* رنية - محمد الماضي - سعد الخرجي: في بادرة طيبة تجسد مدى التلاحم بين أفراد هذا الشعب ضرب أفراد عائلة البضيعات من قبيلة الشميسات أروع أنواع الأمثلة التي تجسد مثل هذا التكافل الاجتماعي عندما قاموا بالعفو والتنازل عن حقهم من المدعو المواطن فراج بن دسم بن مشلهب السبيعي الذي اقدم على قتل المواطن سعد بن محمد بن سحمي السبيعي على إثر خلاف ومنازعة بينهما أدت إلى وفاة سعد بن محمد بن سحمي السبيعي وقد ساهم في عمليات العفو والإصلاح بين أفراد الجاني وورثة المجني عليه عدد من الأعيان من محافظات رنية والخرمة وبيشة وإضافة الى عدد من رؤساء الإدارات الحكومية وكبار المسؤولين على مستوى المنطقة وقد أسهم في إنهاء هذه القضية الشيخ محمد بن مناحي بن سعيدان القحطاني والشيخ حناش بن جار الله القحطاني وهما مكلفان من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض كما حضر محافظ رنية الأستاذ منصور بن مانع العنزي ممثلاً لصاحب السمو الملكي الأميرعبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة. (الجزيرة) وجدت وتابعت أحداث هذه القضية التي دارت أحداثها بمحافظة رنية منذ بدايتها وحتى انتهاء مراحل الصلح الذي تم بدايتها وحتى انتهاء مراحل الصلح والذي تم بين أفراد القبيلتين وسجلت بالكلمة والصورة جملة الأحداث وأجرت العديد من اللقاءات الميدانية مع أصحاب الشأن والمساهمين في عملية تقريب وجهات النظر وخرجت بهذه الحصيلة . في البداية كانت انطلاقتنا من مقرنا إلى محافظة رنية حيث كان في استقبالنا سعادة محافظ رنية الأستاذ منصور بن مانع العنزي الذي قال في تصريح ل(الجزيرة) لقد عُرف عن أبناء هذا الشعب كرم أخلاقه ويسود بين أفراده روح المحبة والألفة والتعاطف تمشياً مع تعليمات ديننا الإسلامي الحنيف مشيراً إلى أن هذه القضية خير دليل على ذلك. وأبان أن أهل الخير كان لهم بالغ الأثر والمساهمة الفعّالة في عمليات التنازل والصلح وسأل الله تعالى جلت قدرته ان يجعل ذلك في موازين حسناتهم وأعمالهم وبعد أن تجمع المشايخ وأعيان المنطقة والمسؤولون بمقر الشيخ دسمان بن مناحي بن مشلهب وأخيه دسم بن مناحي كانت الانطلاقة من ذلك المكان الذي يلهج أهله بالدعاء ومن حضر لأهل الشأن وتوجهوا الى قرية العمائر التي يسكنها أهل وورثة المجني عليه المرحوم سعد بن محمد سحمي السبيعي حيث كان في استقبالنا والده الشيخ محمد بن سحمي السبيعي وشيخ قبيلته مقعد بن سعد السبيعي وإخوانه وأبناء عمه وبعدها بدأت مراسم التنازل. في البداية تحدث والد المقتول الشيخ محمد بن سحمي السبيعي الذي رحب بالجميع وقال: إن من واجب الإنسان المؤمن ان يرضى بقضاء الله وقدره وان يحتسب أجره عند الله جل وعلا وأن كل هذه الدنيا فانية ولا يبقى إلا وجهه الكريم ومن أجل حضوركم وتقديراً لهذه الوجوه الطيبة وتقديراً لأصحاب السمو الأمراء سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو الأمير بندر وسمو الأمير عبدالمجيد وممثليهم أشهدكم بأنني قد عفوت عن قاتل ابني لوجه الله تعالى وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يثيب كل من ساهم في هذا الإصلاح. كما تحدث أيضا والد القاتل دسم بن مناحي السبيعي قائلاً: لقد أثلج صدري هذا العفو عن ابني وهو الوحيد الذي أرجيه لي وبعد هذا العفو والإصلاح فرحت فرحاً شديداً كأنه بالنسبة لي مولود جديد، هذا وقد انهمرت عيناه من البكاء ولم يستطع مواصلة الكلام إلا أنه أثنى على والد المقتول وسأل الله أن يجعل ما قدمه في موازين حسناته. كما أثنى عم القاتل الشيخ دسمان بن مناحي آل مشلهب من آل محمد على والد المقتول وأسرته والبضيعات كافة وقبيلة الشميسات على ضربهم أروع الأمثلة في العفو والتسامح واعتبر ان ما قاموا به يعد من شيمهم وطباعهم الأصيلة واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في العفو والتسامح وسأل الله جل وعلا ان ما قاموا به أن يجعله في سجل حسناتهم. كما تحدث فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالعزيز الفارس رئيس لجنة إصلاح ذات البين بمحافظة رنية الذي أثنى على أسرة الشيخ محمد بن سحمي وأبنائه وأفراد قبيلته على ما قاموا به من عفو وتسامح عن قاتل ابنهم وسيسجل هذا العفو في سجل وصفائح قبيلة الشميسات التي ضربت أروع الأمثلة في التكافل الاجتماعي بين القبائل. هذا وقد ساد هذا الوضع الاجتماعي نوعاً من الفرح ،هذا وقد حضر عدد من مشايخ سبيع مراسم هذا العفو والتسامح والإصلاح.