تخليداً لتاريخ دومة الجندل وحاضرها، واستشرافاً لمستقبلها، أصدر الزميل الإعلامي صالح الحجاج كتاباً بعنوان «دومة الجندل... أرض الحضارة». وتعد هذه الخطوة الأولى للحجاج في مجال تأليف الكتب بعد عمله أعواماً في مجال الإعلام المقروء مراسلاً لصحيفة الحياة في منطقة الجوف، ومستشاراً لعدد من المواقع الإخبارية. وذكر الحجاج في مقدمة كتابه أن دومة الجندل «تفتح ذراعيها لتحتضن جميع زائريها، وتأسر ألباب كل من يقودهم القدر إلى أرض هذه المحافظة الرائعة»، مؤكداً أن كل شيء فيها ينبض بالحياة، ويأتي بالأدلة والشواهد على حضارة عريقة بدءاً من الآثار التي تدل على عمقها التاريخي، إلى مياهها الغزيرة بوفرة الآبار وتقنية تجميع المياه في أكبر بحيرة اصطناعية في المملكة، وهوائها النقي، وجوها المعتدل في معظم أوقات العام، والواحة الخضراء من المزارع التي يصل عدد أشجارها إلى نحو نصف مليون شجرة مثمرة، وقبل كل ذلك كرم أهلها واهتمامهم بضيوفهم من أبناء المملكة والعرب والأجانب. وأوضح الحجاج سبب تأليفه الكتاب، قائلاً: «رأيت أن من واجبي أن أبذل جهداً في تأليف هذا الكتاب الذي يقدم للضيوف شرحاً موجزاً عن دومة الجندل، أرض التاريخ، والحضارة، والمستقبل». ويتألف الكتاب من ستة فصول، يضم الفصل الأول نبذة تاريخية توضح أهمية دومة الجندل عبر العصور، وسبب تسميتها، والآثار التي عثر عليها في المدينة بدءاً من القرن الأول قبل الميلاد. ويتطرق الفصل الثاني إلى مكانة دومة الجندل مع بداية ظهور الإسلام، والغزوة التي أرسلها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل لتأمين الطرق التجارية المهمة التي تمر عبرها، وأسر الأكيدر حاكم دومة الجندل في ذلك الوقت، ثم يعرّج على الأهمية التي تبوأتها في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي مرّ بدومة الجندل وأمر ببناء مسجد فيها، وذلك عندما كان في طريقه إلى القدس لتسلم مفاتيحها. ويورد المؤلف دليلاً على مكانة دومة الجندل في العصر الإسلامي، عندما جرت على أرضها حادثة التحكيم بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، ويستدل على ذلك بما أورده مؤرخون منهم الطبري في كتاب «تاريخ الرسل والملوك». ويبرز الفصل الثالث من الكتاب مكانة دومة الجندل في الدولة السعودية الأولى والثانية، ووصول نفوذ عبدالعزيز بن محمد بن سعود الأول إلى دومة الجندل، وعودة نفوذ آل سعود إليها مع الدولة السعودية الثانية، ثم سيطرة العثمانيين على هذه المدينة الاستراتيجية. ويخصص الحجاج الجزء الرابع من الكتاب للحديث عن دومة الجندل في القرن العشرين، وتضاؤل نفوذ آل الرشيد وازدياد قوة الشعلان، ثم دخول الجوف كاملة تحت لواء الملك عبدالعزيز آل سعود. وفي الفصل الخامس يتحدث المؤلف عن آثار دومة الجندل التي تعد قلعة مارد من أهمها، إضافة إلى البلدة القديمة، وسور دومة الجندل، ومسجد عمر بن الخطاب، وأهم الاكتشافات الأثرية التي عثرت عليها الفرق المتخصصة. ويورد في الفصل السادس، بيانات مدعمة بالدراسات عن واقع دومة الجندل حالياً ومساحتها ونشاط السكان والفرص السياحية فيها، كما يشير إلى أهمية بحيرة دومة الجندل التي تعد أكبر بحيرة اصطناعية في الشرق الأوسط . يذكر أن الحجاج مسؤول المنتدى الثقافي التابع للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمنطقة الجوف، وعضو في الهيئة الإدارية لاتحاد الشعراء العرب.