القديح:المواطنة تجهض مخططات «داعش»

قدم السعوديون أمس مشهداً جديداً يثبت فشل مخططات منفذي تفجير مسجد الإمام علي في بلدة القديح (محافظة القطيف)، حين اصطف نحو 100 من مشايخ «السنة»، إلى جوار نظرائهم المعممين «الشيعة» لتلقي العزاء في ضحايا التفجير، الذي أودى بحياة 21 شهيداً، وإصابة نحو 100 شخص. وأكد الجميع أن «الوحدة الوطنية عصية على الاختراق»، معلنين وقوف الجميع ضد الطائفية وكل ما يسبب التفرقة.
فيما أصدر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، تعميماً عاجلاً للخطباء وأئمة المساجد في المملكة كافة، بتخصيص خطبة الجمعة اليوم للحديث حول العملية الإرهابية التي استهدفت المصلين في بلدة القديح. (للمزيد)
وشهد مخيم العزاء أمس حضوراً شعبياً، متنوعاً مناطقياً ومذهبياً، وكذلك حضور رسمي، تمثل في وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، ووزير الصحة المهندس خالد الفالح، الذي حرص على الاستماع إلى عدد من أبناء البلدة، حول «نقص الخدمات الصحية واللوجستية في مستشفى القطيف المركزي». أما على مستوى الحضور الخليجي، فكان لافتاً أمس حضور وفد عُماني، ضم أعضاء من مجلس الشورى العماني، ومواطنين عمانيين، جاءوا لمواساة الأهالي والتضامن معهم. إلى ذلك، وجه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، بمعاملة رئيس رقباء الشهيد كمال العلويات أحد منسوبي الدفاع المدني في المنطقة الشرقية الذي استشهد في الحادثة، «بموجب ما يُعامل به الشهداء من العسكريين». كما وجه بصرف «مساعدة مالية عاجلة لأبناء الشهيد العلويات».
إلى ذلك، عزا خبيران أمنيان انتقال وزارة الداخلية من مرحلة «بدء العمل»، إلى «سرعة الكشف» عن المتسببين في حادثة مسجد القديح الإرهابية، إلى «العمل المؤسساتي المنظم باحتراف»، ليجعلها منافسة لكبريات أجهزة الاستخبارات العالمية. فيما تسهم في تعزيز ثقة المواطنين برجال أمنهم، وزعزعة قدرات الإرهابيين.