في مقالي الثالث عن المرور الذي أتمنى أن يكون آخر ما أكتب ليس بهدف تصويره بصورة لا تليق بحقيقته بل إننا مدينون له وأفراده وما يقومون به من جهد ومن تكبدهم المشاق .. ولكن لا يعني ذلك أن لا نوجه الانتقاد الذي نراه وذلك تجنباً لوقوع بعض افراده في بعض الأخطاء غير المقصودة . نعيش في جدة مع العديد من المشاريع التي انقضت مدتها والمتعثر منها والتي أصبحت كابوساً يؤرقنا . ما بين الزحام وأزمات المرور بسبب ما تعانيه العروس من شلل في شبكة الطرق الرئيسية في لحظة لم تعد تستوعب كثافة السكان والزائرين والاستمرار في رصد المخالفات دون مراعاة دوافع تلك المخالفات وأسبابها والتي كان المتضرر منها سكان العروس. لا نغفل عن أمانة جدة التي أسهمت في ذلك بسبب تعطل مشاريعها. في مقال سابق بصحيفة عكاظ عندما رصدت مخالفة بحقي وفي ظل صحة مخالفتي التي تم رصدها والتي أجبرتني حركة السير على أن أكون في موضع المخالف تكبدت عناء الذهاب الى إدارة مرور جده أكثر من 5 مرات وبقناعة من مدير الجزاءات بعدم اقترافي المخالفة عمداً وإنما كنت مجبراً ووعيه وأخذه بالحسبان ما مررت به وما تمر به المدينة ومشاريعها المعطلة تم إسقاط المخالفة. لا أصادف أحداً إلا تضرر وآخر فوض أمره لله ..لقد أوجدت إدارة المرور نظام باشر حتى يتمكن أفراد المرور من سهولة رصد المخالفات دون استيقاف المخالف ..وفي نهاية اجراءات الرصد لابد من إرفاق صورة للمخالف اثناء المخالفة ،ولكن ما نراه ونسمعه ونقرأ عنه هو سوء استخدام التقنية في رصد المخالفات ،وتمر تلك المشاهد دون محاسبة أو توثيق لأفراد المرور في رصدهم الآلي. شلل الحركة في أوقات الذروة وفي مشهد متكرر أرى فيه رجال المرور عوضاً عن فك الاختناقات انشغلوا في رصد المخالفات دون مراعاة لأي اعتبارات أخرى. تشترك الأمانة وتعثر مشاريعها في ذلك ،فرجال المرور وما يقومون به في أوقات الذروة من رصد المخالفات دون النظر لدوافع المخالف والمخالفة ،يجعلنا أمام جهتين لابد أن تتحملا جزءاً من ذلك أو تسعى كلتاهما لتصحيحه فلدينا من التزامات الحياة ما لايطاق ولا نستطيع أن نفرغ أنفسنا للذهاب وتسجيل الاعتراض في كل مخالفة رصدت بحقنا. وقفة ولفتة من ادارة المرور بإيقاف رصد المخالفات في تلك المواقع التي لم يتم الانتهاء منها وتقنين (باشر) بصورة المخالف حتى نضمن أننا مخالفون ،وما تم قيده صحيح وكما هو الحال في ساهر فإن الاعتراض الإلكتروني للمخالفات يجب أن يكون في (باشر) أيضاً .