القلب غدّار أستاذ في الخيانات يعاهدك فتصدقه تعطيه الحكايات ومفاتيح الخزائن وقلاع الأوهام وفي ذروة السباق يغلبه المكر يسحب تواقيعه يتنكر للمواثيق يهاجر النبض إلى الصمت المديد يغرق القارب. قصة نزار قباني قصة القلب وقصة كل قلب ضاقت المدن الشاسعة بعطشه إلى الحرية ضاقت الأمكنة بهتاف العاشق يتسلل مسنوناً من ثقب الباب ويشعل الفضيحة ينام في الدفاتر في أوردة الرأس على أحصنة الحلم وبين ورق الخوف ينام مشتعلاً في ارتباك الرسائل ورعشة المناديل في أول الحبر ومطالع القبل رجل يوقظ النار فتندلع الفضيحة يتسلل السارق الجميل إلى المقاعد الدراسية يرابط تحت المعاطف وفي زوايا المقاهي فضيحة عابرة للحدود فضيحة تغتسل بماء المراهقة المجنون تنجب شهقات التمرد وبكاء الياسمين. أي قلب يطيق أن يحب نيابة عن كل الخائفين وأي قلب يطيق هذا الانقلاب المفتوح على غبار المتاحف وقسوة الحراس وأي جسد يحتمل مهمة إلغاء عقوبة الإعدام الصادرة بحق الأجساد والأحلام. إنه سر الكبار يسرقون المفردات من مقابر القاموس يرمونها في النبع أسئلة وخواتم فتسترد نضارة الرغبة ولعنة الموسيقى وتحاصر عشاقها كما الأساور. يرحل العاشق فيخسر كل قارئ صفحة من عمره وردة أو نافذة ويخسر أغنية. يرحل نزار قباني كما تهرب نجمة يرحل نزار قباني كما تتغطى نجمة بزغب الليل لتنام.