دق استشاريان سعوديان ناقوس الخطر، محذرين من تفاقم وانتشار مرض السكري داخل البلاد، منبهين إلى أن من بين كل أربعة سعوديين واحد مصاب بالسكري، إذ وصل عدد المصابين بالسكري إلى 25 في المئة من إجمالي عدد السكان، في حين أن 25 في المئة آخرين لديهم قابلية الإصابة بالمرض، مؤكدين أن السعودية تعد أكثر دول العالم من حيث نسبة الإصابة بالسكري، ويأتي خلفها دول الخليج العربي. وأبدى الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية واستشاري أمراض الغدد والسكر في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني في الرياض الدكتور يوسف الصالح، أسفه من حال الوعي والاهتمام الرسمي والشعبي تجاه المرض، مشيراً إلى أن «حجم الرعاية في السعودية للمرض متدني إلى أبعد الحدود بدليل ندرة الأطباء المتخصصين في أمراض السكري، إذ يتواجد في الرياض ثلاثة استشاريين سكر فقط». وضرب الصالح موقفاً حول قلة الوعي تجاه المرض، أذهل حضور ملتقى إعلاميي الرياض، الإثنين الماضي، حين أوضح أن «سيدة راجعت عيادة زميله، وفي يدها علبة صغيرة بداخلها «بول الكلب»، ظناً منها أنها علاج لمرض السكري، متهمة الطبيب بأنه لم يفلح في علاجها، وسيكون الحل في ما أحضرته»، محذراً من كثرة تواجد الدخلاء على مهنة الطب الذين يصفون أدوية ضارة وغير مفيدة، مستغلين حاجة المريض الذي يبحث عن أن بصيص أمل لعلاج مرضه. وطالب «الجهات المختصة بإنشاء جمعية علمية متخصصة لمرض السكري تعني بالبحث عنه والعناية بالمصابين به»، داعياً «وزارة التجارة والصناعة إلى إلزام مطاعم الوجبات السريعة بوضع عدد السعرات الحرارية على الوجبات المقدمة منهم للعملاء كما هو معمول في الدول المتقدمة وأولها أميركا». وشدد على أهمية «الكشف سنوياً للتأكد من عدم الإصابة بالمرض، وكيفية التعامل مع المرض»، لافتاً إلى أن «75 في المئة من حالات البتر التي تحدث في المستشفيات نتيجة مرض السكري». وعزا سبب ارتفاع نسبة المصابين في السعودية بالسكري إلى سوء النمط الغذائي في السعودية بسبب تناول كميات كبيرة من الدهنيات والبروتينات والسكريات والاستهلاك الضخم للدجاج والرز واللحم، إضافة إلى قلة ممارسة الرياضة، لافتاً أن دراسة حديثة أجريت في الرياض أشارت إلى أن 32 في المئة من المنومين في مستشفيات الرياض مصابون بمرض السكر، و70 منهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم». وذكر أن هناك دراسة أجريت تبين فيها أن 30 في المئة من الأطفال بالمدارس الابتدائية في السعودية يعانون من الوزن الزائد، وهم معرضين مستقبلاً للدخول في طابور مرضى السكري، مضيفاً «الفرد السعودي يستهلك 200 في المئة من البروتينات زيادة عن حاجة الجسم لها مما يعرض الفرد للإصابة بالمرض من دون شكوك». وأوضح استشاري أمراض الغدد والسكر، أن عدد المصابين بمرض السكري في العالم وصل إلى 175 مليون نسمة، وزاد «75 في المئة من مرضى القلب، و46 في المئة من مرتادي مراكز غسيل الكلى يعانون السكري، والخسائر المباشرة للإصابة بالمرض سنويا تتجاوز 8.6 بليون ريال، وهذا لا يشمل التكاليف غير المباشرة لعلاج مضاعفات السكري مثل غسيل الكلى، بتر الأطراف، وجلطات القلب والدماغ لمرضى السكر». ونوه الدكتور يوسف إلى أن مرض السكري له أربعة أنواع، «السكري عبارة عن مجموعة أمراض، ويأتي نتيجة خلل وراثي وغذائي في البروتين والدهون وغيرها، وتظهر آثاره في كثرة التبول وانخفاض ملحوظ في الوزن، وعدم وضوح رؤية العين المجردة، والنوع الأول يصيب صغار السن ويحتاج علاجه إلى استخدام الأونسلين فقط، ويشكل نسبة 5 في المئة من مرضى السكري، أما النوع الثاني الأكثر شيوعاً، ويصيب الكبار، ويشكل تقريبا 95 في المئة من مرضى السكري، ويتم علاجه بالحمية والأدوية المخفضة للسكري، والنوع الثالث فهو سكر الحمل ويصيب الحوامل بنسبة 4 إلى 14 في المئة من الحوامل، والرابع هو السكري الذي ينتج عن أمراض وراثية عديدة أو استعمال بعض الأدوية مثل الكارتزون». ارتفاع استهلاك «السكريات» 200 في المئة أكد رئيس قسم جراحة المسالك البولية في جامعة الملك فيصل في الخبر نائب رئيس الجمعية السعودية للمسالك البولية البروفيسور الدكتور باهر الدمنهوري، أن تقريراً لوزارة التجارة والصناعة كشف أن استهلاك الفرد السعودي للسكريات ارتفع إلى 200 في المئة خلال ال 50 عاماً المنصرمة، مشيراً إلى أن أهم الطرق العلاجية للمريض الرياضة المستمرة والتنظيم الغذائي. ووصف الدمنهوري المرض بأحد الأمراض الخبيثة التي تعمل على القتل البطيء في حال عدم تداركها منذ البداية، مبيناً أن مرض السكري يحدث للمصاب تلف كلوي، والزهايمر، وبتر الأعضاء، ويضعف الجنس والانتصاب لدى الرجال، مشدداً في الوقت ذاته على أن أخطر الآفات على مريض السكري هو تأخر التئام الجروح، موضحاً أن 70 في المئة من المصابين بالضعف الجنسي نتيجة الإصابة بالسكري. وحول كيفية تخلص مريض السكري من استخدام المقويات الجنسية، بين أن تلقي العلاج منذ اكتشاف الإصابة والانتظام الصحي والغذائي يسيطر على بقية أجزاء الجسم ويمنعه من الانتشار السريع والتأثير على بقية الأعضاء.
