تتواصل سلسلة الاستقالات والإقالات في البيت الأبيض مع إعلان هوب هيكس، المستشارة المقربة من دونالد ترامب، الأربعاء استقالتها. وبينما شهدت الدائرة المحيطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب هزات كثيرة ألقت بعدد من أهم مستشاريه خارج أسوار البيت الأبيض، فإن الأمر كان على العكس تماماً بالنسبة لمستشارته هوب هيكس، الشابة التي يعتبرها ترامب بمثابة ابنته وأحد أفراد عائلته. وكانت المرأة الشابة البالغة من العمر 29 عاماً، والتي انضمت في وقت مبكر وبدون أي خبرة سياسية إلى حملة رجل الأعمال، تشغل منذ سبتمبر منصب مديرة الاتصالات في البيت الأبيض. وكان ترامب ينصت لرأي عارضة الأزياء السابقة التي عملت في الماضي لحساب ابنته إيفانكا ترامب في نيويورك، ولم يبد مرة أي تحفظ حيالها. ومع مرور الوقت أصبحت هوب هيكس مدير الاتصالات في البيت الأبيض، واحدة من أقوى الشخصيات في السياسة الأمريكية، حسبما ذكر موقع إنسايدر الأمريكي الذي وصفها ب»ابنة ترامب الحقيقية». وهي معروفة بتكتمها تجاه وسائل الإعلام، حيث كانت ترفض تلقائياً طلبات المقابلات، ولو أنها كانت تحظى بنفوذ كبير في الكواليس. وفي إعلان مفاجئ بعد ما يزيد على عام على وصول رجل الأعمال الثري إلى سدة الرئاسة، قالت هيكس: «لا أجد الكلام للتعبير بالشكل المناسب عن مدى امتناني للرئيس ترامب»، من دون أن توضح أسباب قرارها. وجاءت الاستقالة غداة مثول هيكس أمام الكونغرس في جلسة استماع مغلقة حول قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وبحسب الصحافة الأمريكية، فهي أقرت خلال الجلسة بأنها اضطرت في سياق عملها في البيت الأبيض إلى قول «أكاذيب بيضاء» أحياناً، غير أنها أكدت في المقابل أنها لم تكذب مرة في ردها على أسئلة حول مسألة التدخل الروسي. وتعمل هوب هيكس لصالح عائلة ترامب منذ 2012، فقد وظفت في إحدى الشركات التابعة لإيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي، حيث عملت في مجال العلاقات العامة هناك، وساعدتها في تقديم أنواع مختلفة من الملابس إلى السوق، ثم انضمت إلى فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، عام 2015. يشير زملاء الفتاة إلى قدرتها الفائقة على العمل، حيث تستطيع التعامل مع 250 مذكرة يومياً، فهي مولعة بعملها لدرجة أن وقتها لا يسمح بإنشاء صفحة شخصية على شبكات التواصل الاجتماعي. كما تعتبر من الموظفين الأعلى أجراً في البيت الأبيض، وفقاً لمعطيات Newsweek، عن يونيو 2017، حيث يقدر دخلها السنوي ب 179 ألف دولار. كذلك أدرجتها مجلة فوربس الأمريكية على قائمة أفضل 30 شخصية حققت أكبر نجاح قبل بلوغ 30 عاما، إلى جانب أنها تشغل المركز الأول في فئة «السياسة والحقوق».