في الوقت الذي صرح فيه وزير الخارجية الإسرائيلي الليكودي، سلفان شالوم، بحضور مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد وولش، بأن مسألة تفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يعد أمراً مصيرياً، في ذات الوقت قال جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الشاباك): إنه نجح في اعتقال فتاة فلسطينية في مدينة طولكرم، زاعماً أنها (المهندسة الأولى) لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة (حماس). ويقول الجهاز الاستخباري الإسرائيلي: انه نجح في اعتقال أربعة من أهم خلايا الجهاز العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية, واحدة في مدينة رام الله والثانية في مدينة طولكرم، وخليتان في مدينة الخليل، حيث يعترف الشاباك بأن هذه الخلايا كانت تعمل من دون أن يتوفر له أية معلومات عنها، وان اعتقال هذه الخلايا يشكّل نجاحاً كبيراً لاستخبارات إسرائيل ضد حركة حماس. وفي تفاصيل هذا التقرير، الذي تعرضه الجزيرة، وفقاً للمصادر العبرية، قالت مصادر الشاباك الإسرائيلي : إن حركة حماس في قطاع غزة أرسلت (مهندسة لصنع العبوات الناسفة) إلى الضفة الغربية تدعى (سمر صبيح - 22 عاما) التي وصلت إلى مدينة طولكرم لتدريب نشطاء حماس على صنع وتفعيل عبوات ناسفة. وقال الشاباك الإسرائيلي إن عائلة المهندسة الفلسطينية من سكان مخيم جباليا بقطاع غزة وكانت تعيش في قرية ارتاح قضاء طولكرم بعد أن حصلت على حق تغيير مكان السكن, وقد داهم الجيش الإسرائيلي منزلها في 29 سبتمبر/ أيلول واعتقلها ليعلن يوم الاثنين (10 -10- 2005) أنها مهندسة حماس الأولى في صنع المتفجرات للذراع العسكري للحركة عز الدين القسام. وكانت مصادر فلسطينية قالت مؤخراً : إن الفتاة صبيح (هي عروس) انتقلت إلى بيت زوجها في طولكرم، والذي عقد قرانه عليها قبل ما يزيد عن ثلاثة شهور ..!! وبحسب جهاز الشباك الإسرائيلي فان (المهندسة سمر), هي أول مهندسة من حماس كانت تشرف على تصنيع المتفجرات وتجهيزها وتزويد منفذي العمليات بها. ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن الجهاز الاستخباري الإسرائيلي، قوله انه نجح في اعتقال أربعة من أهم خلايا الجهاز العسكري لحماس في الضفة الغربية.. الأولى: خلية مدينة رام الله، و قائدها هو (ياسر محمود صلاح) نجل أحد قادة الشرطة الفلسطينية (أبو صلاح) وقد داهم الجيش الإسرائيلي منزله واعتقله قبل نحو أسبوع ليعترف - حسب المصادر الإسرائيلية - انه مسؤول خلية حماس التي اختطفت بائع الحلوى الإسرائيلي (ساسون اورئيل) وقتلته, ثم نشرت شريطاً تلفزيونياً للمخطوف, وهو يتحدث باللغة العربية, من ورائه راية حماس الخضراء حيث وصفت وسائل الإعلام الشريط بأنه على (الطريقة العراقية). وفي تفاصيل اعترافات خلية رام الله حسب صحيفة معاريف : فان الشاب (رائد صلاح) الذي انهى دراسته في مصر عام 2003 عاد إلى رام الله وتجنّد لحماس على يد شخص اسمه إبراهيم الطري والذي أوكل إليه مهمة خطف جندي إسرائيلي. وبعد فترة قام (عبد الله عرار وعلي القاضي) باستدراج التاجر الإسرائيلي (ساسون ارئيل) إلى الرام لشراء ماكينة قهوة وهناك اختطفاه بواسطة مسدس إلى بلدة بيتونيا، وقام رائد صلاح بإبلاغ إبراهيم الطري بالأمر عن طريق الانترنت ولكن الخلية خافت أن تهاجمهم إسرائيل وتعتقلهم بينما المختطف على قيد الحياة فأخذوه إلى مزبلة بيتونيا وهناك قتله (سعيد شلالدة) بواسطة سكين، وحسب إسرائيل فان عدد أعضاء خلية رام الله يبلغ 24 معتقلاً حتى الآن. وتابعت المصادر الإسرائيلية أن الأوامر باختطاف التاجر الإسرائيلي (ساسون ارئيل) وصلت إلى خلية حماس في رام الله من قيادة حماس في غزة وان الخلية خططت لاختطاف ضابط إسرائيلي له علاقة بصفقات مخدرات. أما الخلية الثانية التي ادعى الشاباك الإسرائيلي اعتقالها هي من قرية الشيوخ شمال شرق مدينة الخليل ويترأسها (مصطفى حلايقة 37 عاما) وهو متزوج وأب لتسعة أطفال، وكانت الخلية نفذت عدة عمليات إطلاق نار ضد دوريات إسرائيلية وخططت لتفجير مروحية إسرائيلية أثناء تدريبها في الصحراء بواسطة عبوة ناسفة زنتها 20 كغم. وبالنسبة للخلية الثالثة والتي تتهمها إسرائيل بتنفيذ العملية التفجيرية في مدينة بئر السبع قبل نحو خمسة أسابيع هي من بلدة الظاهرية جنوب الخليل ويقودها (حسام قيسية) من الظاهرية، ويبلغ عدد أعضائها 35 معتقلا حتى الآن، ومن بين أعضائها (خالد الطل ومحمد البطاط) اللذان جندا (عبد الرحمن قيسية) لتنفيذ عملية بئر السبع في 28 آب والذي فجّر نفسه فعلا هناك. هذا ولم تثبت إسرائيل أي دليل يربط اعتقال هذه الخلايا الثلاث باعتقال قرابة 700 فلسطيني الشهر الماضي بينهم قادة سياسيون وأعضاء بلديات من نشطاء حماس وهو ما يعتبره الفلسطينيون عملية انتقام مجردة لا شأن لها بالإنذارات الآنية. وكان مسؤول في جهاز الشاباك قد صرح مؤخرا انه تم مؤخرا اعتقال 117 فلسطينيا للاشتباه بعضويتهم في ثلاث خلايا تابعة لحركة حماس في الضفة الفلسطينية ونسبت إليهم مسؤولية قتل خمسة إسرائيليين. ونسبت السلطات الاسرائيلية للمعتقلين نيتهم إطلاق صاروخ ارض جو على مروحية حربية إسرائيلية، واختطاف جثث جنود إسرائيليين بهدف مبادلتهم مع أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مسؤول في الشاباك قوله: إن هؤلاء الناشطين تم اعتقالهم في بلدة شيوخ القريبة من مدينة رام الله وفي بلدة الظاهرية القريبة من الخليل. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤولين في الشاباك ادعاءهم انه (فيما يعلن قادة حماس عن التزامهم بالتهدئة تواصل الخلايا في الضفة الغربية تنفيذ عمليات). وادعى المسؤولون في الشاباك أن (حماس امتنعت عن تبني مسؤولية العمليات التي نفذوها لانهم فضلوا عدم التورط مع إسرائيل). وتابع مسؤولو الشاباك أن (العلاقة بين قسم من الخلايا وقيادة حماس في قطاع غزة وقيادة الذراع العسكري للحركة في الخليل بارزة كما تظهر جهود حماس بنقل نشاطها من قطاع غزة إلى الضفة الغربية). الاحتلال يعتقل 681 فلسطينياً خلال الشهر الماضي وفي سياق متصل، كشف تقرير شهري صادر عن مركز الأسرى للإعلام أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي 681 فلسطينياً معظمهم من كوادر وأنصار ومؤيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وذكر مركز الأسرى أن محافظة الخليل من أكثر مدن الضفة الغربية اعتقالاً للمواطنين بينما توزعت بقية الاعتقالات على المدن الأخرى مثل بيت لحم وطولكرم وقلقيلية وسلفيت. وأكد التقرير ارتفاع عدد المعتقلين في الأيام الخمسة الأخيرة من شهر سبتمبر حيث اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 400 فلسطيني جميعهم من الضفة الغربية. وأوضح التقرير أن معظم من تم اعتقالهم من مختلف الفئات لم تقتصر على فئة الشباب فحسب بل طالت الشيوخ والأطفال وكذلك علماء الدين وأئمة ومؤذني المساجد والتجار وأصحاب المؤسسات الخيرية والاجتماعية، بالإضافة إلى عدد كبير من مرشحي الانتخابات البلدية المحلية، ومن أبرز المعتقلين القياديين في حركة حماس، الشيخ حسن يوسف، والدكتور محمد غزال.