- لا يكتمل الإنسان إلا بالحب فدونه هو ناقص.. فالحب هالة من الشعور فيها من السعادة والاندهاش والترقب والحلم والأماني والتوقع واللهفة والغيرة والعطاء والتملّك ما يغرق بعضه بعضاً.. فهو خليط من المشاعر الممتعة التي يمكن أن تقضي معها وقتك دون ملل أو ضجر أو رغبة في التغيير.. فيقصر الزمن وتلين الطبائع وينفرد الوجه ويبتسم الثغر وتهدأ الأعصاب ويخف التوتر وتنشط الدورة الدموية. - الحب في كل وجوهه حالة سحرية.. فهو يجعلك تتنازل وتتغافل وتتسامح وتقبل وتضحي وتعطي وتجزل وتبادر وتحرص وتخلص وتهتم.. ويزيد من ضربات قلبك.. وتسيطر عليك بسببه حالات السرحان وأحلام النهار.. فتُحَدِّث نفسك وكأنك تخاطب حبيبك في خيالك.. ويلازم الأرق عينك فلا تنام.. وإذا رأيت من تحب يقفز قلبك وكأنه يريد أن يفر إليه هارباً منك. - هناك من يقول: إن الحب عِلْم له ضوابطه تماماً كعلم الرياضيات.. وهناك من يرى أنه كيمياء عقلية يوافق فيها شن طبقه.. أو شرارة كهربائية تعقد الاتصال فلا يدري الطرفان كيف وقعا في شراكه.. وهناك من يرى أنها رائحة الجسد التي تجذب كلا الطرفين كما هو حاصل مع بقية مخلوقات الله.. حسب قول علماء الحيوان! - هناك من يقول: إن الحب يحدث من أول نظرة.. وآخرون يرون أنه بناء يُبْنى لبنةً لبنة وأهم وسائله مهارة الاتصال.. فهو في نظرهم قوانين ومهارات من طبَّقها فهو حتماً سوف يجد الحب ويمارسه ويعيش فيه. - هناك من يقول: إن أساس الحب واحد لكنه يتخذ مسارات مختلفة.. فهناك حب للزوجة وللأم وللإخوة والأصدقاء والإنسان والحيوان والطبيعة.. كما يقولون: إن الحب إحساس واحد وإن اختلفت مفاهيم الناس حياله.. فاختلافهم ناتج عن اختلاف تجاربهم التي أثَّرت على مواقفهم الشخصية. - ويُقال أيضاً إن الحب هو حب اللحظة الحاضرة.. أما حب الماضي وحب المستقبل فهو ذكرى حب تلك اللحظات.. فلكل لحظة في الحياة حبها الخاص بها بعداً وقرباً وعمقاً واتساعاً ووعياً وحاجة.. فالحب يفقد لذته ومعناه لو ربطناه بالماضي أو سخرناه لخدمة المستقبل. - عكس الحب هو اللا حب وليس الكره.. فأنت يمكن ألا تحب شخصاً ما لأنك لا تفهمه أو لأنه يختلف عنك في الشكل أو الطبع أو لأنه ينافسك.. لكنك لا تكرهه.. وإذا كان الحب ينتج الحب.. فإن اللا حب ينتج التردد والابتعاد. - الحب ليس وعداً أو وفاءً لدين أو مقابلاً لشيء.. بل استغراق باطمئنان وارتياح وتحليق.. كما أن العقل المشوش أو المذهول أو المزيّف أو العنصري أو الطائفي لا يمكن أن يحب.
