوطات المتعلقة به وتحقيقها، مع تَبنِّي جائزة سنوية تحفيزية في هذا الإطار. * وفي هذا الإطار، ما أعرفه أن هناك مجموعة من الكراسي العلمية المتعلقة بدراسات وأبحاث الاحتساب، تحتضنها عدة جامعات حكومية؛ منها ما يحتضر وبعضها قد مَات؛ فلعلَّ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يقودها المخلص جداً معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السند تُبادر إلى إعادتها إلى الحياة من جديد.
