أحياناً.. تقتضي ضرورة المكايدة بالجهل «التدخل السريع» من قبل أطراف تتلمس في ذاتها وجود المقدرة على تفتيت تحصينات الجهل الدفاعية. وكذلك على إعادة تدوير الفتات لكي يمثل أساساً لصروح معرفية وهامات ثقافية وكما هو متبع لن يكون من السهولة بمكان خلخلة طبقات الجهل خصوصاً إذا كان ذلك الجهل مستشرياً في الفكر أي أنه قد تحول إلى اقتناع وقريباً سيمثل تطبيقاً وواقعاً عملياً. وكل هذا لا يمثل عقبة إذ إن الإنسان المقتنع بفكرة ما من الصعوبة أن يتخلى عنها لمجرد مناقشته مع أحد معارضيه حولها، ولكن المشكلة تكمن إذا فض ذلك «الطرف الآخر» الاعتراف بشرعية من يتحاور أو يتجادل معه. وغالباً ما تتحول هذه النقاشات إلى نقد شخصي جارح وهذه بالمناسبة هي حيلة العاجز الذي لا تتوافر فيه الشجاعة الأدبية مرتين. الأولى: عند عدم اعترافه بخطأ منهجه ونكوص حيلته. وثانياً: عند حبه إزاء الوقوف أمام فلول الجهل التي تحيط به وتتوغل في ذاته الثقافي. واعتقاده بأن يبقى «أسير الجهلة» وهو يعتقد أنه حر طليق!! ما العمل مع هؤلاء؟؟؟ سؤال تفرضه النقاشات السابقة إذا هم تركوا وشأنهم فسيقومون بكل اقتدار بأداء دور التفاحة الفاسدة وسنرى بعد قليل أنهم يمثلون دور أئمة هذه الأفكار وتتحول مهمة استئصال هؤلاء مهمة استئصال طبيعة وصفة من مجتمع وهذا دور من الصعوبة القيام به، عندما أكتب هذا الكلام لا أكتبه لمجرد الترف الكتابي بل هو نوع من التعبير عن المعاناة لما آل إليه حال هؤلاء.. ائمة الجهل في ثياب سلاطين المعرفة.