في يوم تاريخي لن تنساه إندونيسيا، وشعبها الشقيق، أدَّى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو صلاة الظهر أمس الخميس، في مسجد الاستقلال بجاكرتا. وحظي وجود الملك بمسجد الاستقلال، بحفاوة كبيرة، وتهليل بالمسجد الذي اكتظَّ بحضور أبناء الشعب الإندونيسي «كبارًا، وصغارًا، وشبابًا» انتظروا لحظة وصول الملك. وكان طلاب المدارس، والمواطنون قد اصطفوا على طول الممر المؤدِّي للمسجد، رافعين علم المملكة العربيَّة السعوديَّة، وسط هتافات التأييد، ولافتات التضامن مع المملكة. وبعد الصلاة، وقَّع الملك سلمان في سجل الزوَّار، في واجهة الغرفة الرئيسة للمسجد. ويُعتبر المسجد الذي يقع في ساحة مارديكا في العاصمة الإندونيسيَّة أحد أكبر المساجد في جنوب شرق آسيا بطرازه المعماري، حيث يتميَّز بتعدُّد طوابقه الضخمة، وساحاته الخارجيَّة الواسعة. مسجد الاستقلال.. إظهار للمكانة واحتفال بنهاية الاستعمار في العام 1949م، استقلَّت إندونيسيا، والتى كان يُطلق عليها الاستعمار الهولندي اسم جزر الهند الشرقيَّة، فأرادت بهذه المناسبة الهامَّة أنْ تظهر مكانتها كأكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان، إذ يقارب عدد المسلمين فيها ال250 مليونًا، فبدأت ببناء مسجد ضخم العام 1961م، لم ينتهِ بناؤه إلاَّ بعد ذلك ب14 عامًا، وتمَّ إطلاق اسم «الاستقلال» عليه. تعلو المسجد الضخم، الذي يتكوَّن من عدَّة طوابق ويستقر في وسط العاصمة جاكرتا، قبتان كبيرتان، ومئذنة بطول 90 مترًا، أمَّا سقف المسجد فتزينه الزخارف الإسلاميَّة بأشكال وألوان متعدِّدة، وفي جدرانه كتبت عبارة لفظ الجلالة الله، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- بشكل بارز. ويقابلك في مدخل المسجد عدد من الأشخاص أشبه بمكتب استقبال، مهمتهم صف أحذية المصلّين في رفوف خشبيَّة، ومنح كلِّ مصلٍّ رقمًا خاصًّا يحتفظ به لاستلام حذائه بعد فراغه من أداء الصلاة. وعند دخولك المسجد تشعر بالأجواء الإيمانيَّة التي تلف المكان الواسع؛ فهذا مصلٍّ احتضن كتاب الله في تلاوة خاشعة، وآخر يؤدِّي صلاة السنَّة الراتبة بكل طمأنينة، وثالث اصطحب ابنه الصغير للصلاة ولسانه يلهج بالدعاء والذكر. وتحيط بالساحات الخارجيَّة للمسجد بحيرة صناعيَّة، ونافورة، وأسواق تجاريَّة، ويعجُّ المكان بحركة غير عاديَّة من الزوَّار حتَّى من غير المسلمين وهم يحملون هواتفهم المحمولة لالتقاط صور تذكاريَّة مع المسجد.