كثير من مطبوعاتنا والصفحات المعنية بالأدب الشعبي وفنونه والتي أخذت على عاتقها مسؤولية النهوض والمحافظة على موروثنا الشعبي الجميل والغني بآدابه وإظهاره بالصورة المشرفة أمام قرائها وذلك من خلال ما يتم طرحه في تلك المطبوعات والتي تحمل بين طياتها النصيب الأكبر والأكثر لقصائد الغزل إلا ما ندر لبعض قصائد الحكم والمدح أو الرثاء متناسية بعضا من قضايانا والتي تهم مجتمعنا الكبير والتي تعتبر من الأمور السلبية والمستنكرة على مجتمعنا الاسلامي الكبير وأورد هنا بعضا منها للذكر لا للحصر فعلى سبيل المثال قضية السعودة وغلاء المهور وظاهرة الخدم والسائقين والعمالة السائبة والمعلمة البعيدة عن زوجها وأطفالها والتسكع من بعض الشباب المراهق في الأسواق والشوارع وقطيعة الرحم والنفاق والكذب والتبذير. كثيرة هي تلك القضايا التي أصبحت هاجساً لمن يعانيها. فالشعر لا يقتصر على الغزل والمدح أو الرثاء فقط. فشعراؤنا قادرون على بلورة تلك القضايا واخراجها بقصائد تحمل الطابع الكوميدي أو التراجيدي شعرا كان أو نثراً مجسدين تلك القضايا بمضمونها الحقيقي والملموس لكل قضية. فلعل طرح مثل تلك المواضيع وصياغتها شعرا تجد القبول لدى بعض ممن كانوا سببا في ايجادها فنكون بهذا قد ساهمنا بجلاء لبعض تلك القضايا. أتمنى اتاحة الفرصة لأولئك الشعراء من خلال دعوتهم للكتابة في مثل تلك المواضيع من خلال تلك المطبوعات والصفحات الشعبية والتي بمقدورها تحديد نوع القضية المرغوب في كتابة نص شعري فيما تحمله وتتضمنه من سلبيات تلك القضية. أليست تلك المواضيع والاعتراف بها ومحاولة معالجتها من خلال طرحها شعراً تعتبر خطوة جريئة بالخوض في مثل تلك القضايا والتي هي أقل بكثير لدينا مما هي عليه لدى كثير من المجتمعات الأخرى. أرجو اتاحة الفرصة لمثل تلك القصائد لبعض من الشعراء الذين قد يجيدون مثل هذا اللون من الشعر. والله الموفق.