طالبت الفنانة التشكيلية السعودية نادية بوقري بأهمية بذل الجهود حتى يعود الاهتمام بالفنون مرة أخرى في المملكة، مشيرة إلى أنه يجب ربط الفن بالفكر وامتزاجهما لتكوين ضمير المجتمع والارتقاء بفكره وحضارته. وعن عشقها للفن التشكيلي ورأيها في تغير بوصلة الفن التشكيلي وتراجع حركة بيع اللوحات في المملكة قالت بوقري ل»المدينة»: « لقد تأثر سوق الفن -إن جاز التعبير- حيث يعكس الاستثمار والاعمار على أوجه الحياة كلها كذلك هناك ارتباط بالذوق والثقافة، كما تغيرت النظرة للأعمال فما كان يعجب في زمن سابق، بات لا يهتم به الآن، كما أن ظهور الملتقيات والورش التي فقدت الهدف الفني قد أدى لظهور ممارسين للفن التشكيلي كإنتاج صيني رخيص، فظهرت أسماء وأعمال لو عجنت كلها مع بعض فإنها لا تساوي عمل فني واحد. وعن شعورها بحصول الفنانة صفية بن زقر على وسام الملك عبدالعزيز التقديري لمشوارها الفني قالت: لقد كانت سعادتي عظيمة بالاحتفاء بالسيدة الفنانة صفيه بن زقر لحصولها على وسام الملك فهو بمثابة تقدير للمرأة الفنانة السعودية وعطائها، وهي مصدر فخر لجميع الفنانين. وتمضي بوقري في حديثها متناولة تجربتها، وما قامت عليه من أساسيات قائلة: لقد درست الفنون الجميلة ومازلت أدرس ما يحدث حولي محليًا وعالميًا، فكل فنان لابد له من إضافة لا تقوم على النقل الخالص أو التقليد المباشر؛ وبالتالي أعمالي وتجاربي كانت في البداية دراسة تحوي القيم الكلاسيكية، ومن بعدها انطلقت خارج السور لأحلق مع اللون في منظومة التجريد اللوني. وبسؤالها عن الرسامين العالميين الذين كانت تتمنى أن تتلمذ على أيديهم قالت: بالتأكيد سأختار التتلمذ على يد الفنانين الفرنسي كلود مونيه والهولندي ڤان جوخ والأمريكي التجريدي جاكسون بولوك. وعن رأيها في إمكانية النهوض بالفن والتراث في السعودية قالت: يمكننا تحقيق ذلك بتغير منظومة التعليم من التلقين إلى التعلم بالتجربة والفن وإرساء تعليم عالٍ للفنون أسوة بدول العالم وإتاحة العرض لجميع الفنانين الهواة والممارسين والرسامين والفنانين وبدون مسميات فهكذا نرتقي بثقافة للتذوق. ويجب أن نعي جيدًا أن الفن ليس مجرد ديكور؛ بل هو وسيلة للتعبير عن داخل الإنسان وأفكاره، وهو مستودع للذاكرة الجماعية للمجتمع، والفن يسمى إبداعًا حين يخرج عن المؤلوف ويأتي بشيء جديد. وعندما نتكلم عن الفن يتبادر للذهن الجمال والخيال والفكرة من هنا يجب ربط الفن بالفكر فالفكر حين يمتزج مع الفن يكون ضمير المجتمع. ترحال بوابة الحلم