أكد الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية ان واشنطن "ستدفع الثمن" في حال هاجمت قواتها بلاده نافياً استخدامه اسلحة كيماوية ضد شعبه. وقال الاسد في مقابلة مع قناة "سي بي اس" الاميركية: "ستدفعون الثمن اذا لم تتصرفوا بحكمة. وستترتب على (الضربة العسكرية) تبعات". واضاف "هذه المنطقة كل شيء فيها على حافة الانفجار. وعليكم توقع كل شيء". كما حذر من مخاطر شن المعارضين او "الارهابيين" هجمات كيماوية اذا ما حدث تدخل خارجي في سورية. وفي رد فعل على تلك التصريحات قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض بن رودس ان "الجيش الاميركي اقوى بكثير بالتاكيد من جيش الاسد او جيوش حلفائه. سنبعث له رسالة شديدة الوضوح. بكل صراحة ليس له اي مصلحة في تصعيد هذا النزاع". وفي تطور لافت دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظام في سورية الى وضع ترسانته من الاسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية الامر الذي وافق عليه نظيره السوري وليد المعلم. وجاءت تصريحات الاسد في مقابلة قالت شبكة سي بي اس انها الاولى منذ طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من الكونغرس منحه تخويلا لاستخدام القوة لمعاقبة الاسد على الهجوم الكيماوي الذي تتهمه واشنطن بشنه ضد مدنيين في ريف دمشق في 21 اب/اغسطس الماضي. وقال الاسد "عليكم ان تتوقعوا كل شيء، فالحكومة (السورية) ليست اللاعب الوحيد في المنطقة. توجد اطراف مختلفة، وفصائل مختلفة، وايديولوجيات مختلفة. ويوجد كل شيء في هذه المنطقة الان". ونفى الاسد ان تكون قواته هي التي شنت الهجوم الكيماوي في ريف دمشق كما تتهمه الولاياتالمتحدة. وقال "كيف يمكنكم ان تتحدثوا عن ما حدث اذا لم تكن لديكم ادلة". واضاف "لسنا مثل الادارة الاميركية. لسنا مثل الاعلام الاجتماعي او الحكومي. نحن حكومة تتعامل بالادلة". وقال رودس "لا شك لدي مطلقا في ان الاسد هو المسؤول عن استخدام نظامه اسلحة كيماوية". وفي المقابلة التي تم بثها الاثنين قال الاسد ان قواته تعرضت نفسها الى هجمات باسلحة كيماوية استخدمها المسلحون المعارضون. وقال "في المنطقة التي يقولون ان الحكومة استخدمت فيها اسلحة كيماوية، لا توجد سوى تسجيلات فيديو وصور وادعاءات. نحن لسنا هناك. قواتنا المسلحة، شرطتنا لا تعتقد ذلك". وتساءل "كيف يمكن لاحد الحديث عن شيء لم يره؟". وردا على سؤال حول ما اذا كانت التبعات التي يتحدث عنها تشمل امكانية استخدام الاسلحة الكيماوية رفض الرئيس السوري استبعاد ذلك وقال "كل شيء ممكن. اذا كان يملكها المتمردون او ارهابيون في المنطقة او اي مجموعة اخرى فقد يحدث ذلك. لست منجماً ولا استطيع ان اقول لكم ما سيحدث". كما دعا الرئيس السوري اعضاء الكونغرس الاميركي، الذين سيصوتون قريباً على مشروع قرار يجيز ضرب سورية - الى "مطالبة الادارة (الاميركية) بتقديم ما لديها من ادلة" على الهجوم الكيماوي في 21 اب/اغسطس. وقال "يجب ان تتحلوا بالشفافية. العالم اجمع يشعر بخيبة امل من ادارة" الرئيس باراك اوباما، مؤكدا انها لا تملك "ادنى دليل" واضاف "كنا نأمل ان تكون مختلفة عن ادارة (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش". وتابع الرئيس السوري انه "في هذه القضية، لم يقدم (وزير الخارجية الاميركي جون) كيري اي دليل" مشيرا ايضا الى العناصر التي قدمها كولن باول وزير الخارجية الاسبق لاثبات وجود اسلحة دمار شامل في العراق قبل غزو هذا البلد عام 2003. واضاف "الروس لديهم ادلة مختلفة تماما، تشير الى ان الصواريخ اطلقت من مناطق يسيطر عليها المتمردون". وقال الاسد "الكونغرس سيصوت خلال بضعة ايام، واعتقد ان الكونغرس منتخب من الشعب لتمثيله. على النواب ان يتساءلوا اذا: +ماذا تجلب الحروب لاميركا؟+ لا شيء". واضاف "انها حرب ضد مصلحة اميركا. لماذا؟ انها حرب ستؤدي الى دعم القاعدة والناس الذين قتلوا اميركيين في 11 ايلول/سبتمبر" 2011.