غمرني بعطفه، أيقظني بهمسه، تلاعب بسواد شعري ليخفي صمته. انجذبتُ إلى ملامحه من أول وهلة. تسحبت من فراشي للقياه كل ليلة. كنت اختلق الأعذار لرؤية وجهه. خطفتُ بصره فركض خلفي بلا رحمة!!. كنتُ أغار عليه من النسمة، ومن التغزُّل في كل فلاة بكل نجمة. كم حذرته من النهار ووقت الذروة، فالشمس ترسل خيوطها بلا رجعة، وتصطاد الذئب في الغدوة والروحة. كان عنيداً فلم يجبني ألبتّه، وجلس ينتظرني الى الغروب من تلك الليلة. ذاب صبره وانتفخت أوداجه من تلك الرحلة، التي رجع فيها والشك يساور تفكيره والوجد يعانق قلبه. «قُبلات الأمس» تراود نفسه، قال متسائلاً: يا ترى لِمَ لم تف الوعد الى هذه اللحظة؟!. وإذ بي أقبل عليه وارسم البسمة، وأنثر الطيب وأدفن الغيرة قلت بعبرة وقد هلت الدمعة: وداعاً فلن أراك بعد اليوم بدراً إلا بعد ثلاثين يوماً.