دفعت القوات المسلحة المصرية أخيراً بعدد من عربات نقل الركاب إلى عدد من المواقف الخاصة، للمساهمة في مواجهة أزمة ارتفاع أسعار نقل الركاب، التي ظهرت إثر قرار الحكومة رفع الدعم عن الطاقة، ما زاد أسعار البنزين والسولار بنسب وصلت إلى 78 في المئة. وفي موقف ميدان الجيزة بالمحافظة المزدحمة، يقبل عدد من المواطنين على عربات القوات المسلحة الممهورة بكلمة "خدمة للمواطنين"، وعليها سعر الأجرة "1 جنيه مصري"، على عدد من الخطوط من المحافظة إلى عدد من مناطقها. ويختار سمير حسين (50 عاماً، موظف) وزوجته أن يستقل إحدى عربات القوات المسلحة لأول مرة، ويقول إن تلك العربات "نجدة من الزحام وجشع سائقي العربات الخاصة (ميكروباص) الذين ضاعفوا الأجرة، عقب الزيادة في أسعار المواد البترولية، وصار صعباً علي تحملها". ويختلف موقف أحمد سامح (27 عاماً، يعمل في التسويق) بالنسبة لمبادرة القوات المسلحة، ويعتقد أن عرباتها لن تحل الأزمة طويلاً، وهي "مجرد قطرة في بحر الغضب الذي أثاره رفع الدعم عن الطاقة". وفي مقابل عربات القوات المسلحة، يقف عدد من سائقي عربات السرفيس، وسط قلة إقبال من الركاب على عرباتهم في مواجهة عربات الجيش. ويؤكد أحدهم، أحمد عبد الجواد، إن غالبية الركاب تتجه إلى عربات الجيش منذ الصباح الباكر. ويتوقع زميله علاء متولي ألا تستمر خدمات عربات الجيش أكثر من ثلاثة أيام، ويوضح أنها "أمر مؤقت حدث مثله إبان إضراب سائقي النقل العام العام الماضي، واستمر بضعة أيام فقط". ويقول رئيس "الجمعية المصرية للنقل" محمد شحاتة من جانبه، إن "عربات القوات المسلحة لنقل الركاب وقتية، ولن تستطيع الاستمرار في مواجهة جهاز خدمي كبير مثل هيئة النقل العام"، مضيفاً أن تلك العربات "لن توقف أزمة ارتفاع الأجرة، التي تواجه الركاب من سائقي العربات الخاصة". ويضيف شحاتة: "على الدولة أن تواجه أزمة ارتفاع الأجرة بحلول مختلفة تستمر لوقت أطول، مثل التعاون مع الشركات وجمعيات السرفيس بضخ أكبر عدد ممكن من العربات، بأجرة موحدة وتذكرة يُكتب عليها السعر، لتزيد المنافسة بين الشركات، لأن العربات القليلة هي التي تسمح للسائق باستغلال الظروف ورفع الأجرة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار السولار 75 في المئة عن السعر القديم".