حكمت الظروف بأن نرحل أو أن أرحل.. تاركة خلفي ربيعاً من الذكريات الجميلة.. وسوف تبقى محفورة في خلدي؛ أتذكر عن طريقها ذلك الماضي الجميل، وأهل ذلك الماضي الذي يحق لي أن أطلق عليهم.. أهل الوفاء.. ومن منا في هذا الزمان يملك هذه الصفة إلاّ ما ندر - والله المستعان - فإليهم وإلى كل من يملك هذه الصفة أهدي قصيدتي.. أهلُ الوفاءِ.. وذكريات بعادي.. يبقون حولي.. ساكنين فؤادي.. أصحُو على أملٍ.. فيبعث فجره.. يترقب اللقيا.. ويوم مرادي.. ما لي سوى الذِّكرى.. كطيف عابر.. أروي جفاءً.. عاقني بمدادي.. إن كان ما بعد النّوى نِسيانُ.. سأكون طيراً.. للوفاء أنادي.. أسفي على الماضي.. ترحّل وانتهى.. فبكيت من جرح له ميعادي.. ودفاتر الشِّعر الرَّصين.. تهامست للوصل.. والذكرى بفيض ودادي.. ومواجعي ثارت.. من البين الذي يكوي القلوب.. ويحرق الأكبادِ.. قرُبَتْ سُويعاتُ الرحيل.. ودمعتي تفارق.. مقلتي بعنادِ.. ولرُبَّما شِعرِي.. يخفف لوعتي.. يوم الوداع.. ترتجف يداي.. حُلماً، وكنتُ أعيشهُ.. فلعلني أحظى به.. يوم امتطاء جوادي.. ما أعذب الذِّكرى النديَّة.. لحظة إرجاعها.. تبقى كطير شادي.. أين القصائد.. أطربت أسماعنا.. كانت لنا.. في فرحة الأعيادِ.. غابت شموسُ محبَّتي.. وتراكمت أشجان قلبٍ.. في الغروب البادي لكنني أبقى.. أردد دائماً.. أهل الوفاء.. قصيدة الإنشادِ.. جمعٌ بنا مُذْ.. كان يوم لقانا ولّى..