«هيئة العقار»: 3404 بلاغات و251 مخالفة خلال الربع الأول من العام الحالي    فشل المفاوضات يهدد حكومة نتنياهو    خيرية آل عبدان في ذمة الله    هندسة جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تشارك في مبادرة "مجتمع أبحاث المياه    ستانيشيتش: بلوغ نهائي الدوري الأوروبي أهم لليفركوزن    استمرار هطول أمطار رعدية متوسطة على معظم مناطق المملكة    بيئات قتالية مختلفة بختام "الموج الأحمر 7"    رسالة رونالدو بعد فوز النصر على الأخدود    35 طالباً سعودياً يرفعون التحدي ب"آيسف 2024″    629 موقعاً مزيفاً تستهدف جيوب السعوديين ب«الاحتيال»    مقرن بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج الدفعة السادسة لطلاب جامعة الأمير مقرن    الشاعرة الكواري: الذات الأنثوية المتمردة تحتاج إلى دعم وأنا وريثة الصحراء    العرب ودولة الإنسان    حين يتحوّل الدواء إلى داء !    أدوية التنحيف أشد خطراً.. وقد تقود للانتحار !    مصير مجهول للمرحلة التالية من حرب روسيا وأوكرانيا    الاتفاق والنصر إلى المباراة النهائية لممتاز قدم الصالات    الاتحاد يتغلّب على الهلال وينتزع ذهب نخبة الطائرة    99 % انتشار الإنترنت في المملكة    سقوط الجدار الإعلامي المزيف    ذكاء التوقيت والضمير العاطل    المركز الوطني للمناهج    ب 10 طعنات.. مصري ينهي حياة خطيبته ويحاول الانتحار    حرارة قياسية    جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز تحتفل بتخريج الدفعة السادسة    جمال الورد    رَحِيلُ البَدْرِ    انكسار الهوية في شعر المُهاجرين    المقاهي الثقافية.. والمواهب المخبوءة    مفوض الإفتاء في جازان يشيد بجهود جمعية غيث الصحية    لاعبو الأندية الإيطالية خارج القائمة.. ولاعبو «البريمير ليغ» الأكثر حضوراً    الاتفاق يكمل جاهزيته لمواجهة الاتحاد في الجولة 31 من دوري روشن    «البعوض» الفتاك    أمير منطقة جازان يلتقي عدداً من ملاك الإبل من مختلف مناطق المملكة ويطّلع على الجهود المبذولة للتعريف بالإبل    رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو يفوز بالانتخابات الرئاسية    رئيس جامعة جازان المكلف ⁧يستقبل مدير عام الإفتاء بالمنطقة    أمانة الطائف تسجل لملّاك المباني بالطرق المستهدفة لإصدار شهادة "امتثال"    أولمبياكوس يهزم أستون فيلا ويبلغ نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    تعزيز الاستدامة وتحولات الطاقة في المملكة    أسماء القصيّر.. رحلة من التميز في العلاج النفسي    كيف نتصرف بإيجابية وقت الأزمة؟    شركة ملاهي توقّع اتفاقية تعاون مع روشن العقارية ضمن المعرض السعودي للترفيه والتسلية    مكان يسمح فيه باقتراف كل الجرائم    دلعيه عشان يدلعك !    للرأي مكانة    قُمري شلّ ولدنا    بلدية صبيا تنفذ مبادرة لرصد التشوهات البصرية    تجنب قضايا المقاولات    رسالة من أستاذي الشريف فؤاد عنقاوي    تدشين مشروعات تنموية بالمجمعة    الملك وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في وفاة هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان    مستشار أمير منطقة مكة يرأس الأجتماع الدوري لمحافظي المنطقة    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من تركيا متجهة إلى المملكة    نائب أمير عسير يتوّج فريق الدفاع المدني بكأس بطولة أجاوييد 2    مفتي عام المملكة يستقبل نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    أمطار رعدية ورياح تؤدي إلى تدني في الرؤية بعدد من المناطق    القيادة تعزي رئيس البرازيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الجاسر ل « واجهة ومواجهة »:2/2
الريال مستقر ولا خيار مثالياً لسعر الصرف يحق فتح الحسابات للأفراد دون حد أدنى الصخب عرض لمرض انعدام أدب الحوار
نشر في الجزيرة يوم 15 - 06 - 2003


إعداد وحوار إبراهيم عبدالرحمن التركي
متابعة/ علي سعد القحطاني..
تصوير / فتحي كالي
(1)
الحوار مع «متخصص»
يحتاج إلى تخصص «المحاور»!
(2)
اختلف التخصص
فلم يمكن «الغوص»!
واستفاض «الضيف»
بما عوّض «النقص»
(3)
يعجبك في «الجاسر» / الواجهة
فصاحتُه في «المواجهة»
فهو متحدث متمكن
يعتني باللغة
ويقيم النحو
وتتكامل لديه «معادلة» المعنى «والرمز»
فالكلمةُ سفير الرقم
والفصاحة سبيل «الإفهام» بعد «الفهم»
(4)
جاء الحوار على دفعتين
مكتوبة أجيب عنها بشكل رسمي
ومباشرة أجيب عنها بشكل شفوي
ولم تختلف الاجابتان..
فالضيفُ نفسه في «تلك» كما في «هذه»!
(5)
في زمن الشفافية لا مكان للاجابات «المنمقة»
أو «المعلبة»
أو «المحفوظة»
فالمعلومة لم تعد سراً
والتحليل لم يعد حكراً
(6)
معالي الدكتور محمد الجاسر
في الواجهة ومع المواجهة
بجزئها «الثاني» والأخير.
فصل
* نادى عدد من المحللين والكتاب بفصل مؤسسة النقد العربي السعودي عن وزارة المالية، ما رأيكم بذلك؟
- الحديث عن استقلالية المصارف المركزية حديث ذو شجون، ولكي نقيس مدى تلك الاستقلالية دعنا نتفق على تعريف محدد لها، وأرى أن التعريف الأكثر شيوعاً في أدبيات الفكر الاقتصادي لاستقلالية المصارف المركزية هو مدى استقلالية المصرف المركزي في اختيار ما يراه من أدوات مناسبة للسياسة النقدية لتحقيق الأهداف المرسومة له بغض النظر عن الجهة المناط بها رسم تلك الأهداف.
مرسوم
* ماذا عن مؤسسة النقد هنا؟
- نص المرسوم الملكي الكريم رقم 23 تاريخ 23/5/1377ه، الخاص بنظام مؤسسة النقد العربي السعودي في مادته الثالثة ان من ضمن وظائف المؤسسة تثبيت ودعم قيمة العملة ومراقبة المصارف التجارية، كما أوضحت المادة السابعة ان لمجلس إدارةالمؤسسة كافة الصلاحيات اللازمة والملائمة بصفته المسؤول بوجه عام عن حسن سير الإدارة وهذا يشمل الاستقلالية المالية والإدارية والتنظيمية عن جميع وزارات الدولة بما فيها المالية. لذا وفقاً لتعريف الاستقلالية الذي بدأنا به حديثنا، فقد أعطى النظام المذكور المؤسسة ممثلة بمجلس إدارتها الصلاحية لاتخاذ ما يلزم لتحقيق الأهداف المرسومة لها. وإذا ما أضفنا إلى ذلك بعض المعايير الأخرى المتعارف عليها في أدبيات الفكر الاقتصادي والمستخدمة لقياس مدى استقلالية المصارف المركزية مثل تركيبة مجلس إدارة المصرف المركزي، وضوابط إقراض الحكومة، والمدة التي قضاها المحافظ في عمله لوجدناها تؤكد استقلالية المؤسسة بشكل واضح.
كيفية
* كيف؟
- من حيث تركيبة مجلس إدارة مؤسسة النقد العربي السعودي اشارت المادة التاسعة من نظامها إلى ان مجلس الإدارة يتكون من المحافظ رئيساً ونائب المحافظ نائباً للرئيس وثلاثة اعضاء ممن لهم درايةكافية بالشؤون المالية والتجارية من غير موظفي الحكومة. كما اشار نظام المؤسسة في مادته السادسة الفقرة «ج» إلى أنه لا يجوز للمؤسسة اقراض الحكومة والهيئات الخاصة أو الأفراد. أما من حيث مدة ولاية المحافظ، فمنذ إنشاء المؤسسة عام 1371ه، تولى خمسة محافظين مهامها مما يجعل متوسط ولاية المحافظ تربو قليلاً على عشر سنوات، وهي مدة طويلة بمقاييس الاستقلالية.
استقلال
* إذن الموسسة مستقلة تماماً؟
- نعم فالمعايير المستخدمة في قياس استقلالية المصارف المركزية تبين بما لا يدع مجالاً للشك مدى الاستقلالية التي تتمتع بها مؤسسة النقد العربي السعودي. وهذا نابع من إدراك قيادة هذا البلد ووعيها الثاقب لأهمية هذا الموضوع منذ تعديل نظام المؤسسة في عام 1377 وذلك لحساسية الأعمال المكلفة بها.
دمج
* هناك دراسة سابقة لمؤسسة النقد تتصل بدمج مؤسسات الصرافة في بنك واحد ولم تظهر النتائج بعد.. إلى أي مدى وصلت نتائج الدراسة..؟ وكم سيبلغ رأسمالها..؟
* يجري العمل الآن على تنفيذ المرحلة الثالثة من عملية الاندماج والمتمثلة بدراسة ومراجعة ما تم استلامه من تقارير فحص وتقييم لمؤسسات وشركات الصرافة من قبل الفريق المشرف على عملية الاندماج في المؤسسة. أما بشأن رأسمال المصرف الجديد، فلم يتم تحديده بعد لحين الانتهاء من دراسة ومراجعة تقارير الفحص والتقييم.
سحب
* ما مدى صحة سحب مؤسسة النقد فئة «20» ريالاً و«200» ريال من الأسواق وتوجيه البنوك بعدم صرفها لإلغائها لاحقاً..؟
* سبق وأن صرحت لجريدة الجزيرة في مقابلة سابقة عن عدم وجود أي نية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي بإيقاف التعامل بهاتين الفئتين، بعد أن أصبحتا جزءاً أساسياً من فئات الإصدار المتداولة، فضلاً عما تساهم به هاتان الفئتان من تسهيل عمليات التبادل التجاري بما يلبي حاجة المواطنين، ولم يصدر من المؤسسة أية توجيهات إلى المصارف بعدم صرفهما أو إلغائهما لاحقاً. والمؤسسة حريصة على الإعلان للمواطنين الكرام عن أي تغيير قد يطرأ على العملة السعودية سواء من ناحية إصدارها أو إيقافها أو سحبها من التداول.
محافظ
* يشكو المتداولون في سوق الأسهم من منافسة صناديق الاستثمار بالأسهم المحلية الخاصة بالبنوك لمحافظ هؤلاء المتداولين حيث إن البنوك عبر وحدات تداولها تسرب المعلومات عن كبار العملاء في السوق لإدارات الاستثمار في الصناديق بوصفها المنفذ الاحتكاري لبيع وشراء الأسهم.. كيف يمكن حل ذلك..؟
* هذا غير دقيق، لأن صناديق الاستثمار لم تكن في يوم من الأيام منافساً للمتداولين، فكما هو معلوم فإن هذه الصناديق هي أصلاً استثمارات لمجموعة من العملاء الذين يرغبون في الاشتراك في وحدات هذه الصناديق ولا يتوفر لديهم الوقت والجهد الكافي لمعرفة ومتابعة وتحليل السوق والشركات المساهمة المدرجة ومعرفة الوقت المناسب للشراء والبيع، لذلك فإن الإدارات المختصة لهذه الصناديق في المصارف هي التي تقوم نيابة عنهم بالتحليل والمتابعة والاستثمار.
معلومات
* بناء على ماذا؟
الاستثمار في الشراء والبيع يتم بناء ءعلى معلومات وحقائق وتحليلات تكون متوفرة لإدارات الصناديق بحكم طبيعة عملها وإطلاعها وخبراتها المكتسبة في هذا المجال.
تنظيم
* هل يحكم عملها تنظيم خاص؟
* بالتأكيد عمل هذه الصناديق يحكمه تنظيم صادر بهذا الخصوص تلتزم به إدارات الصناديق، ويضع هذا التنظيم العديد من الضوابط التي تكفل عدم استغلال الصناديق للمعلومات أو تضارب المصالح، كما أنه يوجد فصل تام بين عمل المصرف والوساطة من خلال الوحدة المركزية للتداول وبين إدارة الصناديق. ولدى المؤسسة العديد من الآليات والضوابط والإجراءات التي تقوم بتطبيقها ومتابعتها للتأكد من التزام هذه الصناديق بكل التعليمات والضوابط التي تنظم عملها بشكل كفؤ وفعال.
تجزئة
* هل هناك اتجاه إلى تجزئة الأسهم إلى عشرة ريالات بعد أن تم تجزئتها إلى «50» ريالاً..؟
* لقد كان قرار تجزئة القيمة الاسمية لأسهم الشركات من «100» ريال إلى «50» ريالاً قراراً حكيماً وكان لنتائجه آثار إيجابية على السوق حيث تضاعف عدد الأسهم المتداولة في السوق بشكل كبير ووصلت معدلات تداول الأسهم إلى أحجام كبيرة جداً كما وصلت معدلات تداول الأسهم إلى أرقام قياسية جديدة لم تكن تعهدها من قبل بفضل قرار التجزئة.
توجه
* إذن هذا توجه تفضلونه؟
* كنا نرغب منذ فترة طويلة في تجزئة الأسهم إلى قيمة اسمية أقل من ذلك لنصل إلى «10» ريالات.
عقبة
* وما المشكلة التي حالت دون تحقيق هذه الرغبة؟
* واجهتنا عقبة نظامية تتمثل في المادة «49» من نظام الشركات التي تنص على أن القيمة الاسمية للسهم يجب ألا تقل عن خمسين ريالاً. ومن الأمور الإيجابية أنه تم حسبما سمعت اقتراح تعديل هذه المادة في مشروع نظام الشركات الجديد المرفوع للمقام السامي، بحيث روعي في مشروع النظام تعديل الحد الأدنى للقيمة الاسمية من «50» ريالاً إلى «10» ريالات.
سداد
* يشكو المقترضون من البنوك بحدوث سحب أكثر من المحدد شهرياً من رواتبهم وقد حدثت بسبب ذلك إشكالات كثيرة مع البنوك.. والسبب تضارب التاريخ الهجري مع الميلادي في تاريخ السحب.. كيف يمكن حل ذلك؟
* هناك جدول للسداد يفترض أن يطلع عليه العميل المقترض تظهر فيه التواريخ المحددة لسداد أقساط القرض ومبالغها وهذا الأمر ينافي الادعاء بحدوث سحب أكثر من المحدد شهرياً من رواتب المقترضين ونسب ذلك إلى تضارب التاريخين الهجري مع الميلادي في تاريخ السحب. وعلى أية حال لا تسمح التعليمات للمصارف بخصم أكثر من ثلث الراتب.
تلاعب
* لماذا لا تصدر لائحة واضحة للمتلاعبين في سوق الأسهم بدلاً من الاكتفاء بالإجراءات الحالية التي هي غير كافية أو رادعة..؟
* تعتبر التعليمات والقرارات واللوائح التي تنظم عمليات تداول الأسهم سواء التي صدرت عن اللجنة الوزارية أو لجنة الإشراف المنبثقة عنها أو عن وزارة التجارة أو مؤسسة النقد العربي السعودي مواكبة لوضع السوق حيث تم تطويرها من خلال ما أقرته اللجنة الوزارية من ضوابط تم تعميمها على الشركات المساهمة والتي تتعلق بالمعلومات الداخلية وخلق سوق غير عادل أو القيام بعمليات تداول صورية والضوابط المتعلقة بتداول أعضاء مجلس إدارات الشركات ومديريها العامين بأسهم شركاتهم وتصريحاتهم وغيرها من الضوابط التي تتعلق بالمتعاملين والوسطاء في المصارف.
عقوبات
* ربما ينهي المشكلة نظام السوق المالية؟
* نعم بالرغم من أن الضوابط الصادرة بهذا الخصوص قائمة منذ فترة إلا أننا لم نكتف بها بل تم تطويرها والتوسع فيها من خلال «نظام السوق المالية» المقترح حيث تم تخصيص فصول كاملة لكل جانب من جوانب الإفصاح، والشفافية والتلاعب، واستغلال المعلومات الداخلية.
كما تم اقتراح عقوبات محددة وواضحة لكل مخالفة لأول مرة في السوق، مقارنة مع الوضع الحالي الذي يتصف إلى حد ما بعدم وجود عقوبات محددة على المخالفين في السوق، وهو ما يشكو منه البعض في السوق.
حجز
* هل تجاوزنا أحداث 11 سبتمبر التي كان من تداعياتها الدعوة إلى حجز الأموال السعودية الخاصة برجال أعمال أو مصارف وطنية..؟
* على الرغم من عدم تأثير الدعوة إلى حجز الأموال السعودية بشكل مباشر على الأوضاع المالية لرجال الأعمال أو المصارف المحلية لكون معظم هذه الادعاءات لا تتعدى كونها مجرد تهم لم يُقدم دليل يُثبت إدانة أي من هذه الجهات أو الأفراد. ولكن مما لا شك فيه أن الزج بأسماء أشخاص أو جهات معينة سيؤثر ولو إعلامياً على أوضاع وأعمال هؤلاء الأشخاص بشكل خاص بل قد يمتد التأثير إلى إحجام المستثمرين السعوديين والعرب والمسلمين من الاستثمار في الدول التي تقام فيها مثل تلك الدعاوى ذات الطابع العدائي والكيدي أحياناً.
ودائع
* يقال إن الودائع في البنوك المحلية قد استقبلت أموالاً كانت تستثمر في الخارج بعد أحداث سبتمبر.. فما مدى صحة ذلك..؟ وكم تبلغ الأموال العائدة.. وخصوصا أن ثمة تضارباً في الأرقام..؟
* ليس هناك إحصائيات دقيقة حول ذلك حيث إن سوقنا المالي حر لا يطلب من المستثمرين التصريح بتدفقات أموالهم واستثماراتهم. ولم يلاحظ تدفقات غير طبيعية وإن كنت لا أستبعد انخفاض التدفقات إلى الخارج بسبب تحسن عوائد الاستثمار في الداخل مقارنة بالاستثمار في الخارج بسبب تدهور وضع الأسواق المالية العالمية واستقرارها في المملكة إضافة إلى تنامي الثقة في الأداء الاقتصادي المحلي. وقد يكون نمو الودائع المحلية وعرض النقود مؤشراً على ذلك.
انتقال
* وضعت الأمم المتحدة قيوداً صارمة لتنقل الأموال عبر الدول، والمملكة من أكثر دول العالم في حرية التنقل.. فهل أثر ذلك على هذه السياسة..؟
* لم تؤثر تلك القيود على حركة الأموال وتنقلاتها، وذلك لكون المملكة العربية السعودية ممثلة بمؤسسة النقد العربي السعودي كانت سباقة إلى التأكيد على جميع المصارف بالمملكة والصيارفة المرخصين بأخذ الحيطة والحذر واستيفاء كافة البيانات الضرورية عن المحولين والمودعين للأموال وتوثيق هوياتهم وأخذ عناوينهم. ويتم التحقق من الالتزام بتلك التعليمات من خلال إيفاد المفتشين المختصين لجميع المصارف والمؤسسات المالية بشكل دوري. ويتمتع القطاع المصرفي السعودي بسمعة قوية في صعوبة اختراقه من قبل غاسلي الأموال ومن شابههم خاصة من غير المقيمين.
وساطة
* لماذا لا يسمح بإنشاء شركات وساطة مالية للاستثمار في الأسهم والسندات والصناديق في المملكة..؟
* لقد أنيط دور الوساطة المالية في سوق الأسهم السعودي بالمصارف المحلية لأسباب تنموية وتنظيمية معروفة خلال السنوات الماضية منها أن المصارف أقدر على القيام بهذه المهمة كونها مؤسسات مالية كبيرة تخضع لإشراف المؤسسة بالإضافة لكونها مؤسسات ذات كيان يضمن لها الاستقرار والاستمرار في خدمة عملائها إضافة إلى قدرتها على الاستثمار بشكل كبير في التقنية ووسائل الاتصالات التي تحتاجها خدمات الأسهم.
انتشار
* وانتشار فروع المصارف ساعد في ذلك؟
* لا شك أن انتشار فروع المصارف في معظم مناطق المملكة سهّل من عملية ربط هذه الفروع بنظام التداول وأوصل خدمات الأسهم إلى معظم المواطنين. وقد كانت تجربة الوساطة من خلال المصارف ناجحة ولم تحدث فيها مشاكل أو صعوبات كبيرة. وبعد هذه التجربة الطويلة التي قامت بها المصارف في تقديم خدمات الوساطة فإن الجهات الإشرافية لم تصر على التمسك بهذا المبدأ وإنما راعت ذلك في «نظام السوق المالية» حيث يسمح النظام المقترح بترخيص شركات وساطة أخرى من غير المصارف.
احتياطي
* استقرت احتياطيات المملكة من النقد الأجنبي في حدود «8» مليارات دولار منذ سنوات.. فما هو وضع المملكة الآن..؟ وكيف تقوّمون قوة الريال.؟
* في الواقع الاحتياطيات من الصرف الأجنبي بلغت في المتوسط حوالي 8 ،17 مليار دولار خلال الخمس سنوات الماضية، وبلغت حوالي 6 ،20 مليار دولار في نهاية عام 2002م. وهذا المستوى من احتياطيات النقد الأجنبي يعتبر غطاء كافياً للواردات لفترة لا تقل عن 8 أشهر وتعكس الثقة في الاقتصاد السعودي. وهذه كما هو معلوم لا تشمل الأصول الأجنبية الأخرى التي تعد رافداً قوياً لقوة الاقتصاد الوطني والعملة الوطنية.
قوة
* كيف تقوّمون قوة الريال؟
* سعر صرف الريال يمتاز بالاستقرار، حيث إن الريال يرتبط فعلياً بالدولار الأمريكي عند 75 ،3 ريالات للدولار الواحد، وهذا لم يتغير منذ عام 1986م. كما أن الريال يتذبذب في نطاق معقول مقابل العملات الرئيسة الأخرى طبقاً لقوى العرض والطلب. وقوة واستقرار الريال السعودي نتيجة السياسات الاقتصادية السليمة التي تتبعها الحكومة الرشيدة، وخاصة سعي مؤسسة النقد العربي السعودي لاتباع سياسة نقدية تهدف إلى استقرار الأسعار المحلية وسعر صرف الريال، والذي بدوره يحقق الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي المتوازن بدون ضغوط تضخمية.
تثبيت
* اعتمدت المملكة سياسة تثبيت سعر الريال أمام الدولار.. ما مدى نجاح ذلك..؟ ولماذا لا يكون هناك سلة عملات خصوصا أن «اليورو» أظهر استقراراً في الوقت الحاضر.. وبدا أكثر قوة..؟
* لا يوجد خيار مثالي لسياسة سعر الصرف، فلكل نظام إيجابيات وسلبيات. وتعتمد إجمالاً وبشكل كبير على مجموعة من المتغيرات الاقتصادية. وقد جاءت سياسة ربط الريال السعودي بالدولار الأمريكي كنتيجة موضوعية لوضع اقتصاد المملكة العربية السعودية الذي يعتمد بشكل أساسي وكبير على النفط والمنتجات البتروكيماوية المصدّرة للخارج التي يتم تسعيرها وتقييمها بالدولار الأمريكي. يضاف إلى ذلك أن معظم الواردات السعودية من الولايات المتحدة وغيرها مقومة في الغالب بالدولار الأمريكي ناهيك عن كون الدولار الأمريكي لا يزال يمثل أهم العملات الدولية المستخدمة في الاحتياطيات الدولية وأسواق المال العالمية، والمدفوعات والتجارة الدولية.
وبناءً على ذلك أقرت قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعها الثاني والعشرين في مسقط اختيار الدولار مثبتاً مشتركاً كإحدى خطوات الاتحاد النقدي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويلاحظ هنا أن تلك السياسة مبنية على معطيات موضوعية بحتة. أما البدائل للدولار فأمامها طريق طويل قبل أن تصبح بديلاً قوياً في أسواق المال والاحتياطيات والمعاملات التجارية الدولية.
تحريك
* ما زالت البنوك المحلية تضع أعلى معدل فائدة على القروض الشخصية بين الدول الأخرى.. لماذا لا تتدخل المؤسسة في ذلك حتى يكون هناك دفع للحركة المالية وتحريك للودائع الضخمة لديها..؟ إضافة إلى وضع حدود بدلاً من الفروقات بينها..؟
* نظراً إلى أن هذا الموضوع قد تم التطرق له في عدة مناسبات، فإنه يسرني التنويه إلى أن المؤسسة تقوم بين الحين والآخر بإجراء المسوحات لأغراض المقارنة بين ما تقدمه المصارف المحلية من خدمات وما تفرضه من رسوم مع بعض المصارف في الدول المجاورة أو مع مصارف في دول متقدمة مصرفياً. وقد لوحظ بأن أسعار العمولات على القروض الشخصية لا تختلف كثيراً عن الدول الأخرى، بل إن بعض المصارف لدينا تقدم أسعار عمولة منافسة مقارنة بدول أخرى.
تدخل
* هل تتدخلون لفرض حدود على أسعار العمولات؟
* المؤسسة لا تحبذ التدخل في فرض حدود على أسعار العمولات حيث إن تقديم هذه الأسعار يخضع لعوامل مختلفة منها المنافسة في السوق وقوى العرض والطلب ودرجة المخاطرة التي تختلف من عميل إلى آخر. أما تحريك الودائع فأود الإشارة إلى أن المصارف المحلية تقرض محلياً أكثر مما تأخذ من الودائع.
حسابات
* ماذا عن «البنوك» التي لا تقبل فتح حسابات إلا بحد أدنى..؟
* يحق لكل مواطن ومقيم فتح حساب لدى أي مصرف عامل في المملكة العربية السعودية بدون ربط هذا الحق بحد أدنى لرصيد الحساب. وتعليمات المؤسسة للمصارف في هذا الخصوص واضحة وبالتالي ليس هناك اشتراط لحد أدنى لفتح حساب مصرفي.
رسوم
* حين ينقص الرصيد عن مبلغ معين تلجأ البنوك إلى أخذ «رسوم» على المبلغ المتبقي.. هل هذا حق لهم..؟ ولماذا..؟
* التعرفة البنكية المبلغة للمصارف العاملة في المملكة حددت مبلغ الرسوم التي يحق للمصارف تقاضيها على الحسابات الجارية، إذ تستقطع مبلغ «15» ريالاً عن كل نصف سنة بالنسبة للحسابات التي يقل معدل رصيدها عن 1000 ريال، أما الحسابات التي يزيد معدل رصيدها على 1000 ريال فلا يحق خصم أي مبالغ، إلا أن هناك رسوماً تفرضها المصارف على بعض الحسابات بناء على اتفاق مسبق بين المصرف والعميل مقابل تقديم خدمات محددة وليس لها علاقة برصيد الحساب.
توحيد
* توحيد العملة الخليجية حديث طرحته طموحات مسؤولي دول المجلس.. فهل دول الخليج مهيأة لذلك..؟ وكيف يمكن أن يتم..؟ ومتى يتحقق..؟
* إن خصائص اقتصادات دول المجلس المتشابهة ووحدة اللغة والتاريخ والسمات المشتركة لمواطني دول المجلس تدعم التوجه نحو العملة الخليجية الموحدة كلبنة على طريق الاندماج الاقتصادي. إن وجود الرغبة القوية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إيجاد عملة خليجية موحدة له الأثر البالغ في تذليل كافة الصعاب التي تقف في طريق توحيد العملة الخليجية.
وقد بدأت دول المجلس باتخاذ التدابير اللازمة، وأصدر المجلس الأعلى لقادة دول المجلس في دورته الثانية والعشرين «ديسمبر 2001م» المنعقدة في مسقط «سلطنة عمان» عدداً من القرارات، للوصول إلى الاتحاد النقدي وهي: اعتماد الدولار الأمريكي مثبتاً مشتركاً لعملات دول المجلس في المرحلة الحالية، وتكليف لجنة التعاون المالي والاقتصادي باتخاذ ما يلزم لتذليل العقبات أمام الوحدة النقدية وبحث معايير الأداء الاقتصادي وكيفية احتسابها والوصول إليها في موعد أقصاه 2005م.
توقيت
* هل ثمة توقيت لانطلاق العملة الموحدة؟
* حالياً تعكف اللجنة الفنية للاتحاد النقدي على دراسة المعايير التي أشرت إليها وستكون المرحلة الأخيرة والمتمثلة بانطلاق العملة الموحدة، في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 2010م. كل هذه الخطوات تبين عزم وإصرار دول المجلس على الوصول إلى العملة الموحدة في الموعد المحدد.
فروع
* بدأت البنوك الخليجية بفتح فروع لها في دول المجلس عبر إنشاء فروع بنكية تملكها دول الخليج ولم نر تحركاً من البنوك الخاصة أو العامة الأخرى.. لماذا التأخير..؟
* إن كان المقصود دخول المصارف السعودية الأسواق الخليجية فإنه من الملائم توجيه هذا السؤال إلى المصارف فهي من يحدد جدوي وجود تواجد خارجي للمصرف من عدمه. دور المؤسسة يتمثل في دعم المصارف المحلية لتذليل أي عوائق قد تواجهها في دخول الأسواق الأخرى.
فتح
* متى يتم.. فتح الاستثمار في سوق الأسهم المحلي للمستثمرين من دول المجلس.. وما هي الضوابط الواجب توافرها لتحقيق ذلك..؟
* سوق الأسهم المحلية مفتوحة للأشقاء من مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ فترة، ويحق لهم الاستثمار مباشرة في جميع أسهم الشركات المساهمة السعودية باستثناء المصارف، وهناك استثمارات عديدة موجودة الآن في السوق من قبل أشقائنا الخليجيين.
وبالإضافة للاستثمار المباشر في الأسهم يحق للاخوة الخليجيين أيضاً الاستثمار في جميع صناديق الاستثمار بالأسهم المحلية التي تديرها المصارف المحلية كما هو الحال بالنسبة للمقيمين في المملكة.
تأمين
* قطاع التأمين يعد أحد أهم القطاعات الاقتصادية ولا يوجد سوى شركات قليلة مسجلة رسمياً.. وقد أنيط بالمؤسسة الشروع في تنظيم القطاع، وحيث بدأت خطوات فرضه على المواطن وعلى القطاع الخاص.. ماذا تم بشأن تنظيمه..؟ وما هو دور المؤسسة..؟
* هناك توجه عالمي بشأن توحيد الرقابة على كافة الأنشطة المالية «البنوك، التأمين، أسواق المال» تحت جهة رقابية واحدة، وقد حذت عدة دول متقدمة هذا التوجه مثل بريطانيا وألمانيا وأستراليا والسويد. ومن المتوقع صدور نظام التأمين قريباً بعد أن تمت دراسته والتصويت عليه من قبل مجلس الشورى الذي اقترح أن تتولى المؤسسة مهمة الرقابة والإشراف على نشاط التأمين.
وقد أنهت المؤسسة أغلب الاستعدادات لهذه المهمة من إعداد اللوائح التنظيمية والمعايير الرقابية والإشرافية المتفقة مع مشروع النظام كما تم تدريب الموظفين للقيام بهذا العمل. ويتلخص دور المؤسسة المتوقع كجهة رقابية على حماية مصالح حملة الوثائق، وقدرة شركات التأمين على الوفاء بالتزاماتها في جميع الأوقات ومختلف الأحوال.
صوت
* كيف يستطيع الإعلام إيصال صوت من لا يملك «مكبرات» للتعبير عن احتياجاته؟
* هذا سؤال عميق جداً يجدر بنا جميعاً وخاصة رجال وسيدات الإعلام تأمل أبعاده. في كل مجتمع يطمح لتطوير كل شرائحه خاصة الأضعف منها يتحمل الإعلام عبئاً إضافياً في إيصال هموم وأصوات أولئك لبقية شرائح المجتمع وخاصة لأصحاب صنع القرار. هذه رسالة خطيرة تتطلب عمقاً في دراسة الحالات التي تستحق الدراسة وعرضها بشكل موضوعي بعيد عن الإثارة. إن هذه المعالجة تعطي احتراماً للقضية ولأصحاب القضية وتخدم صاحب القرار بعرض القضية بشكل موضوعي بنّاء يساهم في رفع الوعي وإيجاد الحلول الناجعة.
مشقة
* مهمة شاقة.. أليس كذلك؟
* لعمري فهذه مهمة شاقة ولكنها ضرورية لكل مجتمع طموح. إن التواصل البنّاء والإيجابي بين مختلف فئات المجتمع لمؤشر مهم على نضج أي مجتمع وقطاع الإعلام فيه.
تخصصات
* ألا نزال بحاجة إلى التخصصات «النظرية» التي لايجد خريجوها مجالاً للعمل؟
* يحتاج كل مجتمع إلى أعداد متباينة من خريجي التخصصات النظرية والعلمية لسد الاحتياجات التنموية والإنسانية. ولذلك فالخلل ليس في وجود تلك التخصصات وإنما الخلل في افتراض التزام الدولة بتوفير العمل لذلك الخريج. الأعجب في ذلك أننا أحياناً نعطي مكافآت لطلاب بعض التخصصات بالرغم من تشبع سوق العمل من ذلك التخصص.
حوافز
* إذن أنت تدعو إلى إعادة النظر في الحوافز؟
* من المهم أن تكون الحوافز الإيجابية والسلبية في قطاعات التعليم متوافقة مع متطلبات سوق العمل وفرضه دون تعصب لتخصص دون آخر لأن الظروف الموضوعية لسوق العمل تتغير من وقت لآخر.
مرونة
* وماذا عن سوق العمل؟
يجب أن تكون سوق العمل مرنة بما فيه الكفاية بحيث يتحمل الفرد في المجتمع جزءاً كبيراً من مسؤولية تهيئة نفسه لسوق العمل. و هذا ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا وما توصلت إليه المجتمعات المتقدمة بعد معاناة مع البطالة لسنوات طويلة.
صخب
* في تقنيات الاتصال والفضائيات في صخب عربي حواري يتحدث فيه الجميع دون أن ينصت أحد؟
* الكلمة المفتاحية - إن صح التعبير- في هذا السؤال هي «الحوار»، إن تعدد قنوات وتقنيات الاتصال ليست بديلاً لأدب الحوار وأدب الاختلاف الذي ينقص كثيراً في المجتمعات النامية. إن الصخب الذي تشير إليه هو عرض من أعراض مرض انعدام أدب الحوار وأدب الاختلاف.
تشخيص
* والحل؟
* يجب التركيز على تشخيص ذلك المرض ووضع العلاجات الناجعة له بدءاً بمناهج التعليم وبرامج التدريب وسلوكيات التفكير والتحليل العلمي الموضوعي للقضايا موضوع النقاش دون تحامل أو مزايدة. برأيي المتواضع هذه من أهم وأخطر معضلات التنمية.
مبالغة
* في «الإنترنت» ركز الشباب العربي على غرف «المحادثات» و«الحوارات» الهامشيّة التي قد تتدنى لدرجة مزرية، هل هي مشكلة المنزل أم المدرسة، أم المجتمع؟ أم هو وضع اعتيادي عابر؟
* أعتقد أنه من المهم تجنّب المبالغة في مثل هذه القضايا التي لا تزال في طور التحوّل ولم تصل بعد إلى تشكلها النهائي، إضافة إلى افتقادنا للمعلومات الدقيقة حولها، هذا من جانب. الجانب الآخر الذي ينبغي عدم إغفاله أننا أمام ظاهرة جديدة ترتبط معطياته بعصر جديد يطلق عليه عصر المعلومات، وبالتالي فالمعايير التي يفترض أن نعتمد عليها في سياق حكمنا على تلك الحوارات «بغض النظر عن مضمونها الذي نفتقد كما ذكرت لمعلومات دقيقة عنها» أن تكون معاصرة ومنسجمة مع مفاهيم هذا العصر، و هذا مهم جداً حتى لا نتجنى على الأجيال العربية القادمة ممثلة هنا بالشباب العربي، والتي ستحمل الأمانة مستقبلاً في عالم بلا شك أنه سيختلف عن عالمنا اليوم.
حالة
* هي حالة ثقافية إذن؟
* صحيح، ما يدور في الغرف وغيرها يعكس الحالة الثقافية للمشاركين فيها واهتماماتهم ومن هنا يحسن التركيز على تحليل تلك الظواهر بشكل علمي دقيق لاستنباط الحلول الرزينة. ولا شك أن ما ذكرتُه لك حول أدب الحوار ذو علاقة مهمة.
مؤامرة
* كيف ترى نظرية «المؤامرة» التي يُعزى إليها كل قصور أو انهزام عربي؟
* أولاً لا يجوز إنكار وجود مؤامرات تحاك هنا أو هناك. ولكن الأمر الأخطر هو الارتكان إلى مخدر نظرية المؤامرة للهروب من مواجهة متطلبات التفكير العميق والتحليل الدقيق لمعطيات كل مشكلة للوصول إلى تشخيص عقلاني يقود إلى حلول ناجعة للمشكلة موضع البحث. ويلاحظ انتشار نظرية المؤامرة في مجتمعات تضعف فيها الشجاعة لمواجهة نقاط الضعف الذاتية وقبول النقد الذاتي.
جسور
* ما هي سبل تجسير «الفجوات» بين الأجيال في اهتماماتها وطموحاتها؟
- الانفتاح هو الطريق الأمثل، باتجاهيه العمودي ممثلاً بين الأجيال المتعاقبة، والأفقي بين أبناء الجيل نفسه، فالانفتاح على الآخرين سواءً مع الأجيال السابقة أو المعاصرة تمنح الكثير من المرونة للحراك والتفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، ويترتب على ذلك الكثير من الفوائد لعل من أبرزها تمتع المجتمع بالتعايش الإيجابي، والتكريس الفعال لقيمه وثقافته وتراثه الزاخر، إضافة إلى فتح كافة المجالات لتقدمه وتطوره ومن ثم قدرته على استيعاب مستجدات العصر والحياة. ومن أهم أدوات تفعيل ذلك الانفتاح هو التواصل البناء وتشجيع الحوار وقبول الاختلاف دون تشنج أو تسفيه أملاً في الوصول إلى قناعات تواكب توقعات وطموح الأجيال الجديدة وتحافظ على ثوابت الأجيال القديمة.
تفاؤل
* كيف ترى المستقبل «العربي» في عين طفل متطلع..؟ هل أنت متفائل أم متشائم بهذا الشأن؟
* إنني من المؤمنين بقول الشاعر العربي:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
فبالرغم من التحديات التي تواجه أمتنا فإنني متفائل بالمستقبل لأن التشاؤم أداة هدم وانهزام نهانا ديننا ثم شيمنا العربية عنها. ولكن التفاؤل يتطلب إصراراً على تجاوز العقبات وتحمل المسؤوليات من قبل الجميع.{وّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللهٍ عّمّلّكٍمً وّرّسٍولٍهٍ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ} صدق الله العظيم.
قلق
* هل يقلقك الرأي المختلف؟
* على العكس يتيح لي النظر إلى الأمور بمنظار آخر قد يكون أكثر دقة.
تعامل
* كيف كنت تتعامل مع من يعارضك من مرؤوسيك؟
* أعطي نفسي الفرصة الكافية لاستيعاب الرأي الآخر فلعل فيه ضالتي. فإن لم يكن فإنني أشرح لهم وجهة نظري قدر استطاعتي ثم بعد ذلك أمضي لتحمل مسؤوليتي وأداء الأمانة.
هموم
* كيف ترى التعامل مع من يتعرض لك بهجوم شخصي من خلال مقال - مثلاً؟
* لدينا من المهام اللازمة التنفيذ والأفكار اللازمة التأمل مما يجعل الهجمات الشخصية مضيعة لوقت المجتمع الثمين.
مصالح
* «كتّاب المصالح والمعاريض» يتزايدون.. ما رأيك..؟
* التعامل الفعال مع الظواهر الاجتماعية عموماً، ينطلق من البحث عن العوامل أو المحركات الحقيقية التي تُغذي انتشار تلك الظواهر.
إنهاء
* كيف ترى إنهاء دورهم؟
* ينبغي التعامل بفاعلية مع الأسباب الحقيقية والفعلية التي تقف خلف تزايدهم، ومن ثم أعتقد أن هذه الظاهرة ستختفي تماماً.
تملق
* ما الذي تقوله له؟
* أقول إنه لا حاجة للتملق إن كانت الحاجة مستحقة، ولن يفيد التملق إن كانت غير ذلك.
أخبار
* كيف ترى القنوات الإخبارية العالمية؟
* أصبحت ضرورة بهذا العصر، وفي عالم اليوم إن لم تعايش الأحداث أولاً بأول وجدت نفسك خارج الركب العالمي، وعواقب ذلك وخيمة. ورغم غزارة ما تمطره تلك القنوات العالمية إلا أن كثيراً منها لا يسلم من التحيز وعدم الدقة والموضوعية رغم ادعائها بعكس ذلك.. وهنا يأتي دور التحليل الموضوعي لما يبث.
تغطية
* والعربية؟
* دورها هام في تغطية ما يدور في عالمنا العربي. وهي في ذلك ليست بعيدة عن دائرة الخبر العالمي، ولذلك ليست بمنأى عن تأثير القنوات الإخبارية العالمية وإن كانت أقل خبرة ودقة.
تحليل
* هل نحتاج إلى قناة إضافية تحليلية؟ وكيف نقدم نشرات إخبارية مسموعة ومرئية على المستوى العام؟
* لست مع أو ضد قنوات جديدة ولكنني مع تفعيل وسائل الإعلام والاتصال المتاحة حالياً لتفي بطموحات مجتمعنا السعودي والعربي وتساهم في نقل مجتمعاتنا من حالة الهدوء الفكري الإعلامي النسبي إلى حالة التفاعل البناء مع مستجدات الحياة وتحدياتها بشجاعة تحليلية نحتاجها في هذا العصر المليء بالتحديات.
كتاب
* أول كتاب قرأته..؟
* مثل كل أقراني في بيئتنا السعودية كان كتاب الله الكريم.
حجم
* الكتاب الذي تقرأ فيه الآن..؟
* بل هما كتابان صغيران في حجمهما كبيران في قدرهما لفضيلة الشيخ صالح بن حميد: كتاب أدب الخلاف وكتاب أصول الحوار وآدابه في الإسلام.
ندم
* الكتاب الذي ندمت على قراءته..؟
لم أندم قط على قراءة كتاب مهما كان سيئاً لأن في ذلك عبر ولكنني تألمت لقراءة كتاب العقل العربي لرافائيل بتائي لما فيه من أكاذيب وتزييف للإنسان العربي والدين الإسلامي خاصة أنه كان مقروءاً بكثافة في الولايات المتحدة.
تكرار
* كتاب قرأته أكثر من مرة..؟
* القرآن الكريم.
مثل
* من هو مثلك الأعلى؟
* كل من ساهم في وضع لبنة في صرح هذا الوطن.
بكاء
* متى بكيت..؟
* عند فقد الأعزة.
سعادة
* هل أنت سعيد..؟
* الحمد لله على نعمة السعادة التي أنعم بها.
رضا
* وما هي السعادة..؟
* السعادة بالنسبة لي ببساطة هي الرضا: رضا الوالدين ورضا النفس والقناعة بما حباني الله. وكأي مسؤول في الدولة فإن رضا ولاة الأمر عما أقوم به من خدمة للوطن يعزز من سعادتي.
تسول
* متى تنتهي ظاهرة المتسولين؟ هل تنجح «القوة» في ملاحقتهم؟
* أفضل طريقة للتعامل مع الظواهر الاجتماعية السلبية هو التعامل مباشرة مع أسباب نشوئها، وبأقل من منطق استخدام القوة يمكن لنا القضاء على ظاهرة التسول بيسر وسهولة حال قمنا بروية وهدوء بمعالجة الأسباب التي أدت لظهور هؤلاء المتسولين.
مشروع
* «حوادث المرور» مرعبة، فقدنا بسببها الكثيرين ممن لم تستطع الأمراض والجوع القضاء على مثلهم في الأزمنة السابقة.. هل نحتاج إلى مشروع وطني شامل لعلاج الموضوع.؟ كيف ترى الحلول..؟
* أتفق تماما مع وجهة نظرك في هذه القضية الخطيرة. الحقيقة أننا أمام مأساة تتكرر مشاهدها يومياً، وبشكل محزن، وخاصة حينما نطلع على أرقام تلك الحوادث والضحايا من الوفيات والمصابين الذين تخلفهم، حيث أشارت الإحصائيات المنشورة عن عام 1421ه إلى وقوع أكثر من 280 ألف حادث خلال تلك السنة على مستوى المملكة، أي ما يقارب 800 حادث يومياً، وقد خلفت وراءها أكثر من 4400 حالة وفاة، ونحو 29 ألف مُصاب ناهيك عن التكاليف الاقتصادية الهائلة للمجتمع ككل.
نتفق جميعاً ونحن نواجه فواجع هذه الأرقام أننا بحاجة للتضامن جميعاً دون استثناء، وأن نبذل قُصارى الجهود لاحتواء هذه القضية المرعبة.
جهود
* هل الجهود المبذولة كافية؟
* لا شك أن الجهود المبذولة من قبل الأجهزة الحكومية المعنية بالأمر جهود كبيرة وملموسة، ولكن لتحقيق المزيد من النجاح في هذا الاتجاه، يلزمنا كأطراف أخرى التعاون مع جهود تلك الأجهزة، والعمل على دعمها بشكل دائم ومستمر. هذا بالإضافة إلى أهمية أن تعمل كافة الأجهزة الإعلامية على توظيف جميع وسائلها لتوعية المجتمع بالمخاطر المحيقة به من جراء التهاون والإهمال فيما يخص هذه القضية الخطيرة. كما لا ننسى دور أجهزة التربية والتعليم بكافة مستوياتها وما يمكن أن تحققه من نتائج مثمرة من خلال توجيه وتوعية النشء والشباب بخطورة تداعيات تلك الحوادث المرعبة. يكون أيضاً للمؤسسات الأهلية والأندية الرياضية القيام بأدوار كبيرة فيما يتعلق بهذه القضية، وتُعد المناسبات واللقاءات التي تنظمها تلك الأجهزة من أهم المجالات والفرص التي يُمكن استغلالها للعمل على الحد من أخطار الحوادث المرورية.
فعالية
* هل للقطاع الخاص في نظرك دور؟
* يمكن للقطاع الخاص أن يساهم بكثير من الفعالية والتأثير في دعم الجهود الوطنية للحد من الحوادث المرورية عن طريق الكثير من الوسائل المتوفرة لديه، لعل من أهمها المساهمة في الدعم المادي لحملات التوعية المرورية، إضافة إلى التوعية بأخطار تلك الحوادث عن طريق إقرانها بإعلاناتها وحملاتها التجارية التي تجتذب الكثير من اهتمام المجتمع.
ردع
* وكيف يمكن التعامل مع المخالفين؟
* بالرغم من أنني لست خبيراً في قضايا المرور إلا أنني أعتقد أن هناك حاجة لإعادة النظر في طريقة التعامل مع المخالفين لقواعد المرور المؤدية للحوادث وتوظيف المواطنين والمقيمين في حملة توعية ثم ردع المتهاونين بأرواحهم وأرواح الآخرين.
تأمل
* متى تتأمل في نفسك..؟
* عندما أختلي بنفسي في هدوء واستعرض أعمالي خاصة تلك التي يبدو لي أنني أخفقت فيها.
ظلام
* وفي ملكوت الله..؟
* في ليلة ظلماء في عرق المظهور في قلب صحراء النفود حيث تبهرني الاعداد المهولة للنجوم والكواكب فسبحان الخالق.
نوم
* متى تنام..؟
* عندما استنفد طاقتي اليومية وبعد أن أطّلع على إقفال أسواق المال العالمية.
أنا
* من أنت..؟
* مواطن بسيط يحمل هموم وطنه وأمته لمستقبل أفضل لن نحققه إلا بعرق كدحنا أفراداً وجماعات.
ملل
* هل مللت من الأسئلة..؟
* لا.. ولكنني تعبت من لملمة أطرافها المترامية.
ختام
* هل بقي شيء..؟
* نعم. وصية لشباب وشابات هذا الوطن بأن لا ينتقصوا من حق أنفسهم عليهم بقبول أقل الممكن من التحصيل المعرفي والعلمي. ولست هنا أتحدث عن الشهادات فذلك أمر آخر. إنني أتكلم عن إقناع النفس بأن للمعرفة مذاقاً لذيذاً يجب أن لا نحرم أنفسنا منها. قد يبدو هذا توجهاً أنانياً. ولكنه في الحقيقة توجه إنساني وطني يجعل حياتنا ذات قيمة ومتعة عالية وبإذن الله تؤدي إلى مساهمة عالية في بناء الوطن ورقيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.