** في الحياة الاقتصادية لأي مجتمع من المجتمعات، يظهر مفلسون سواء أكان هذا الإفلاس على نطاق الفرد أو الشركات وربما الدول. يحدث مثلاً أن ينعدم التوفيق في مشروع معين كان يراد له النجاح وأحياناً تنحدر الأسهم في شركة عريقة كان لها جذور وامتدادات، وربما أيضاً فشلت دولة ما في تنفيذ مشاريعها الاقتصادية تزايدت الأعباء المالية نتيجة فشل أسلوب كانت تخططه .. ولم تتوفر لها الركائز السليمة من امكانيات الدعم والمقاومة .. فتسقط عملتها وتبدأ بتفريغ كامل خزينتها من العملات والسيولة النقدية .. فتضطر إلى الاستدانة .. وعلى مر الزمن تظل عاجزة عن سداد القروض التي رغبت في أن تدعم بها مركزها الاقتصادي. على أن كل هذه الحالات المختلفة تنسكب في إجراء واحد يتخذ إزاءها وبشكل فعال .. يستهدف الحفاظ على أسهم ومشاركات المتعاملين مهماً ويضمن استرداد ما فقدوه.. هذا الإجراء.. هو إشهار الإفلاس على المستوى العلني فيتم حجز الأموال المنقولة وغير المنقولة ويوقف التعامل مع هذه الجهة حتى تباشر بسداد ما أفقدته المتعاملين معها وبناء وجودها مرة أخرى .. أو إنهاء الوجود تماماً. إلاّ أنّ هذا الواقع للأسف الشديد لا ينسحب على حالات الكتابة عن مجموعة من الكتاب سواء كانت الكتابة الأدبية .. أو الاجتماعية أو غيرها من الكتابات الأخرى. فالكاتب لدينا .. يفلس سلفاً وفي مدة محدودة .. ومع ذلك هو يستغفل الناس ويظل يضارب ويستدين .. ويستنزف جميع أرصدته الثقافية المحدودة .. حتى يفلس ويشعر هو في داخله بهذا الإفلاس ولكن يبقى يكابر ويماطل وليت أن ثمة جهات يكون لها حق إشهار إفلاس أمثال هؤلاء .. وإعلان عجزهم الكامل عن أداء دورهم حتى يمكن البحث عن مصادر طاقات ثقافية جديدة يمكنها أن تأتي برأسمال أقوى .. وأفضل.. نحن في حاجة إلى من يتطوع للإعلان عن أكثر من مفلس في كثير من أوجه حياتنا الثقافية .. فمن يقول أنا لها..