طهران، لوكسمبورغ – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت إيران قبولها «الإطار العام» لمشروع أعدّه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لنقل غالبية مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج للحصول على وقود لتشغيل مفاعل طبي، لكنها طالبت بإدخال «تعديلات كبيرة» عليه، وهذا ما اعتبره وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير «مؤشراً غير جيد»، فيما أكّد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن لا داعي لإدخال تعديلات جوهرية على مشروع البرادعي. وأفادت قناة «برس تي في» الإيرانية بأن طهران تعارض ارسال معظم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لمزيد من المعالجة، في دفعة واحدة. وأضافت أن إيران سترد على مشروع البرادعي بحلول 30 من الشهر الجاري. جاء ذلك بعدما نقلت قناة «العالم» الإيرانية عن مصدر مقرب من المفاوضات قوله أن «إيران تقبل الإطار العام لمشروع الاتفاق، لكنها تريد إدخال تعديلات كبيرة» عليه، مضيفاً ان إيران ستسلّم ردَّها رسمياً «خلال 48 ساعة» للوكالة الذرية. وينص مشروع البرادعي على ان تسلِّم إيران دفعة واحدة بحلول نهاية 2009، 1200 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة، لتخصيبه بنسبة 19.75 في المئة في روسيا قبل ان تحوّله فرنسا الى قضبان وقود نووي تُستخدم في تشغيل مفاعل للبحوث الطبية في طهران. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي انه يؤيد «مشروع الاتفاق»، مضيفاً: «يمكننا إرسال جزء من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة، وعندما نحصل على وقود (مُخصّب) بنسبة 20 في المئة يمكننا تسليم جزء آخر من اليورانيوم. بعبارة اخرى، لن نسلّم كل اليورانيوم دفعة واحدة». لكن النائب سيد حسين نقوي حسيني وهو عضو في اللجنة ذاتها، اعتبر «اتفاق فيينا انتصاراً للطرفين». في المقابل، اعتبر سولانا أن لا داعي لإدخال تعديلات جوهرية على مشروع البرادعي. وقال على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ: «الاتفاق جيد. أعتقد أنه لا يتطلب تغييرات جوهرية من حيث المبدأ». اما كوشنير فرأى ان «التعديلات الكبيرة» التي تطالب بها إيران «ليست مؤشراً جيداً». وقال على هامش الاجتماع ذاته انه «كان في غاية البساطة» ان يوافق الإيرانيون على مشروع البرادعي، مضيفاً: «اعتقد أن هذا امر ليس مشجعاً جداً». واعتبر أن «إيران تهدر الوقت، اذ علينا التحدث الآن. وسيكون الأوان فات في يوم من الايام»، مشدداً على ان «الأميركيين بفضل إرادة (باراك) اوباما أعطوا دفعاً لضرورة الحوار، لكن هذا الامر لن يستمر الى الأبد. نحتاج الى أجوبة. أظهرنا جميعاً صبراً كبيراً». وأضاف أن «هذه المنطقة سريعة الاشتعال. انها حلقة متفجرة». وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي قال الاثنين الماضي ان طهران تناقش خياري شراء الوقود من الخارج، او تسليم جزء مما تملكه من يورانيوم منخفض التخصيب، للحصول على وقود مخصب بنسبة 20 في المئة. وقال كوشنير إن «متقي يدلي بتصريحات وغالباً لا تكون حماسية ونادراً ما تكون إيجابية»، مضيفاً: «نتوقع ان نرى النور في نهاية النفق منذ ثلاث سنوات. سننتظر الى ان نقرر أن كفانا (انتظاراً) وان العملية انتهت». وأكّد ان «فرض عقوبات اقتصادية محدَّدة بدقة، هو على الأرجح امر شديد الفعالية».