قال دبلوماسيون إن خطة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تستهدف في جانب منها إقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية تلقى معارضة ليس فقط من طهران، بل أيضاً مجموعة من الدول منها اليابان والبرازيل. وأضافوا أنه حتى الولاياتالمتحدة التي تتهم إيران بمحاولة تصنيع قنبلة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني لديها تحفظات على اقتراح لوقف بناء منشآت جديدة للإنتاج النووي لمدة خمسة أعوام. وهناك تحفظات أيضاً من كندا وأستراليا وهي من الدول الكبرى المصدرة لليورانيوم. وكان محمد البرادعي المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة قد اقترح الخطة العام الماضي على أمل أن تؤدي إلى إعطاء العالم فسحة من الوقت لمعالجة ثغرات في نظام الحد من الانتشار النووي. وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن النظام يتيح لإيران الحفاظ على ماء الوجه مع الاستجابة لطلب الاتحاد الأوروبي للتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقال دبلوماسي يشارك في مناقشات الاتحاد الأوروبي مع إيران بشأن برنامجها للوقود النووي لرويترز (الفكرة هي أنه سيكون من الأسهل على إيران التخلي عن التخصيب في إطار حركة دولية). وتنفي إيران أنها تسعى لصنع قنبلة نووية وتقول إن برنامجها سلمي لتوليد الطاقة الكهربائية. وهي ترفض طلب الاتحاد الأوروبي ومشروع الإيقاف. ولن يكون من السهل على البرادعي ترويج خطته لوقف بناء منشآت جديدة لإعادة معالجة البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم قبل مؤتمر لتقييم معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية من المقرر عقده في مايو - أيار المقبل. وقال طارق رؤوف رئيس قسم سياسة الأمن والتحقق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في مؤتمر صحفي حول مستقبل إمدادات الوقود النووي إن هناك حالياً فائضاً عالمياً في الطاقة الإنتاجية للتخصيب وإن هناك حاجة لبدائل دولية جديدة لبرامج التخصيب الوطنية من أجل الحد من مخاطر انتشار الأسلحة. وأضاف قائلاً: (بالطبع ليس من مصلحة العالم أن تكون هناك 30 أو 40 دولة تمتلك كل منها القدرة الوطنية على تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة البلوتونيوم لأن هذا يؤدي بالفعل لإمكانية الوصول للخطوة التالية.. صنع أسلحة نووية). وقال دبلوماسيون إن اقتراح البرادعي حظي بتأييد جزئي فقط من واشنطن رغم أنها ترى أن مثل هذه الخطة يمكن أن تكون وسيلة لعزل إيران وزيادة الضغوط عليها للتخلي عن مشروعاتها لوقود اليورانيوم المخصب. وتعارض إيران ودول أخرى ستتضرر من الإيقاف الخطة بقوة خشية أن يصبح دائماً. كما ترفض طهران فكرة مثل هذا الإيقاف لأنها ترى أنه يعني إعطاء احتكار فعلي للأوروبيين والروس ومنتجين آخرين للوقود النووي من اليورانيوم المخصب. والتخصيب هو عملية تنقية اليورانيوم لاستخدامه كوقود في محطات الطاقة النووية أو لإنتاج قنابل في حالة تخصيبه لدرجة عالية. وقال دبلوماسيون من عدة دول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه رغم أن الاتحاد الأوروبي يدعم الإيقاف فإن لإيران بعض الحلفاء الأقوياء ومنهم اليابان والأرجنتين والبرازيل وباكستان. وقال دبلوماسي (بعض الدول تخشى أن الإيقاف المؤقت قد يصبح في نهاية الأمر إلزامياً خاصة الدول التي ستتضرر منه... وهي لا تريد تقليص خياراتها للمستقبل). ومن جانب آخر أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن العسكريين الأمريكيين لا يقومون بطلعات تجسس فوق إيران وأن أي وكالة حكومية أمريكية أخرى لا تفعل ذلك (حسب علمنا)، نافياً بذلك معلومات صدرت في الولاياتالمتحدةوإيران. وأكَّد لاري ديريتا المتحدث باسم وزير الدفاع دونالد رامسفلد للصحافيين (هذا لم يحصل). وزعم أنه لا يتحدث باسم الحكومة الأمريكية بأكملها، لكنه أكَّد أن وزارة الدفاع لا تقوم بطلعات استطلاع فوق إيران، وكذلك عناصر الاستخبارات، حسب علمه. وأضاف (هذا لم يحصل في وزارة الدفاع، وحسب علمنا، هذا لم يحصل أبداً). وقد أكّدت صحيفة (واشنطن بوست) مطلع شباط - فبراير أن طائرات تجسس أمريكية بلا طيار تحلِّق فوق إيران منذ نيسان - أبريل 2004 لجمع معلومات حول قدراتها النووية ونقاط الضعف في منظومتها الدفاعية المضادة للطائرات.