الدكتورة فاطمة المطلق المنسق الاكاديمي والموجه الطبي، قسم تدريب الأطباء والجراحة العامة بمستشفى القوات المسلحة بالرياض سعودية متزوجة وام لثلاثة أبناء كان لنا معها هذا الحوار الهادف. * كيف بدأت فكرة هذه الأمسية الثقافية الصحية للسيدات؟ - بدأت في مؤتمر طب العيون السنوي في مارس الماضي وأخذت كل هذا الوقت في الاتصالات والاعداد والتنسيق والمتابعة حتى برزت للعيان اليوم السبت وبدأت فعالياتها واتمنى ان تصل الى تحقيق الاهداف المرجوة منها في هذا اليوم المبارك. * د. فاطمة اذا اصاب الجزء الامامي من العين «القرنية» خدش او دخله جسم غريب ما التصرف الأمثل حيال ذلك؟ - يتمثل العلاج المبدئي في تغطية العين بقطع من الشاش ولا تفتح إلا في قسم الطوارىء ولابد من الكشف على القرنية للتأكد من كونه خدشاً بسيطاً وسطحيا.. وعلاجه يختلف باختلاف الوضع من حيث كونه بسيطاً او عميقاً او ان هناك مشاكل في القرنية. * لماذا يرتفع ضغط العين؟ فهل هو سبب مرض الجلوكوما؟ وما الماء الأزرق؟ وهل يمكن استعادة البعد المفقود نتيجة ارتفاع ضغط العين؟ وكيف يتم علاج الجلوكوما؟ - ضغط العين هو «الجلوكوما» وتحته مسميات كثيرة ويحصل عند الاطفال عند الولادة وهنا لابد ان نركز على عاملين مهمين: أولهما: الزواج من الأقارب. وثانيهما: انتقال المرض من جيل الى آخر وخاصة اذا كانت الأم مصابة به. أو أن احد الأمراض قد أصابت العين، أو وجود أحد الأمراض العضوية في الجسم ويكون معها ماء أزرق وكذلك عدم انتظار الماء الابيض حتى يتجمد لأنه من مضاعفاته أيضاً وجود الماء الأزرق الطارىء. كذلك ضغط العين المزمن هذا يظهر في المرحلة المتوسطة من العمر حيث يتأثر عصب العين بتأثير ارتفاع الضغط في العين ويترتب على ذلك قلة الابصار، وتقليل محيط الرؤية الجانبية كذلك يجب الكشف وقياس الضغط للتأكد من عدم وجود ارتفاع في ضغط العين الذي قد يؤدي الى قلة الابصار الدائم اذا ما تم إصابة العصب البصري. اما العلاج فيتمثل في استخدام أدوية لتخفيف الضغط أو عن طريق العلاج الجراحي حسب الحالة، والجراحة هي حماية حالة البصر في العين لمنعها من مزيد من التدهور وليس الغرض منها تحسين البصر عن طريق «أشعة الليزر». * نسمع كثيراً عن مرض «بهجت» ما هذا المرض وهل يؤدي الى فقدان البصر وما اعراضه وكيفية علاجه؟ - «مرض بهجت» هو من الأمراض التي تصيب أعضاء متعددة من اجهزة الجسم لأسباب غير معروفة، وتشمل الاعراض الرئيسية لهذا المرض الالتهابات العينية «مثل : التهاب العنبية»، تقرحات بالفم والاعضاء التناسلية وبعض الآفات الجلدية، وعادة ما يعتمد التشخيص الدقيق لهذا المرض على ظهور جميع هذه الاعراض الرئيسية مع بعضها من وقت لآخر على مدى فترة الاصابة بالمرض وتظهر الاعراض العينية في 85% - 100% من المرض وهي ثاني اكثر اعراض هذا المرض الجسمانية شيوعاً بعد تقرحات الفم التي يمكن ان تظهر على المريض. وان أعلى نسبة حدوث لهذا المرض توجد في بلدان الشرق الأقصى وهو أكثر الأسباب المؤدية للاصابة للعمى المكتسب لدى الصغار ومتوسطي العمر من البالغين. ويصيب هذا المرض الاشخاص من الجنسين في مختلف مراحل العمر ومن جميع الاجناس ولكن تعتبر الاصابة لدى الذكور اكثر من الإناث ورغم ذلك فهناك ميل طفيف لحدوث هذا المرض في العائلات بين الاخوة والاخوات ولكنه لا ينتقل بين افراد الاسرة الواحدة أو بين الأزواج فهو «مرض غير معدٍ». أما أعراضه: التهاب حاد بمقدمة العين وهذا ما يسمى «التهاب العنبية الأمامي» واذا كان الالتهاب حادا فان طبقة من الخلايا البيضاء تتكون بالخزانة الأمامية للعين، ويطلق على ذلك تقيح غرفة العين الامامية. اما الجزء الخلفي للعين فقد يمتد الالتهاب ليشمل العصب البصري الى جانب اوعية الشبكية الدموية ويمكن ان يؤدي الى حدوث ضمور في المنطقة المصابة. كذلك قد تشمل الاعراض العينية أيضاً الاصابة بالمياه البيضاء التي يصحبها مضاعفات، والجلوكوما الثانوية أو ضمور او انكماش العين. والاصابة بآفات الفم والاعضاء التناسلية والجلد تعد من الاعراض الشائعة بالنسبة لهذا المرض وتظهر تقرحات الفم تقريباً في معظم حالات الاصابة بهذا المرض. وهذه الآفات تشمل الشفتين واللثة، والغشاء المخاطي المبطن للخدين والبلعوم، واللسان واعلى باطن الفم، وتكون هذه الآفات سطحية ومنفصلة عن بعضها البعض ويمكن ان تظل ملتهبة لعدة أيام أو أسابيع ويكون لونها رمادياً مشوباً بالاصفرار وذات حافة حمراء وهذه التقرحات مؤلمة وذات تأثير على عملية الاكل والكلام، وتظهر الآفات او التقرحات التي تصيب الاجزاء التناسلية عند النساء أكثر من الرجال ودائماً ما تصيب كيس الصفن او المهبل وتشابه في مظهرها وصفاتها الآفات التي تصيب الفم. أما الآفات التي تصيب الجلد فهي تشبه حب الشباب في أغلب الاحيان إلا أنها قد تكون اكبر حجما ومؤلمة، أو تظهر على شكل عقد ترتفع عن مستوى سطح الجلد ويمكن ان تسبب الآفات الجلدية تقرحات كما يمكن ان تختفي بصورة تلقائية ويمكن ان يحدث التهاب الاوردة الموجودة بالجلد والذي يمكن ان يحدث تلقائياً او عند مواضع حقن الابر او الاصابات الجلدية ويظهر بصورة غير عادية وهو ما يطلق عليه اعتلال الجلد التحسسي ولابد ان اوضح ان نصف مرضى بهجت يصابون بالتهابات المفاصل غير الارتحالية وغير المسببة للتآكل وخاصة في مفاصل الركبة. وتشمل الكاحل، الكوع، الرسغ وقد يحدث ألماً وتورماً ويكتشف ذلك أثناء فحص المريض. كذلك يمكن اصابة الجهاز المعدي والمعوي، كذلك التهاب جدران الأوعية الدموية كذلك ممكن ان يؤثر على الجهاز العصبي المركزي. أما دورته: فقد تظهر اعراضه في اي جزء من الجسم في اوقات مختلفة على نحو متكرر، وعلى فترات متقطعة لذلك يحتاج الى المتابعة ويتم تحقيق افضل النتائج بالنسبة للابصار اذا تم البدء في علاج الحالة لدى ظهور اولى علامات الاصابة بنوبة من هذا المرض، لذا ينبغي البحث عن العلاج الطبي فورا. ولابد ان اوضح ان الاضطرابات العاطفية والارهاق والاجهاد الجسماني هي من العوامل المثيرة للاصابة بالنوبة المرضية. وعلاجه يتمثل في: استخدام ادوية الكورتيزون في مراحل تفاقم المرض الا انها غير مرغوبة لتثبيط حدة المرض على المدى الطويل وبالنسبة للمرضى الذين تشتد اصابة العين لديهم تتطلب حالاتهم العلاج بالأدوية المثبطة للمناعة. وعلى الرغم من ان الاعراض التي تظهر على العين والجلد تميل للاستجابة بشكل جيد للعلاج بالادوية إلا أن آلام المفاصل قد تستجيب لأدوية اخرى مضادة للالتهاب. وتوضح الدراسات ان مرض بهجت كان مرتبطا بحالات كف البصر في 30 - 70% من المرضى الذين عولجوا وتمت متابعة حالاتهم لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، الا ان 90% من المرضى الذين تركوا بدون علاج اصيبوا بكف البصر خلال نفس الفترة وتظل مسببات هذا المرض غير معروفة. وتصيب عدة اجزاء من الجسم بما فيها العينان ولابد للمرضى من مراجعة اطباء الباطنية والعيون معا. * د. فاطمة المطلق ماذا يعني جفاف العين؟ وما أسبابه؟ - جفاف العين يكثر في المنطقة الوسطى من تأثير حرارة الجو او التهاب المجاري الدمعية بالعين، او من تأثير بعض الامراض مثل التراخوما او التهابات العين. ويؤدي الى قلة وجود الطبقة الدمعية في العين وبالتالي يؤدي الى جفاف في القرنية والانسجة المحيطة بها ولكن هذه الايام لم تصل مضاعفاته الى هذا الحد لوجود القطرات العلاجية المناسبة. * د. فاطمة المطلق ما كسل العين وكيف نكتشفه وماعلاجه؟ - كسل العين له أسباب كثيرة منها: اختلاف قوة النظر بين العينين بحيث يركز الانسان على العين القوية، ويهمل العين الضعيفة وبالتالي لا يكون هناك اتصال بين العالم الخارجي، فيؤدي ذلك الى نسيانها وكسلها. كذلك فان وجود الحول في الاطفال حيث يعتمد الطفل على العين السليمة ولا يستخدم العين التي فيها حول فتصبح كسولة. كذلك وجود مشاكل في القرنية «العدسة» الشبكية وبالتالي لا يكون هناك اتصال بين ما يراه الانسان وبين ترجمته في المخ. وقد يفاجىء بعض الناس عند الحصول على رخصة قيادة بأنه لا يرى بعين واحدة.. فهذا ممكن معرفته من السابق بالكشف والعلاج. أما علاج الكسل فيتمثل في: علاج الاطفال في السنوات الاولى من العمر لانه اذا لم يتم علاجه في هذه السنوات لم نستطع تعديل نظره لاحقا. وعلى الاهل ضرورة عرضه على الطبيب والاستعداد النفسي للعمل خلال سنوات طويلة مع الطبيب المختص للعلاج بين نظارات طبية وتغطية العين السليمة حتى يتسنى للطفل تشجيع العين المريضة للرؤية وبين العمليات الجراحية اللازمة كل منها مفردة او مع بعضها البعض. * هل نستطيع تنظيف جفون العين وما الطريقة المثلى لذلك؟ - نعم ولكن يسبق التنظيف الكشف الطبي للعين للتأكد من وجود التهابات سابقة في الجفون او ما يعرف بالقشور الموجودة بين رموش العين. ويتم تنظيفها كما سيذكر ذلك الطبيب المختص للحالة بماء دافىء وقليل من شامبو الاطفال واستعمال اعواد التنظيف لتنظيف ما بين الجفون واستعمال المرهم او القطرة المذكورة للمريض. * د. المطلق انتشرت في الآونة الاخيرة العدسات اللاصقة الطبية والتجميلية ما مساوىء تلك العدسات؟ - من مساوىء العدسات التجميلية عدم التعامل معها بطريقة صحيحة، فهي تحتاج الى عناية ورعاية كبيرة من تنظيف وتطهير بالمواد الحافظة ووضعها في السائل الخاص بها وعدم وضعها على العين الا بعد التأكد من انها سليمة. ويجب عدم النوم بها، وعدم السباحة بها.. وعدم تبادلها مع الصديقات والاخوة والاقارب.. واذا كان فيها خدش لابد من تغييرها لأن خدش العدسة اللاصقة يؤدي الى تقرحات في القرنية فتؤدي بالعين الى التدهور الكامل في الرؤية. ويجب اخذ العدسات من اطباء مختصين، وذلك بعد الفحص والتأكد من ملاءمة العين لارتداء العدسات مثل وجود مشاكل في القرنية او في كمية التدميع في العين. * ما الطريقة المثلى لاستخدام قطرات ومراهم العين؟ - أولا: كمية التقطير غير مهمة فنقطة واحدة تفي بالعلاج. ثانيا: ان تكون اليد نظيفة. ثالثا: ان يكون لكل عين قطرة لوحدها وضرورة عدم ملامسة انبوب القطرة للعين، لعدم انتقال المرض من عين لأخرى. رابعا: مدة خمس دقائق بين النوع من القطرة والنوع الآخر بحيث يمتص النوع الاول كاملاً. خامساً: عدم استخدام القطرات من الجيران والاقارب. سادسا: عدم استعمال القطرات التي تصرف من الطبيب إلا لمرة واحدة وضرورة مراجعة الطبيب لأن بعضها يحتوي على مادة الكورتيزون.
