تدشين فعالية "الفن صديق البيئة"بالخبراء    لماذا شرعت روسيا في إجراء تدريبات نووية؟    الرئاسة الفلسطينية تحذر: إسرائيل تخطط ل«أكبر جريمة إبادة جماعية» في رفح    أغسطس «2020».. آخر فوز للراقي    بسبب الهلال..عقوبات من لجنة الانضباط ضد الاتحاد وحمدالله    مخبأة في حاوية بطاطس.. إحباط تهريب أكثر من 27 كيلوغراماً من الكوكايين بميناء جدة الإسلامي    "آلات" تطلق وحدتَي أعمال للتحول الكهربائي والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي    تعليم الطائف ينظم اللقاء السنوي الأول لملاك ومالكات المدارس الأهلية والعالمية    تقديم الإختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث بمنطقة مكة المكرمة.    هيئة الأمر بالمعروف بنجران تفعّل حملة "الدين يسر" التوعوية    وحدة الأمن الفكري بالرئاسة العامة لهيئة "الأمر بالمعروف" تنفذ لقاءً علمياً    انطلاق "مهرجان الرياض للموهوبين 2024".. غداً    في نقد التدين والمتدين: التدين الحقيقي    مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُنظم مؤتمرًا دوليًا في كوريا    550 نباتاً تخلق بيئة نموذجية ب"محمية الملك"    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    "المرويّة العربية".. مؤتمر يُعيد حضارة العرب للواجهة    أمطار ورياح مثيرة للأتربة على عدد من المناطق    «كلاسيكو» تأكيد الانتصار أم رد الاعتبار ؟    اللذيذ: سددنا ديون الأندية ودعمناها بالنجوم    80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر    مساعدات إيوائية لمتضرري سيول حضرموت    برعاية ولي العهد.. 600 خبير في ملتقى الرياض لمكافحة الفساد    السعودية.. الجُرأة السياسية    5 مشروبات تكبح الرغبة في تناول السكَّر    انطلاق بطولة كأس النخبة لكرة الطائرة غدا    محافظ الطائف يناقش إطلاق الملتقى العالمي الاول للورد والنباتات العطرية    سمو ولي العهد يهنئ ملك مملكة هولندا بذكرى يوم التحرير في بلاده    المجرشي يودع حياة العزوبية    «عكاظ» ترصد.. 205 ملايين ريال أرباح البنوك يومياً في 2024    تدخل عاجل ينقذ حياة سيدة تعرضت لحادث مروري    وصول التوءم السيامي الفلبيني إلى الرياض    بدر بن عبد المحسن المبدع الساعي للخلود الأدبي    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على بدر بن عبدالمحسن    فيصل بن نواف: جهود الجهات الأمنيّة محل تقدير الجميع    هدف لميسي وثلاثية لسواريس مع ميامي    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    القادسية لحسم الصعود أمام أحد.. الجبلين يواجه العين    وزير الموارد البشرية يفتتح المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية    السعودية وأميركا.. صفحة علاقات مختلفة ولكنها جديدة    فيصل بن مشعل: يشيد بالمنجزات الطبية في القصيم    «أكواليا» تستعرض جهودها في إدارة موارد المياه    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    الدور الحضاري    رحيل «البدر» الفاجع.. «ما بقى لي قلب»    المعمر، وحمدان، وأبو السمح، والخياط !    عزل المجلس المؤقت    "سلمان للإغاثة" يُدشِّن البرنامج الطبي التطوعي لجراحة القلب المفتوح والقسطرة بالجمهورية اليمنية    البحث عن حمار هارب يشغل مواقع التواصل    تأملاّيه سياسية في الحالة العربية    أمراء ومسؤولون وقيادات عسكرية يعزون آل العنقاوي في الفريق طلال    فلكية جدة : شمس منتصف الليل ظاهرة طبيعية    باسم يحتفل بعقد قرانه    تقدير دعم المملكة ل "التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب"    مهرجان الحريد    إستشارية: الساعة البيولوجية تتعطَّل بعد الولادة    آل معمر يشكرون خادم الحرمين الشريفين وولي العهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رأي في قصيدة «لك الوعد يا ليلى» للشاعر الأستاذ عبدالرحمن العشماوي
نشر في الجزيرة يوم 09 - 01 - 2004

ولما قرأت عنوان قصيدة الدكتور العشماوي قلت: ما معنى ليلى، وخطر لي أن كثيراً من الأسماء لا يعرف الكثير لها معنى، واذا سألت أحداً ما معنى اسمك؟ قال: الأسماء لا تعلل - ولا أدري من قال هذه القاعدة.. المهم أني بالمناسبة جمعت معاني كثير من الأسماء النسائية كيفما اتفق وهذا ثبت بها إن كان بها فائدة - وعسى-
ليلى: الخمر: نشوتها وبدء سكرها، وأم ليلى: الخمر
هذا ما وجدته وعلى مسؤولية معاجمنا .. والخمر أم الكبائر
وليلة ليلى: طويلة شديدة صعبة، أو هي أشد ليالي الشهر ظلمة
لبنى: حنبة لها صمغ يسمى الميعة من الفصيلة الاسطراكية، - هكذا - توجد كثيراً في بلاد الشام
والحنبة: كل شجر يخضر في الصيف، وما كان بين الشجر والبقل من النبات
والحنبة من الحمام: التي لا تبيض
عزة: بنت الظبية
مها: جمع مهاة وهي البقرة الوحشية والشمس والبلورة
نُهى: جمع نهية وهي العقل
رندة: والرند عود طيب الرائحة
رُقَيَّة: تصغير رُقْية وهي العوذة التي يرقى بها المريض ونحوه. (وفي الحديث: لا رقية إلا من عين أو حمة)
روان: الرواني حلوى تتخذ من البيض والدقيق والسكر
زينب: الجبان، وشجر حسن المنظر طيب الرائحة سميت به المرأة
رنيم: من الترنم وهو الطرب والغناء
رغد: رغد العيش: كثير واسع طيب بدون مشقة
رانية: رنا : طرب ولهاً مع شغل قلب وبصر وغلبة هوى، غنّى
أروى: أنثى الوعل
رزان: الوقور ذات الثبات والوقار والعفاف
قال حسان عن عائشة رضي الله عنهما:
حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةِ
وتُصْبِحُ غَرثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
آلاء: النعم مفردها الألي والألى
آية: العلامة والأمارة والعبرة والشخص والجماعة والآية من القرآن
إسراء: السير ليلاً وسورة الاسراء المعروفة
هديل: صوت الحمام، وذكر الحمام الوحشي والرجل الكثير الشعر والثقيل من الرجال
أبرار: ج بَرّ مقابل الفاجر
سلافة: وهي الخمر الخالص، أو الخالص من كل شيء
مرام: مصدر ميمي من رام
الكلثوم: الممتلئ لحم الخدين والوجه، الحرير على رأس العلم
رلى: (رولا) وفعل رول بمعنى دلك الطعام بالسمن وقبيلة الرولة معروفة
كندة: قطعة من الجبل وقبيلة معروفة
هند: اسم لجماعة من الابل عددها من مائة إلى نحو مائتين
هنيدة: تصغير هند واسم للمائة من الإبل وهي معرفة لا تنصرف ولا يدخلها الألف واللام ولا تجمع ولا واحد لها من جنسها والهنيدة مائة سنة قال سلمة بن الخرشب
وَنَصْرُ بْنُ دُهمَانَ الْهُنَيْدَةَ عَاشَهَا
وَتِسْعِينَ عَاماً ثُمَّ قُوِّمَ فانصاتا.. (انصات: اجاب)
فاطمة: الرضيع الذي قطعت عنه الرضاعة
غادة: الناعمة اللينة من الفتيات ومن الأشجار الغضة الريّا
غدير: القطعة من الماء يغادرها السيل، وعند الجغرافيين النهر الصغير
إيمان (معروف)، إيلاف من الألفة، إيناس من الأنس،
ابتهال: دعاء
لمى: سمرة ولمياء: مسمرة الشفتين
وقد خطَّأوا الشاعر ذا الرمّة في قوله:
حَوَّاءُ في شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ
وَفي اللَّثَاةِ وَفي أنْيَابهَا شَنَبُ
لميس: المرأة اللينة الملمس
ويكفي هذا ومن شاء الاستزادة فليرجع إلى المعاجم ولا يقلْ الأسماء لا تعلل.
***
والقصيدة من البحر الطويل: «فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن» في كل شطر (في الصدر والعجز) وهو طويل على اسمه وقد يضطر الشاعر إلى كثير من الحشو لملء تفعيلات البيت. قال شاعر:
أَتَانِي عَلِيُّ البَانِيَاسيُّ مُنْشِدَاً
فَيِالَكَ مِنْ شِعْرٍ ثَقِيلٍ مُطَوَّلِ
«مِكَرٍّ مِفرٍّ مُقبلٍ مُدْبرٍ مَعَاً
كجلمُودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ من عَلِ»
وبانياس في لبنان من منابع نهر الأردن. من عَلِ: قالوا من علوٍّ غير معروف أما إن كان العلو معروفاً فيقال «عَلُ» قال الشاعر:
وَلَقدْ سَدَدْتُ عَلَيْكَ كُلَّ ثَنِيَّةٍ
وأَتيْتُ فَوقَ بَني كُليْبٍ من عَلُ
1 وَعَدْتُكِ يَالَيْلَى وَلَنْ أُخْلِفَ الوَعْدَا
لأِنَّكِ أَوْلَى مَنْ أَصُوَن لَها عَهْدَا
والوعد بالخير: قال تعالى{وعّدّ اللَّهٍ الذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً وعّمٌلٍوا الصَّالٌحّاتٌ لّيّسًتّخًلٌفّنَّهٍمً فٌي الأّرًضٌ كّمّا اسًتّخًلّفّ الذٌينّ مٌن قّبًلٌهٌمً ولّيٍمّكٌَنّنَّ لّهٍمً دٌينّهٍمٍ الذٌي ارًتّضّى" لّهٍمً ولّيٍبّدٌَلّنَّهٍم مٌَنً بّعًدٌ خّوًفٌهٌمً أّمًنْا يّعًبٍدٍونّنٌي لا يٍشًرٌكٍونّ بٌي شّيًئْا ومّن كّفّرّ بّعًدّ ذّلٌكّ فّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ الفّاسٌقٍونّ، وأّقٌيمٍوا الصَّلاةّ وآتٍوا الزَّكّاةّ وأّطٌيعٍوا الرَّسٍولّ لّعّلَّكٍمً تٍرًحّمٍونّ}
والوعيد بالشر. قال عمرو بن كلثوم في معلقته مخاطباً عمرو بن هند:
تُهَدِّدُنَا وَتُوعُدِنا.. رُوَيْدَاً
مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِينا؟!
ولا فخر في حفظ الوعد فهو خلق المؤمن وخلف الوعد من علامات النفاق، قال صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.. وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم.. وفي رواية: وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».
إلا أن الكذب يجوز في ثلاث: في الحرب وعلى النساء لقلة عقولهن وليسكتن وفي إصلاح ذات البين.
2 وَأنَّكِ أصْبَى مَنْ عَرفْتُ صَبَابَةً
وَأَنَّكِ أَحْلَى مَنْ وَجدْتُ بِهَا وَجْدَا
والصبابة اللهو والحنين، والوجدان العاطفة كالحب والبغض واللذة والألم وهو يقابل العقل والتفكير.
وسؤال بريء جدا: كم عرفت وبكم وجدت من الحلوات؟ عسى ألا يسمعك أهلك.
3 قَطَعْتُ بِكِ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ مُضَرَّجاً
بظَلْمائِهِ لَمْ تَدَّخِرْ هِمَّتي جُهْدَاً
وأظن كل هذا في التفكير. وأنت ضرجت الليل بالدم الأسود صورة منفِّرة
ولو قلت (سدل الليل ستوره)، وأرخى ظلامه بدل التضريج والدماء.
4 فَلَمَّا رَأيتُ الْفَجْرَ غَذَّيْتُ نَورَهُ
بِأَنْوار إِحْسَاسِي وأَوْقَدْتُهُ وَقْدَا
وعهدي بالعشاق والمحبين لا ينتظرون الفجر ولا يغذونه، قال شاعر:
يَالَيْلُ طُلْ، يَانَوْمُ زُلْ
يَاصُبْحُ قِفْ، لاَ تَطْلُعِ
وقال آخر:
يَالَيْلُ طُلْ أَوْ لاَتَطُلْ
لاَ بُدَّ لي أَنْ أَسْهَرَكْ
وغنّى عبدالوهاب: «أمانة يا ليل تقول للفجر يسْتنّى»
وفي الحديث الشريف «من حلف بالأمانة فليس منّا» تعليقا على الموّال.
وفي شعر آخر:
«حتى إذَا طَلَع الصَّباحُ تَفَرَّقَا»
وفي علم المعاني من البلاغة: نداءُ أو أمرُ أو نهيُ أو استفهامُ غير العاقل للتمني.
وإحساسك متوقد وأظن هدوء الإحساس أحسن. ويقال مشبوب العاطفة.
5 وَحَرَّكْتُ أَشجانَ السَّحَابِ فَزِدْتُهُ
عَلَى بَرْقِهِ بَرْقَاً وأَنْطَقْتُه رَعْدَا
أولاً الشعراء يقولون ما لا يفعلون.. ثم إن أشجان السحاب تمطر الدموع.
قال البحتريُّ:
فحَاجِبُ الشمْسُ أَحْيَاناً يُضاحِكُهَا
وَرَيِّقُ الْغَيْثِ أَحْياناً يُبَاكِيها
ملاحظة فيزيائية بالصوت والضوء: نرى البرق قبل الرعد لأن سرعة الضوء 300 ألف كم /ث بينما سرعة الصوت 331 م/ث وإلا فهما يحدثان معاً، ويمكن حساب المسافة التي يبعد عنا فيها مدفع رمضان بحساب الفرق بين رؤية اللهب وسماع الدويّ.
6 وَأشْجَيتُ يَنْبُوعَ الْغَرامِ بِلَهْفَتِي
فَبَرَّدتُهُ مَاءً وَصَفَّيْتُهُ وِرْدَا
بعد أن أوقدته وقدا برّدته بردا أحسن
ينبوع الغرام: تشبيه بليغ.
والسؤال لمن برّدته، ولمن صفيته؟ (بالفلتر؟)
وقال عمرُو بن كلثوم أيضاً:
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنا المَاءَ صَفْوَاً
وَيَشْربُ غَيْرُنَا كَدراً وطِينَا
ولله درُّ مَنْ قال:
أَلْهَى بَنِي تَغْلبٍ عَنْ كُلِّ مكرُمَةٍ
قَصِيدَةٌ قَالَهَا عَمْرُو بْنُ كُلْثُومِ
7 - لَكِ الشِّعرُ وَضَّاحَ الجبينِ مُغرِّدَاً
إذَا ما كَتَمْتُ الشِّعْرَ، في خَاطِري أَبْدَى
وضاح الجبين: البياض في الوجه وعسى ألا يكون من برص. قال تعالى لموسى صلى الله عليه وسلم: {واضًمٍمً يّدّكّ إلّى" جّنّاحٌكّ تّخًرٍجً بّيًضّاءّ مٌنً غّيًرٌ سٍوءُ آيّةْ أٍخًرّى"}
في خاطري حشو كما قلنا من كثرة تفعيلات الطويل. وإلا فأين يكتم؟ ثم:
لاَ تُخْفِ مَا فَعَلتْ بِكَ الأْشْوَاقُ
وَافْضَحْ هَوَاكَ فُكلُّنَا عُشَّاقُ
وإذا كانت المخاطبة تقبل هدية الشعر آخر زمن.
8 - نََثَرْتُ لَهُ مِنْ أَحْرُفي اللَّؤلُؤَ الَّذِي
نَظَمْتُ به مِنْ كُلِّ قافِيَةٍ عقْدَا
والشعر دُرٌّ.. قديم. قال أبو الطيب:
هَذاَ عَتَابُكَ إلاّ أَنَّهُ مِقَةٌ
قَدْ ضُمِّنَ «الدُّرَّ» إلاّ أَنَّهُ كِلَمُ
والشعر عقد كذلك:
لَيْتَ الكَواكِبَ تَدْنُو لي فَأَنْظِمَهَا
و«عُقُودَ» دُرٍّ فَما أَرْضَى لكُمْ كَلِمِي
(بالعكس فالشعرُ قد يوسِّخ ويدنِّس). قال حَسَّان رضي الله عنه:
لَئِنْ حَلَلْتَ بَجَوٍّ مِنْ بَنِي أَسَدٍ
في أَرْضِ فَيْءٍ وَحَالَتْ بَيْنَنَا فَدَكُ
لَيأتِيَنَّك مِنِّي مَنْطقٌ قَذِعٌ
دَامٍ كَمَا دَنَّسَ الْقِبْطِيَّةَ الْوَدَكُ
والقبطية ثياب بيضاء نسبة إلى قبط مصر والودك دهن السنام.
وأخيرا: نثر الدر معروف في الإنجليزية Don,t Cast pearls before swine ويهمني الدر pearls وينثرCast وليس المقصود بقية المثل الإنجليزي.
9 - وَرَبَك مَا أَرْخَيْتُ جَفْنَ قَصِيدةٍ
عَلَى رِيبَةٍ مِني ولا سُمْتُها صَدَّا
أولاً: قال تعالى : {ولا تّجًعّلٍوا اللَّهّ عٍرًضّةْ لأّيًمّانٌكٍمً أّن تّبّرٍَوا وتّتَّقٍوا وتٍصًلٌحٍوا بّيًنّ النَّاسٌ واللَّهٍ سّمٌيعِ عّلٌيمِ}.
ثانياً: وقال تعالى: {لا يٍؤّاخٌذٍكٍمٍ اللَّهٍ بٌاللَّغًوٌ فٌي أّيًمّانٌكٍمً ولّكٌن يٍؤّاخٌذٍكٍم بٌمّا كّسّبّتً قٍلٍوبٍكٍمً واللَّهٍ غّفٍورِ حّلٌيمِ}
وعليه فقد تلزمك الكفارة حيث لا جفن للقصيدة وإن قلت هذه استعارة
ثالثاً: أرخيت جفن القصيدة يعني نامت وأنت تريد «صَحَتْ».
رابعاَ: يقال سامه خسفاً لا صدَّاً
خامساً: وأخيراً : «لو مَكُنْتِشْ تحلف».
10 أُسَطِّرُهَآ لَمَّا يُزلْزِلُ مُهْجَتي
شُعُورٌ بِهَا لا أَسْتَطيعُ لَها رَدَّا
وهكذا الشعر.. لكن لا داعي للزلازل والصواعق.. وفي الدعاء:
«اللهم أبعد عنّا الغلا والوبا والرّبا والزنى والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظَهَر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين».
قولوا ياقراء آمين.
والبيت السابق وهذا البيت والبيت التالي يذكرنا بالعناية بالشعر.
11 أُسَطِّرُهَا بَيْضَاءَ كَالْفَجْرِ صَافِياً
فمَا فَقَدَتْ وَعْيَاً وَلاَ أَخْلَفَتْ وَعْدَا
بيضاء كالفجر كالشمس أقرب ففي الفجر بقية من ظلمة
ثم لا ادري لماذا تفقد الوعي - unconcience
وأخيراًَ خلف الوعد عَوَّدْنا
وآخراً في هذا البيت لا داعي لأن تمدح شعرك اترك ذلك لغيرك.
12 - قصَائد شعْري لَمْ تُقَارفْ خَطِيئَةً
بِقَصْدٍ وَلَمْ تَعْرفْ إلَى وَهْمِهَا قَصْداً
أولاً: هذا شعر منثور أو نثر مشعور
ثانياً: كأنك متهم تدافع عن نفسك كاد المريب يقول: خذوني
ثالثاًَ: قال تعالى: {لا يٍكّلٌَفٍ اللَّهٍ نّفًسْا إلاَّ وسًعّهّا لّهّا مّا كّسّبّتً وعّلّيًهّا مّا اكًتّسّبّتً رّبَّنّا لا تٍؤّاخٌذًنّا إن نَّسٌينّا أّوً أّخًطّأًنّا رّبَّنّا ولا تّحًمٌلً عّلّيًنّا إصًرْا كّمّا حّمّلًتّهٍ عّلّى الذٌينّ مٌن قّبًلٌنّا رّبَّنّا ولا تٍحّمٌَلًنّا مّا لا طّاقّةّ لّنّا بٌهٌ واعًفٍ عّنَّا واغًفٌرً لّنّا وارًحّمًنّا أّنتّ مّوًلانّا فّانصٍرًنّا عّلّى القّوًمٌ الكّافٌرٌينّ}
رابعاً: عليك أن تستغفر من الذنب الذي لا تعلم.
13 عَلَى الصِّدقِ أَبْنِيهَا. فإن كُنْتُ مُخْطئَاً
نَسَجْتُ لَهَا مِنْ صِدْقِ توْبَتِهَا بُرْدَا
والبُرد ساتر، وعكس الصدق الكذب لا الخطأ، والتائب من الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ، ولا تنقَطِعُ التوبة حَتى تَطْلع الشَّمسُ مِنْ مَغْرِبِها
والتوبة لها شروط: الاقلاع عن الذنب فوراً، والندم على ما فات، والعزم على ألا يعود، ورد الحقوق إلى أهلها والاستغفار الكثير. وهذا شعر أشبه بالنثر.
14 مُبَعِّدةَ الأَحْلاُم عَنِّي أَلَمْ تَرَيْ
خُيُولَ الْقَوَافي حِيْنَ أَرْكَضْتُها جُرْدَا
يمكنك الاستعاضة عن أحلام المنام بأحلام اليقظة - ونكون خالصين لا لنا ولا علينا . ألم تَرَيْ : أخبريني. والجوابْ نعم في حالة النفي وبَلى في حالة الاثبات.
وإذا كانت الخيول الجرد قصيرة شعر الجسم والذيل محمودة، ففي الشعر لا تصلح وإلا لأصبحت القصيدة بدل «فرعاء» طويلة الشعر قرعاء (سَدَحْ مَدَحْ).
وأرى أن تدخل قوافيك نادي الفروسية لنرى في أي مركز تكون. مُبَعَّدة ضرورة الشعر وإلا فهي مُبْعدة. ثم يا أخي إذا اخلدت للنوم فاترك الهواجس.
15 أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الْقُلُوبَ إذَا الْتَقَتْ
تَدَانى بَها أَقْصَى مسَافَاتِنَا بُعْدَا
بيت معقد فإذا فتشته لم تجد شيئاً.
16 - لَكِ الْوَعْدُ يَا لَيْلَى وَمِنْك نَظيرُهُ
كِلاَنا بِوَعْدٍ وَالْوَفَاءُ بِهِ أَجْدَى
أولاً: يلاحظ الحشو.
ثانياً: الوفاء منكَ لا بأس أما منها فلا:
أ لَيْتَ هِنْدَاً أنْجزَتْنَا مَا تَعِدْ
وَشَفَتْ أَنْفُسَنا مِمِّا تَجِدْ
وَاسْتَبَدَّت مَرَّةً وَاحِدَةً
إنَّمَا الْعَاجزُ مَنْ لا يسْتَبدّ
ب وقال كُثَيِّرُ عَزَّة:
قُضَى كُلُّ ذِي دَيْن فَوَفَّى غَريمَهُ
وعَزَّةَ مَمْطُولٌ مُعنَّىً غَرِيمُهَا
ج وقال كعب بن زهير رَضي الله عنه:
كَاَنتْ مَواعِيدُ عُرْقُوبِ لهَا مَثَلاً
وَمَا مَوَاعيدُهَا إلاَّ الأَبَاطِيلُ
والحديث يطول في هذا...
17 فَجُوَدي وَزِيِدي في الْوَفاء وَبَالِغي
وَلاَ تَتْرُكِي في دَرْبنَا حَجراً صَلْدَا
وقلنا ما فيه فوق الكفاية عن وفاء بنات حواء وأزيد:
فَقْلْتُ: الْوَعْدُ سَيِّدتِي فَقَالَتْ:
كَلاَمُ اللَّيْلِ يَمْحُوهُ النَّهَارُ
أما: لا تتركي حجراً صلدا فلو كان عليه تراب فهل تبقيه؟
18 لَئنْ مَدَحَ الإِنْسَانُ في الْعَيْشِ زُهْدَهُ
فَلَنْ يَمْدَحَ العُشَاقُ في عِشْقِهْم زُهْدا
وخلاصة البيت مدح الزهد في الدنيا، وطلب الزيادة في العشق.
وزيادة العشق توصل إلى الجنون.
قَالُوا: جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوَى فَقُلْتُ لَهُمْ:
مَا لَذَّةُ العيش إلاَّ لِلْمجَانِينِ
أما الزهد في الدنيا فلابد أن يكون عن ظهر غنى، فلا يكون الإنسان عاجزاً عن الكسب والغنى ويدعي الزهد وإنما من تقبل عليه الدنيا فيعرض عنها مثل زهد نبيِّنا محمد صلَّى الله عليه وسلم.
19 وَشَتَّانَ بَيْنَ الْعَاشقِ الْحُرِّ لاَيَرَى
لأَشْوَاقِهِ إلاَّ بَرَاءَتَهَا رِفْدا
20 وَبَيْنَ الذي يَبِْغي مِنَ العِشْق لَذَّةً
إذَا ما انْتَهَى مِنْها تَنَكَّر وَاسْتعْدى
والكلام هنا فيه سُقم فما هو رفد البراءة؟ والبيتان تفضيل الحب البريء (العشق) البريء على اللذة.. ولا أدري لو جمعنا قيساً وليلى فهل يجلسان يقرآن «المدينة الفاضلة» لأفلاطون؟
ملاحظة: شتان اسم فعل ماض بمعنى بَعُدَ يحتاج إلى فاعل والأسلم أن يقول: شتان ما بين.
21 - لكِ الشِّعْر يَا لَيْلىَ تَمُدُّ ظِلاَلُهُ
وَيَمْنَحُك الرَّيْحَانَ والشِّيحَ وَالْوَرْدا
يا سيدي قلنا لك ماذا تفعل بالشعر؟ اشتر لها عقداً أو سواراً أو ثوباً.
ثم الشيح برّي دخيل بين الريحان والورد. ولماذا الشيح هل تشكو المعشوقة من المغص في بطنها ؟- ألفين سلامة.
22 - فسيرى عَلَى دَرْبِ الْقَصَائِد إنَّهُ
غَدَا بَعْدَ أَنْ طَوَّعْتُ أْحَجَارَهُ مَهْدَا
وهذا الدرب الذي تأمرها أن تسير فيه يؤدي بها إلى لا شيء. هذه واحدة والأخرى طَوَّعْتُ أحجاره تعبير غريب، فلو عبدت أو مهدت..
23 سَتَلْقَينْ قَصْراً يَحْتَبِي فِي فِنَائِهِ
مُحِبٌّ لَهُ عَيْنَانِ أُرْهِقََتَا سُهْدَا
وهنا الشاعر يعيدنا إلى العصر الجاهلي والحبوة والاحتباء (فلا كراسي ولا كنب). والعرب كانوا في خيام حتى ما كان عندهم (مراكي) لذلك كانوا يعقدون الحبوة (وهي قطعة قماش يلفها الواحد حول ظهره وركبتيه ليستريح في جلسته). وأنا رأيت الحبوة عمليا حيث رأيت أحد الإخوة اليمنيين في المسجد الجامع أيام البناء الطيني رعى الله أيامه عقد الحبوة وكانت (الشماغ).
24 سَتَلْقَيْنَ ذِهْناً مُشْرِقاً بذَكَائِهِ
إذا مَا رَأَى سَهْوَاً أعَدَّ لَهُ عَمْدَا
كلام.. سهواً وعمداً طباق. والسهو في الصلاة له سجدتان.
ويذكرني هذا الكلام بطرفة عن برنارد شو إذ قالت له إحداهن: أريد أن أتزوج منك (لنخلِّف) ولداً (أو بنتا) بجمالي وذكائك.
فقال لها: وماذا لو حصل العكس؟
25 هَنَالِكَ قُولِي قَوْلَةَ الْحقِّ إِنَّها
سَتَجْعَلُ حَرَّ المُصْطَلِي بالأَسى بَرْدَا
حشوٌ كثير ومعانٍ قليلة. حر وبرد طباق.
26 أَفِيضِي مِنَ الحُبِّ الكَبيِرِ عَلَى الذي
رأَى السَّيْفَ مَجْنُونَاً فَأَسْكَنَهُ الغْمِدَا
وما عهدنا العشاق أصحاب سيوف. قال جميل بن عبدالله بن معمر:
يَقُولُونَ: جاهِدْ يَا جَمِيلُ بِغَزْوَةٍ
وأيَّ جِهَادٍ غَيْرَهُنَّ أرِيدُ
لَكُلِّ حَدِيثٍ بَيْنَهُنَّ بَشَاشَةٌ
وكُلُّ قَتِيلٍ بَيْنَهُنَّ شَهِيدُ
وما أظن قتيل الحب شهيداً بل (فطيس).
ثم إن للسيف موضعه:
وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِع السَّيفِ بالْعُلاَ
مَضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضع النّدى
27 - وَأقَسَمَ أَنْ يَبْقَى عَلَى الْحَقِّ مَنْهَجاً
وَأَلاّ يُحَابي في مَبَادِئِه عَبْدَا
لا أعرف ما دخل المبادئ والحق في العشق والغرام. ونهج الحق مطلوب ولكن.. تخاصم حيَّان من قريش فقام أبو سفيان فقال: أيها الناس هل لكم في الحق أو ما هو أفضل من الحق؟ قالوا: وهل هناك ما هو أفضل من الحق؟ قال: نعم.. العفو.. فتبادر القوم فاصطلحوا.
ألا يحابي عبدا.. الأحسن ألاّ يحابي أحداً (ليشمل العبد والمولى)
28) وَأَلاَّ يَنالَ الحِقْدُ مِنْهُ مَنَالَهُ
«فَإنَّ رئيس الْقَوْمِ لاَ يَحْمِلُ الْحِقْدَا»
هذا طيب الا ينال منك الحقد مناله.. ثم لقد ارتقيتُ مرتقى صعبا وعرا حيث نَصَّبت نفسك رئيساً. وكنتُ لحظت من أول بيت روح المقنع الكندي في القصيدة حتى جاء هذا البيت ليعلن ذلك صراحة حيث اقتبست نصف بيت المقنع مع بعض التغيير. قال المقنع:
«وَلاَ أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيمَ عَلَيْهِمُو
وَلَيْسَ رئيسَ الْقَوْم مَنْ يَحِمْلُ الْحِقْدا»
29 نَسِينَا إسَاءَاتِ الْمُسيئينَ، إنَّنَا
حَمَلْنَا قُلُوبَاً تَحْملُ الْعَطْفَ والْوُدَّا
وأفضل من نسيان الإساءة مقابلتها بالإحسان. قال تعالى: {ادًفّعً بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ السَّيٌَئّةّ نّحًنٍ أّعًلّمٍ بٌمّا يّصٌفٍونّ} وقال تعالى: {ولا تّسًتّوٌي الحّسّنّةٍ ولا السَّيٌَئّةٍ ادًفّعً بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ فّإذّا الذٌي بّيًنّكّ وبّيًنّهٍ عّدّاوّةِ كّأّنَّهٍ ولٌيَِ حّمٌيمِ} وفي الحديث الشريف: «تصل من قطعك وتحسن إلى من أساء عليك».
30 قُلُوَباً تُحبُّ الْخَيْرَ للِنَّاسِ، والْهُدَى
وَتَكْره مَنْ خَانَ العُهودَ وَمنْ أكَدْىَ
أولاً: قلوباً بدل كُلّ من كْلّ - في البيت السابق
ثانياً: الكلام غير متناسب: قلوباً تحب الخير وتكره من خان العهود.. عجيب! المفروض تحب الخير وتكره الشر. تحب الهدى وتكره من أكدى يعني تكره من بخل ما هذا؟ المفروض تحب الهدى وتكره الضلال.
قال علي محمود طه:
أَخِي أَقْبَلَ الشَّرْقُ في أُمَّةٍ
تَرُدُّ الضَّلالَ وتحْيِى الْهُدَى
ثالثاً: تحب الخير للناس هذه درجة طيبة، في الحديث الشريف: «أحب لأخيك ما تحب لنفسك واكره له ما تكرهه لها»
وأعلى من ذلك أن يؤثر غيره على نفسه ولو به حاجة. قال تعالى: {والَّذٌينّ تّبّوَّءٍوا الدَّارّ والإيمّانّ مٌن قّبًلٌهٌمً يٍحٌبٍَونّ مّنً هّاجّرّ إلّيًهٌمً ولا يّجٌدٍونّ فٌي صٍدٍورٌهٌمً حّاجّةْ مٌَمَّا أٍوتٍوا ويٍؤًثٌرٍونّ عّلّى" أّنفٍسٌهٌمً ولّوً كّانّ بٌهٌمً خّصّاصّةِ ومّن يٍوقّ شٍحَّ نّفًسٌهٌ فّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ المٍفًلٌحٍونّ}
31) فَمَا أبْغَضَتْ إلاَّ دُعَاةَ ضَلالَةٍ
وَلاَ كرِهَتْ إلاَّ الذي خَالف الرُّشْدا
وهذا حسن، والرشد هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله والغي عكسه. قال تعالى {لا إكًرّاهّ فٌي الدٌَينٌ قّد تَّبّيَّنّ الرٍَشًدٍ مٌنّ الغّيٌَ فّمّن يّكًفٍرً بٌالطَّاغٍوتٌ ويٍؤًمٌنً بٌاللَّهٌ فّقّدٌ اسًتّمًسّكّ بٌالًعٍرًوّةٌ الوٍثًقّى" لا انفٌصّامّ لّهّا واللَّهٍ سّمٌيعِ عّلٌيمِ}
ودعاة الضلالة وهي سبل الضلال. قال تعالى: {وأّنَّ هّذّا صٌرّاطٌي مٍسًتّقٌيمْا فّاتَّبٌعٍوهٍ ولا تّتَّبٌعٍوا السٍَبٍلّ فّتّفّرَّقّ بٌكٍمً عّن سّبٌيلٌهٌ ذّلٌكٍمً وصَّاكٍم بٌهٌ لّعّلَّكٍمً تّتَّقٍونّ}
32) لَكِ الْوَعْدُ يَا لَيْلى فَعِيشي رَضِيَّةً
وَقُوَلي لِمَنْ يَسْعَى لِكَي يَكْسِبَ الْحمْدا
33) سَلاَمَةُ صَدْر الْمْرءِ أَعْظمُ ثَرْوَةٍ
يُريِحُ بها قلباً وَيَبْني بِهَا مَجْدَا
وأَقُول لك بناء المجد يحتاج العلم والمال.
قال شوقي:
بالْعلْم والْمَالِ يَبْني النَّاسُ مُلْكَهُمُ
مَا شِيدَ مُلكٌ علَى جَهْلٍِ وإقْلالِ
لك الوعد: لعلك تَعدِها بالهدايا من الملابَس والعطور والسيارات ثم هي تقول أو لا تقول هي حرُّة ودع القول لك.
أما بعد فالقصيدة طويلة ثقيلة ثلثها أذاب الشحم وثلثها أكل اللحم والثلث الأخير أنقى العظم، والشعر ليس هذا، الشعر ليس منطقاً وكلاماً مرصوصاً، الشعر همس ولمس ولمحات واشارات وتسمية الأشياء بغير اسمائها، والشاعر يقول الشيء ويقصد ضده «وبحاكيكي ياجارة لا تسمعي يا كِنة» والمعاني تكون رقيقة رشيقة والكلمات خفيفة لطيفة، والصور جميلة أو مناسبة والعواطف مشبوبة وإلا فما الشعر، وأنا منذ ولدت لا أنشط لشعر الدكاترة (أصحاب الحرف «د» P H D )ولا لشعر العلماء. ثم إن الشعر ليس بالطول ولا بالعرض وانما بما يعلق بالذهن وتطرب له الأسماع ولا تعجز الأذهان عن الإحاطة به، والمتنبي وشوقي وغيرهما لهم قصائد طويلة وإنما يستشهد الناس بأبيات قليلة حتى إن الناس يحفظون الشعر وينسون الشاعر. حتى القصائد المغناة تكون أبياتاً قليلة من قصائد طويلة. وما على الدكتور العشماوي من كلامنا فكما قال رؤية بن العجاج الراجز بعد أن خطَّأهُ النحْويون:
«علينا نقول وعليكم تعربون» وأخيراً:
الشِّعرُ شَيْءٌ حَسَنٌ
لَيْسَ بِهِ مِنْ حَرَجِ
فَعَلِّموا أَوْلاَدَكُمْ
عَقَّارَ طِبِّ الْمُهَجِ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.